الجمعة، 07 فبراير 2025

04:16 ص

قرارات ترامب المثيرة للجدل.. ما مدى "قانونيتها" ومن يردعه عن تطبيقها؟

دونالد ترامب- أرشيفية

دونالد ترامب- أرشيفية

سيد محمد

A .A

أثار الجدل حول مدى قانونية تصرفات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك نقاشًا واسعًا، حيث أشار بعض المحللين إلى أن ترامب اعتاد تجاوز القوانين لتحقيق مكاسب سياسية. 

وفي هذا السياق، أكدت الصحفية الأمريكية كارين تومالتي أن "رؤساء سابقين ربما تجاهلوا بعض القوانين، لكن ترامب فتح الباب على مصراعيه لتحدي القيود القانونية".

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، قانون الرقابة على المخصصات المالية لعام 1974، الذي يُلزم الرئيس بإنفاق الأموال وفقًا لما يقرره الكونغرس. غير أن ترامب وفريقه اعتبروا القانون غير دستوري، مما أثار مخاوف حول مدى احترام الإدارة الأمريكية للضوابط الدستورية.

الفوضى السياسية

في تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست، أشارت تومالتي إلى أن البعض يرى أن الفوضى التي يثيرها ترامب تهدف إلى تشتيت الانتباه عن قضايا أكثر أهمية، حيث دأبت وسائل الإعلام والسياسيون على ملاحقة تصريحاته المثيرة للجدل، بينما يرى الديمقراطيون أن التركيز يجب أن يكون على أفعاله وليس أقواله.

وأوضحت الصحفية أن أحد الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة خلال ولاية ترامب الأولى كان الاهتمام المفرط بتصريحاته بدلًا من التركيز على سياساته الفعلية، وهو ما سمح له بتحقيق مكاسب سياسية رغم الجدل المستمر حوله.

هل هناك قوة قادرة على كبح جماح ترامب؟

يرى بعض المراقبين أن غياب القيود الفعلية على ترامب ومحيطه يجعله أكثر جرأة في اتخاذ قرارات مثيرة للجدل، خاصة في ظل عدم وجود رد فعل قوي من الحزب الجمهوري، الذي يبدو وكأنه يدعمه بلا تحفظ.

وتعتقد تومالتي أن الانتخابات المقبلة قد تكون الحل الوحيد للحد من هذه الفوضى، لكن يبقى السؤال الأهم: كم من الضرر يمكن أن يلحق بالمؤسسات الدستورية قبل ذلك؟

ردود فعل الشارع الأمريكي

على صعيد الشارع الأمريكي، يبدو أن الكثير من المواطنين لا يعيرون اهتمامًا كبيرًا للإجراءات الحكومية ما لم تؤثر مباشرة على حياتهم اليومية. 

فرغم تصاعد الأسعار والتحديات الاقتصادية، لا تزال قاعدة ترامب الانتخابية مقتنعة بأنه يفي بوعوده.

لكن مع تزايد تأثير قراراته على الحياة اليومية، قد تتصاعد المعارضة تدريجيًا، تمامًا كما حدث عندما تراجعت إدارته سريعًا عن تجميد التمويل الفيدرالي بعد ظهور تداعياته السلبية.

ماسك ومشروع DOGE

تطرقت تومالتي أيضًا إلى تصريحات إيلون ماسك بشأن مشروع DOGE، متسائلة عن مدى صحة قوله بأن المشروع يعمل على "مهام شاقة" دون أي مقابل. 

وأشارت إلى أن عدم الشفافية في تحديد هوية القائمين على المشروع يثير تساؤلات حول ما إذا كانوا يتمتعون بأي تصاريح أمنية، مما يفتح الباب أمام التكهنات بشأن طبيعة أعمالهم.

نشر القوات الأمريكية في غزة.. جدل متصاعد

أحدث إعلان ترامب عن احتمال إرسال قوات أمريكية إلى قطاع غزة موجة من الجدل، حيث تذكّر البعض بتجربة إعادة بناء الدول في أفغانستان والعراق وما تبعها من خسائر بشرية واقتصادية.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس لم يكن يقصد فعليًا إرسال قوات، رغم أن تصريحاته بدت واضحة في هذا الاتجاه.

وبحسب مقال نشره مايكل بيرباوم ومات فيزر، فإن تراجع ترامب المفاجئ يعكس إدراكه لحجم ردود الفعل السلبية، ليس فقط بسبب تداعيات تهجير الفلسطينيين المحتملة، ولكن أيضًا لأن الخطوة قد تورط واشنطن في صراع جديد، وهو ما سبق لترامب أن تعهد بتجنبه.

البحث عن بدائل للقرارات المتسرعة

ناقش بعض المعلقين أهمية البحث عن حلول وسط بدلًا من اتباع نهج حاد في اتخاذ القرارات. ويرى أحد المحللين أن تقليل البيروقراطية يجب أن يتم تدريجيًا، وليس عبر إجراءات مفاجئة قد تخل بتوازن النظام السياسي.

تومالتي وافقت على هذا الطرح، مشيرة إلى أن السلطة التنفيذية تحتاج إلى مرونة، ولكن ضمن إطار القوانين التي يقرها الكونغرس، أو عبر تشريعات جديدة يتم التوافق عليها.

الديمقراطيون ومجلس الشيوخ: معركة النفوذ

مع استمرار الجدل حول تعيين راسل فوت مديرًا لمكتب الإدارة والميزانية، يخطط الديمقراطيون لتنظيم احتجاج رمزي داخل مجلس الشيوخ لمدة 24 ساعة، في خطوة تهدف إلى لفت الانتباه لكنها لن تغير النتيجة النهائية.

لكن رغم ذلك، أشارت تومالتي إلى أن الجمهوريين سيحتاجون إلى دعم الديمقراطيين لتمرير العديد من القوانين، خاصة أن هامش الأغلبية ضيق، مما يمنح الديمقراطيين فرصة للتأثير في المفاوضات، لا سيما في قضايا مثل سقف الدين.

وختمت الصحفية تحليلها بتساؤل مهم: هل يمكن استعادة فن التسويات السياسية في واشنطن، أم أن الاستقطاب الحالي سيظل هو سيد الموقف؟

search