السبت، 08 فبراير 2025

05:27 ص

ترامب "يدق المسامير" في نعش هدنة غزة.. هل تتغير المعادلة؟

آثار دمار واسعة في قطاع غزة مع سريان الهدنة

آثار دمار واسعة في قطاع غزة مع سريان الهدنة

حالة من عدم اليقين تحيط بمستقبل صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في ظل تصاعد الجدل حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث باتت مهددة بالتعثر. 

وبينما كانت الأنظار تتجه نحو المرحلة الخامسة من عملية التبادل المقررة يوم السبت، أدى الطرح المفاجئ لترامب إلى تحويل التركيز نحو تداعياته على مستقبل القطاع ومستقبل الاتفاق.

تأثير تصريحات ترامب على الصفقة 

ورغم أن صفقة التبادل تسير وفقًا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي كان من المفترض أن تشمل الإفراج عن 3 رهائن إسرائيليين يوم السبت، فإن تصريحات ترامب كشفت عن توجه جديد يتمثل في السعي لإخلاء غزة بالكامل من سكانها. 

هذه التصريحات أثارت ردود فعل دولية غاضبة، وسط مخاوف من أن يمنح حركة حماس ذريعة لتأجيل أو تعطيل تنفيذ الاتفاق.

قلق إسرائيلي من عرقلة الصفقة 

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المسؤولين الإسرائيليين يخشون أن تؤدي تصريحات ترامب إلى عرقلة الصفقة، حيث أكد مسؤول إسرائيلي لم يُذكر اسمه أن المرحلة الأولى قد تستمر رغم الجدل الدائر، لكن الوضع يبقى غير محسوم. 

وفي ظل سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تمديد المرحلة الأولى، بهدف تحرير مزيد من الرهائن، فإن هناك تخوفًا من أن تكون هذه المرحلة الأخيرة إذا ما تعطّلت الصفقة بعد اليوم الـ 42 من تنفيذها.

تهديدات بالعودة للقتال 

من جهته، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن بلاده تخطط لاستئناف العمليات العسكرية "المكثفة" في غزة فور انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، مشيرًا إلى أن الهدف من تمديدها هو منح الجيش الإسرائيلي وقتًا كافيًا للتحضير لموجة قتال جديدة.

تغييرات في المفاوضات وتأجيل لجولة الدوحة 

وفي تطور آخر، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن رئيس الموساد لن يشارك في مباحثات الدوحة التي كان من المفترض أن تبحث تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة، فيما سيقتصر الوفد الإسرائيلي على طواقم مهنية دون مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.

شروط إسرائيلية قد تعرقل تنفيذ الاتفاق 

وفيما يبدو أن إسرائيل تسعى لفرض شروط جديدة على الاتفاق، حيث نقل موقع "واللا" العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون ممكنة فقط إذا وافقت حماس على التنازل عن حكم قطاع غزة. 

إلا أن تقديرات إسرائيلية أشارت إلى أن احتمال موافقة حماس على هذا الشرط ضعيف للغاية، ما يزيد من احتمالية انهيار الاتفاق وتجدد القتال.

انسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا.. نقطة خلافية أخرى 

من بين بنود الاتفاق، ينص على انسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا، الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، بحلول اليوم الخمسين، وهو أمر يعارضه نتنياهو بشدة. 

ومع ذلك، أشارت بعض التقارير إلى أنه إذا وافقت قيادة حماس على مغادرة غزة إلى المنفى، فقد تتغير المعادلة بالكامل.

تحذيرات من تصعيد أمني 

في ظل هذه التطورات، حذرت القناة 13 الإسرائيلية من اشتعال الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة نتيجة تصريحات ترامب، التي قد تؤدي إلى تفاقم التوتر في المنطقة.

صدمة بين عائلات الرهائن وتصاعد المخاوف 

من جانبها، سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على صدمة عائلات الرهائن الإسرائيليين بعد تصريحات ترامب، مشيرة إلى أن العديد منهم كانوا يأملون في أن يمارس ضغوطًا على نتنياهو لإنهاء الحرب وإتمام الصفقة، إلا أن طرحه لفكرة تهجير سكان غزة قلب الأمور رأسًا على عقب.

سيناريوهات مفتوحة لمستقبل الصفقة 

في ظل هذه المعطيات، تزداد التساؤلات حول مستقبل الصفقة، وما إذا كانت حركة حماس ستواصل تنفيذ بنودها رغم محاولات إسرائيل تعديلها لصالحها.

ومع استمرار الحديث عن خطط تهجير سكان القطاع، يظل الاتفاق هشًا وسط توقعات مفتوحة بشأن مستقبل المشهد السياسي والعسكري في غزة.

search