النطف المحررة.. معجزة الأسرى الفلسطينيين رغم سجون الاحتلال
الأسير علي نزال وابنه من النطف المحررة
شهدت الساحة الفلسطينية مشهدًا إنسانيًا مؤثرًا تمثل في لقاء الأسير المحرر علي نزال بابنه، الذي أنجبه عبر ظاهرة “النطف المحررة”.
وأعاد هذا الحدث تسليط الضوء على هذه الظاهرة الفريدة التي لجأ إليها الأسرى الفلسطينيون لمواجهة القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عليهم، والتي تحرمهم من حقهم الطبيعي في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال.
بدايات الفكرة وتطورها
ووفق تقرير سابق لـ بي بي سي، فقد بدأت فكرة تهريب النطف من داخل السجون الإسرائيلية بالظهور مع بدايات الألفية الجديدة، حيث شكلت تطوراً استثنائياً في معركة الأسرى الفلسطينيين للحفاظ على حقهم في الإنجاب، مستفيدين من التقدم الطبي في مجال التلقيح الصناعي.
وجاءت هذه الفكرة عقب استفسارات نقلها الأسرى إلى علماء الدين حول مدى مشروعيتها من الناحية الشرعية، وبعد مشاورات موسعة، صدرت فتاوى تجيز هذه الوسيلة.
ومع مرور الوقت، لقيت الفكرة قبولاً واسعاً بين الأسرى وذويهم، ومع تأييد الفصائل الفلسطينية لهذه الخطوة، أصبح تهريب النطف سبيلاً مشروعاً لتحقيق حلم الإنجاب للأسرى المحكومين بسنوات طويلة داخل السجون.
أول نجاح يفتح الأبواب أمام عشرات الأسرى
كان الأسير الفلسطيني عمّار الزين، المعتقل منذ عام 1998 والمحكوم بالسجن مدى الحياة، أول من نجح في تهريب نطفة إلى زوجته مطلع عام 2012، حيث أنجبت ابنه الأول "مهند".
وقد شكلت هذه التجربة نقطة تحول كبيرة، إذ تبعها نجاحات أخرى لعدد من الأسرى الذين تمكنوا من إنجاب أطفالهم بنفس الطريقة.
قصة أول طفل يولد في غزة بـ"النطف المحررة"
ويُعد حسن الزعانين أول طفل يولد في قطاع غزة عبر هذه الطريقة، تروي والدته، هناء الزعانين، البالغة من العمر 28 عاماً، تفاصيل قصتها قائلة: "اعتقل الاحتلال زوجي تامر عام 2003 بعد زواجنا بشهرين فقط، وحُكم عليه بالسجن 12 عاماً، خلال هذه الفترة، استكملت دراستي الجامعية، وواجهت ضغوطات اجتماعية كبيرة للانفصال، لكنني صممت على البقاء وفية لزوجي".
ظلت فكرة الإنجاب بعيدة عن تفكيرها حتى سمعت عن نجاح تجربة زوجة الأسير عمار الزبن، مما دفعها إلى طرح الفكرة على أسرتها وزوجها.
وبعد موافقتهم، تم تنفيذ الخطة بنجاح، حيث تم تهريب النطفة إلى قطاع غزة، وأجريت عملية التلقيح في مركز البسمة للإنجاب، أحد أبرز المراكز الطبية المتخصصة في هذا المجال.
وتضيف هناء: "عشت قلقاً دائماً من فشل العملية، وواجهت ضغطاً نفسياً هائلاً طوال فترة الحمل، لكنني كنت متيقنة من نجاحها بفضل الله".
وتصف لحظة معرفتها بنجاح الزراعة قائلة: "لم أسمع شيئاً مما قاله لي الطبيب، لكنني أدركت النجاح من زغاريد الأهل ودموع الفرح التي انهمرت أمامي، شعرت وكأنني وُلدت من جديد".
آليات التهريب في ظل الحصار الأمني
رغم الإجراءات الأمنية المشددة داخل السجون الإسرائيلية، تمكن الأسرى من ابتكار طرق متنوعة لتهريب نطفهم، حيث يتم تغليفها بعناية في مواد صغيرة مثل نواة التمر، أو داخل قطع الشوكولاتة، أو حتى داخل كبسولات الدواء. ويتم تسليمها إلى أهالي الأسرى خلال الزيارات أو عبر محامين موثوقين.
هذه الأساليب السرية، رغم صعوبتها، نجحت في تحقيق نتائج ملموسة، إذ تمكن العشرات من الأسرى من إنجاب أطفالهم رغم قضبان السجون، مما شكّل تحدياً حقيقياً لمنظومة القمع الإسرائيلية.
الأثر الإنساني والاجتماعي لظاهرة "النطف المهربة"
تجاوزت هذه الظاهرة بُعدها الشخصي، وأصبحت رمزاً لصمود الأسرى في مواجهة الاحتلال، فقد أعادت الأمل إلى عائلاتهم، ورسّخت مبدأ المقاومة بكافة أشكالها.
كما أنها تركت أثراً عاطفياً عميقاً لدى المجتمع الفلسطيني، الذي ينظر إلى هؤلاء الأطفال باعتبارهم "سفراء الحرية" وأمثلة حية على إرادة الحياة والانتصار على القيد.
ورغم التحديات الأمنية والطبية المرتبطة بهذه العمليات، فقد استمرت هذه العملية، سعيًا من قِبل الأسرى الفلسطينيون إلى الحفاظ على حقهم في الحياة وتكوين الأسر، حتى وهم خلف القضبان.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
تصاعد التوتر في جنين.. غارات إسرائيلية تودي بحياة 5 فلسطينيين
01 فبراير 2025 11:34 م
نتنياهو يبحث خطط استئناف القتال في غزة قبل لقائه ترامب
01 فبراير 2025 11:25 م
نتنياهو يعين إيال زامير رئيسًا جديدًا لأركان الجيش الإسرائيلي
01 فبراير 2025 11:12 م
إسرائيل تهدد الزبيدي بعد الإفراج عنه في صفقة التبادل
01 فبراير 2025 11:00 م
واشنطن تضغط لإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا
01 فبراير 2025 10:11 م
أحمد الشرع يزور السعودية ويلتقي ولي العهد.. غدا
01 فبراير 2025 09:42 م
وسط استمرار القتال.. تفشي جدري القردة في جوما يهدد 21 دولة أفريقية
01 فبراير 2025 09:23 م
الاحتلال زعم اغتياله.. الحواجري يتصدر مشهد تسليم أسير إسرائيلي
01 فبراير 2025 03:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً