الجمعة، 31 يناير 2025

04:53 م

لا للتهجير.. غضب دولي عقب تصريحات ترامب "المستفزة": "يُصدر الوهم"

العائدون إلى غزة

العائدون إلى غزة

لا تزال أصداء دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استضافة مصر والأردن، عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة، تُشغل الرأي العام العالمي لا سيما العربي، وذلك بعد تجاهل ترامب، الخميس، الرفض المصري الأردني، وزعمه بأن الدولتين “ستقبلان”، في تصريح وُصف بـ"المستفز".   

وفي حديثه على متن الطائرة الرئاسية، الأحد الماضي، تطرق ترامب إلى خطة تهدف إلى "تطهير" غزة، عبر  ترحيل نحو مليون ونصف مليون شخص، قائلاً: "على مدى قرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة، ولا بد من إيجاد حل".

رفض عربي واسع

أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من عدة أطراف عربية، حيث أجمعت كل من مصر  والأردن والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والدول العربية على رفض أي محاولات للتهجير القسري.

وفي بيان لها، أكدت حركة حماس، أن "الشعب الفلسطيني يرفض الاستسلام لمخططات التهجير القسري، خصوصًا في شمال قطاع غزة، ويرفض بشكل قاطع أي خطط ترمي إلى إخراجه من أرضه".

من جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة أي مشروعات تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني لن يكرر النكبات التي تعرض لها عامي 1948 و1967، ولن يرحل عن أرضه".

الموقف المصري: رفض قاطع للتهجير

وعلى الجانب المصري، أكدت القاهرة، رفضها المطلق لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية أن "مصر تدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وترفض أي مساس بحقوقه المشروعة".

وشدد البيان على أن "التهجير القسري سواء كان مؤقتًا أو دائمًا، غير مقبول على الإطلاق"، محذرًا من خطط تستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر الترحيل.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر حذرت منذ بداية الأزمة من أن الإجراءات العسكرية والعدوان المستمر على قطاع غزة قد يكونان محاولة لجعل الحياة في القطاع غير ممكنة، بهدف دفع الفلسطينيين إلى التهجير القسري.

وقال الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكيني، وليام روتو، الأربعاء الماضي: “منذ أكتوبر وخلال الأشهر التالية، أبلغنا جميع المسؤولين الذين التقينا بهم بأن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع عنيف بين طرفين، بل هو نتيجة لفقدان الأمل في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني”.

وتساءل: “أقول إيه للرأي العام المصري، إذا طُلب منا استقبال الفلسطينيين المهجّرين إلى مصر؟ أرى، حتى على المستوى النظري، أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار للأمن القومي المصري والعربي بأسره”.

وتابع السيسي: "الشعب المصري لو طلبت منه يخرج يقول رأيه عن تهجير وترحيل الشعب الفلسطيني إلى مصر، الكل هيخرج ويقول لأ، وأقول ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من مكانه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، مضيفًا: “نرفض تهجير الفلسطينيين ليدرك الجميع أن هناك أمة لها موقف”.

مليونية “لا للتهجير”

وفي هذه الأثناء، يشهد معبر رفح من الجانب المصري، اليوم الجمعة، توافد آلاف المواطنين إعلان رفضهم تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الداعية إلى تهجير وترحيل الفلسطينيين قسريا إلى دول الجوار، وتحديدا إلى مصر والأردن 

وكلما اقتربت من رفح تسمع أصوات كلاكسات السيارات، ومن ورائها أصوات الراكبين تهتف “لا لتهجير الفلسطينيين”، بينما ترفرف الأعلام المصرية والفلسطينية، مصحوبة بـ"تحيا مصر"، وذلك حسب مراسل تليجراف مصر، تامر مجدي.

واقترب مراسل “تليجراف مصر”، من موكب السيارات والأعلام والمفاجأة أن كل سيارة أو حافلة كانت قادمة من محافظة مختلفة، وركابها يتحدثون بلهجة تختلف عن السيارة التي بجانبهم، لكن جميعهم يرفعون شعار “لا للتهجير”.

الموقف الأردني: لا للوطن البديل

وجاء الأردن مؤكدًا موقفه الراسخ تجاه القضية، الذي طالما رفض أي مخططات لتوطين الفلسطينيين على أراضيه، حيث كان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد شدد في عام 2019 على لاءاته الثلاث: "كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين".

وفي أعقاب تصريحات ترامب، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن "رفض التهجير موقف ثابت لا يتغير"، مؤكدًا أن "حل القضية الفلسطينية يكمن في فلسطين، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري، أن تصريحات ترامب "مستفزة وغير مقبولة"، واصفًا إياها بـ"التعدي الواضح على استقرار المنطقة".

موقف دولي رافض

أما على الصعيد الدولي، انضمت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا إلى قائمة الدول الرافضة لخطة التهجير، وأكد وزير الخارجية الفرنسي، أن "تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب حل الدولتين".

كما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، رفضها القاطع لأي حديث عن ترحيل سكان غزة. 

من جهته، شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على أن "غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا بد أن يبقى سكانها على أرضهم".

وفي خطوة عملية، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على نشر بعثة أوروبية للمساعدة الحدودية في رفح، بهدف دعم وقف إطلاق النار وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.

سمير فرج: التهجير مجرد طوق نجاة للمخطط 

وفي هذا السياق، لفت المحلل الاستراتيجي، اللواء أركان حرب سمير فرج، إلى الرفض الدولي القاطع من أغلب الدول العربية والأوروبية، مؤكدًا أن العالم يعي جيدًا المخطط المرسوم لتصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري.

وأضاف فرج في تصريحاته لـ"تليجراف مصر": "التهجير القسري مجرد وهم، ومحاولة لتعويض الأهداف التي فشل المخطط في تحقيقها بسبب المقاومة الفلسطينية، حيث اعتبروا فكرة التهجير طوق النجاة للمخطط".

وأكد أن مخطط التهجير سيفشل حتما، بعد تمسك الفلسطينيون بأرضهم، كما فشل سابقا في بداية الحرب عندما نزح الفلسطينيون من شمال غزة إلى الجنوب، ورفضوا أن يخرجوا باتجاه الحدود المصرية.

معارضة حاسمة

وسط هذه التطورات، يبدو أن تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين أثارت موجة رفض واسعة، عربية ودولية، حيث تتفق الأطراف المختلفة على ضرورة تمكين الفلسطينيين من البقاء في أرضهم، مع التأكيد على أن أي محاولات للتهجير القسري ستُواجه بمعارضة حاسمة، حفاظًا على استقرار المنطقة وحقوق الفلسطينيين التاريخية.

search