السبت، 01 فبراير 2025

12:37 ص

فايننشال تايمز: المساعدات ورقة ترامب للضغط على مصر لقبول التهجير

أرشيفية- دونالد ترامب والرئيس السيسي

أرشيفية- دونالد ترامب والرئيس السيسي

كثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبه من مصر لاستقبال الفلسطينيين النازحين من غزة، ما أثار مخاوف من استخدام المساعدات الأمريكية كورقة ضغط لدفع القاهرة إلى قبول إعادة توطين اللاجئين من القطاع المنكوب.

ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرًا عن تلك المخاوف ومدى تأثيرها على الوضع الراهن، حيث ذكرت أن ترامب خلال حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يوم الإثنين، كرر دعوته لكل من مصر والأردن لاستقبال الفلسطينيين، مؤكدًا أنه ناقش الأمر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

ترامب: قدمنا لمصر مساعدات كبيرة

وقال ترامب عند سؤاله عن رد فعل السيسي: “أتمنى أن يأخذ بعضًا منهم، لقد قدمنا لمصر مساعدات كبيرة، وأنا متأكد من أنه سيساعدنا”، وأضاف مشيرًا إلى السيسي: "إنه صديق لي، وهو في منطقة صعبة للغاية، ولكنني أعتقد أنه سيتعاون، وكذلك ملك الأردن".

في المقابل، نفى المسؤولون المصريون حدوث أي مكالمة بين السيسي وترامب، ومنذ أن طرح الأخير الفكرة، واجهت رفضًا قاطعًا من القاهرة وعَمّان، حيث أعربت الحكومتان عن مخاوف من أن مثل هذه الخطوة قد تقوض الآمال الفلسطينية في إقامة دولتهم المستقلة.

نفوذ وتهديدات من واشنطن

وأشار محللون إلى أن تصريحات ترامب، التي جاءت بعد قرار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بوقف العمل على معظم برامج المساعدات الخارجية، تعكس مدى استعداد ترامب لاستخدام نفوذ واشنطن لتحقيق أهدافه.

وأوضحت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، سنام فاكيل، أن ترامب يتبع نهجًا تفاوضيًا يعتمد على طرح مواقف متطرفة أولًا لتحقيق تسويات وسطية لاحقًا، لكنها أكدت أن مطالبه تثير قضايا وجودية لكل من مصر والأردن.

وأشارت فايننشال إلى موقف مصر، حيث كتبت: "في مصر، تصدرت عناوين الصحف الرسمية رفضًا قاطعًا للتهجير، إذ نشرت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة صورة كبيرة للفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة، مصحوبة بعنوان يؤكد على رفض الشعب المصري للتهجير ودعمه للأمن القومي".

وبالمثل، أعرب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن موقف حاسم، مؤكدًا أن "حل القضية الفلسطينية يكمن في فلسطين"، وأضاف: "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

أدوات ضغط ترامب على مصر والأردن

من جانبه، أشار مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، مايكل وحيد حنا، إلى أن أحد أبرز أدوات الضغط التي قد يلجأ إليها ترامب هو تقليص المساعدات العسكرية السنوية لمصر، والتي تبلغ 1.3 مليار دولار، وتستخدمها القاهرة لشراء الأسلحة وقطع الغيار الأمريكية. 

وأوضح أن هذه المساعدات، التي بدأت عام 1978 بالتزامن مع اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل، تشكل أساس العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن.

ورغم أن المساعدات العسكرية لمصر وإسرائيل استُثنيت من تعليق المساعدات الخارجية الذي أعلنه روبيو، إلا أن أي محاولة أمريكية لإجبار مصر على قبول اللاجئين الفلسطينيين قد تُحدث تغييرًا جذريًا في العلاقات الثنائية. 

المساعدات المالية هي ورقة الضغط على الأردن

أما الأردن، فقد يواجه ضغوطًا مماثلة، حيث تعتمد عمان بشكل كبير على المساعدات الأمريكية، ووفقًا للسفارة الأمريكية في عمان، قدمت واشنطن للأردن 31 مليار دولار من المساعدات منذ 1949، كما تعهدت بتقديم 1.45 مليار دولار سنويًا حتى عام 2029.

ويحذر دبلوماسيون من أن الضغوط الأمريكية قد تشمل فرض تعريفات جمركية أو قيودا تجارية، مما قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأردني المتعثر. 

وفي ظل وجود أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني في الأردن، إلى جانب مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، فإن أي تدفق جديد للفلسطينيين قد يفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

في النهاية، بينما يواصل ترامب ممارسة الضغوط، يبدو أن مصر والأردن متمسكان برفضهما القاطع لأي مخططات قد تغير التوازن الإقليمي وتؤثر على استقرارهما الداخلي.

search