السبت، 01 فبراير 2025

11:44 م

وسط استمرار القتال.. تفشي جدري القردة في جوما يهدد 21 دولة أفريقية

انتشار جدري القردة في غوما

انتشار جدري القردة في غوما

تحولت مدينة جوما، الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى مركز رئيسي لتفشي فيروس جدري القردة، مما يزيد من تعقيد الأزمة الصحية في ظل استمرار النزاع المسلح بالمنطقة. 

وأكد رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جان كاسيا، أن المدينة أصبحت بؤرة انتشار الفيروس في 21 دولة بالقارة، محذراً من كارثة صحية واسعة النطاق إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة للسيطرة على الوضع، وذلك بحسب "مونت كارلو الدولية".

متحور جديد وانتشار واسع للعدوى

وفي رسالة رسمية وجهها إلى القادة الأفارقة يوم الجمعة 31 يناير، أوضح كاسيا أن تفشي المرض في جوما مرتبط بشكل مباشر بالظروف المعيشية القاسية التي تعيشها المدينة، حيث يعاني السكان من انعدام الأمن، والنزوح الجماعي، وانهيار الخدمات الصحية الأساسية. 

وأشار إلى أن متحور "1بي" من جدري القردة، الذي تم اكتشافه لأول مرة عام 2023 في مقاطعة جنوب كيفو المجاورة، انتشر بسرعة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة ووصل إلى عدة دول، ما يهدد بحدوث أزمة صحية غير مسبوقة في القارة الأفريقية.

نزاع مسلح يفاقم الأزمة الصحية

وتشهد جوما تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث تسيطر جماعة "إم23" المسلحة، المدعومة من رواندا، على معظم أنحاء المدينة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للسكان المحليين. 

وتُعد جوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، مركزًا حيويًا يؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص، بينهم مليون نازح اضطروا للفرار بسبب العنف الدائر في المنطقة.

ومع استمرار القتال بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية، تواجه المدينة انهيارًا كاملًا في الخدمات الصحية، مما أدى إلى تفشي العديد من الأمراض المعدية، وعلى رأسها جدري القردة، وسط عجز المستشفيات والمراكز الصحية عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى.

دعوات لإنهاء النزاع وتحذيرات من كارثة إنسانية

وفي ظل هذا الوضع المقلق، دعا جان كاسيا إلى ضرورة التحرك العاجل لإنهاء النزاع، مؤكداً أن الأزمة لم تعد تقتصر فقط على الأوضاع الأمنية، بل أصبحت تهدد الصحة العامة في القارة بأكملها. 

وأضاف أن استمرار المعارك دون تدخل دولي سيؤدي إلى تفشي الأوبئة بشكل غير محدود، مما قد يتسبب في خسائر بشرية تفوق تلك الناجمة عن النزاع المسلح نفسه.

وطالب المسؤول الصحي الدول الإفريقية والمنظمات الدولية باتخاذ إجراءات سريعة لتوفير الدعم الطبي والإنساني لسكان غوما، مشدداً على أن تجاهل الأزمة سيؤدي إلى كارثة صحية وإنسانية كبرى، قد تمتد آثارها إلى دول أخرى خارج القارة الأفريقية.

search