الإثنين، 03 فبراير 2025

07:12 م

ضغوط دولية لإعادة أمريكا لـ"الصحة العالمية".. هل يستجيب ترامب؟

رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم

رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم

طلب رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، من زعماء العالم ممارسة الضغط على الولايات المتحدة لمحاولة إقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتراجع عن قراره بالانسحاب من وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة. 

جاء ذلك خلال اجتماع هام عُقد يوم الأربعاء الماضي لمناقشة ميزانيات المنظمة، حيث عبر تيدروس عن قلقه من فقدان الولايات المتحدة معلومات حيوية حول تفشي الأمراض العالمية إذا ما استمرت في انسحابها.

الضغوط الدولية على منظمة الصحة العالمية

في هذا السياق، ضغطت الدول على منظمة الصحة العالمية خلال الاجتماع بشأن كيفية التعامل مع قرار انسحاب أكبر مانح لها، الولايات المتحدة. 

حذر المبعوث الألماني بيورن كوميل قائلاً: "السقف يحترق ونحن بحاجة إلى إيقاف الحريق في أسرع وقت ممكن"، في إشارة إلى الأزمة التي قد تترتب على فقدان التمويل الأمريكي.

الولايات المتحدة أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية

تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تعد أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية، حيث قدمت ما يقرب من 988 مليون دولار خلال عامي 2024-2025، أي ما يعادل حوالي 14% من ميزانية المنظمة البالغة 6.9 مليار دولار. 

ويشكل هذا التمويل جزءًا كبيرًا من موارد الوكالة، ما يضع المنظمة في موقف حرج في حال استمرت أمريكا في انسحابها.

تأثير التمويل الأمريكي على برامج منظمة الصحة العالمية

أظهرت وثيقة ميزانية المنظمة أن برامج الطوارئ الصحية تعتمد بشكل كبير على التمويل الأمريكي، حيث يغطي هذا التمويل نحو 40% من العمليات الطارئة التي تنفذها المنظمة. 

وقد أفادت الوثيقة بأن الاستجابة للأزمات في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان مهددة بسبب نقص التمويل، بالإضافة إلى تضرر برامج القضاء على شلل الأطفال وفيروس نقص المناعة البشرية.

أمريكا تغطي معظم أعمال المنظمة في بعض المجالات

أوضحت الوثيقة أن الولايات المتحدة تمول أيضاً 95% من أعمال منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة السل في أوروبا، وأكثر من 60% من جهود المنظمة في مكافحة السل في أفريقيا وغرب المحيط الهادئ. 

هذا الاعتماد الكبير على التمويل الأمريكي يهدد قدرة المنظمة على مواصلة هذه الأنشطة.

موقف حرج لمعدل الإنفاق في المنظمة

خلال اجتماع منفصل، حذر مدير مالية منظمة الصحة العالمية، جورج كيرياكو، من أن الوكالة ستواجه صعوبة في تدفقات الأموال إذا استمر معدل الإنفاق الحالي. 

وأوضح أن المنظمة ستكون في وضع "صعب للغاية" في النصف الأول من عام 2026 إذا لم يتم معالجة نقص التمويل.

الولايات المتحدة لم تسدد مساهماتها المستحقة لعام 2024

أشار كيرياكو إلى أن الولايات المتحدة لم تسدد بعد مساهماتها المستحقة للمنظمة لعام 2024، ما دفع الوكالة إلى مواجهة عجز مالي. 

ورغم محاولات منظمة الصحة العالمية سحب الأموال المستحقة، إلا أن معظمها "لم يتم قبولها".

التعاون المستمر بين منظمة الصحة الأمريكية والمنظمة العالمية

على الرغم من قرار ترامب، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لا تزال تزود العلماء الأمريكيين ببعض البيانات المهمة. 

هذا التعاون يظل قائمًا على الرغم من تعليمات صدرت الأسبوع الماضي للمسؤولين الأمريكيين بالتوقف عن العمل مع منظمة الصحة العالمية.

أهمية إعادة الولايات المتحدة للمنظمة

في ختام الاجتماع، طالب تيدروس الدول الأعضاء بضرورة الضغط على المسؤولين الأمريكيين لمراجعة قرار انسحاب الولايات المتحدة. واعتبر أن إعادة الولايات المتحدة إلى المنظمة ستكون "مهمة للغاية" لحماية صحة العالم.

خروج أمريكا من المنظمة.. أزمة غير مسبوقة

وصف المستشار الأول للصحة العالمية في وزارة الصحة الألمانية بيورن كوميل، خروج الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية بأنه "الأزمة الأكثر شمولا" التي تواجهها المنظمة في العقود الأخيرة، مما يضيف مزيدًا من الضغوط على المنظمة الدولية.

search