ديربي مدريد| صراع أيديولوجيات وشغف يتجاوز حدود كرة القدم

ريال مدريد وأتلتيكو مدريد
محمود موسى
كرة القدم ما يشار إليها باللعبة الجميلة، ومع الدربيات بين الأندية يشتعل الشغف والتنافس وتخلق لحظات لا تُنسى، ومن بين أكثر الدربيات إثارة حول العالم، مواجهة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد التي تتخطى حدود كرة القدم، إذ يختلف الناديان تاريخيا في كل شيء.
وقبل الديربي المنتظر في الليجا في العاشرة مساء اليوم السبت، أثار ريال مدريد جدلاً واسعًا بعد خسارته أمام إسبانيول بهدف نظيف في الجولة الماضية، حيث أعرب عن اعتراضه على عدم طرد لاعب الفريق الخصم، كارلوس روميرو، عقب تدخله العنيف على كيليان مبابي.
وبناءً على ذلك، قدم النادي الملكي شكوى رسمية إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة الليغا، مما أسهم في تصاعد التوترات، خاصة مع التصريحات الأخيرة لرئيس رابطة الليجا، خافيير تيباس.
ومن جهة أخرى، رد أتلتيكو مدريد بأسلوب غير مباشر عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر تعليقًا ساخرًا على الانتقادات الموجهة للتحكيم.
وكتب حساب النادي الرسمي عبر "إكس": “نعرب عن تضامننا الكامل مع طاقم التحكيم وعائلاتهم وأصدقائهم. إنها أوقات عصيبة لعائلة كرة القدم. حظًا سعيدًا!”
ويستعرض "تليجراف مصر" تاريخ الصدام بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد تاريخيا كالتالي:
تاريخ من الندية
يعود تاريخ التنافس بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد إلى أوائل القرن العشرين، بعدما تأسس ريال مدريد في عام 1902، في حين تبعه أتليتيكو مدريد بعد فترة وجيزة في عام 1903.
حصل ريال مدريد، الذي غالبًا ما يرتبط بالأسرة الحاكمة على لقب "لوس بلانكوس"، الذي يرمز إلى النجاح والأناقة، من ناحية أخرى، أصبح أتليتيكو مدريد، بجذوره من الطبقة العاملة، فخر عمال مدريد.

أرست هذه الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الأساس لمنافسة امتدت إلى ما هو أبعد من ملعب كرة القدم، وأدت تلك الاختلافات إلى زيادة حدة التنافس بين الناديين، إذ كانت الانتصارات تمثل أكثر من مجرد نقاط أو ألقاب.
خارج الملعب
إن أهمية ديربي مدريد لا تقتصر على كرة القدم فقط، بل إنها تعكس المشهد الاجتماعي والاقتصادي المتطور في مدريد، حيث يتكيف كلا الناديين مع التحول الذي تشهده المدينة على مر السنين.
وتتناقض مكانة ريال مدريد العالمية ونجاحه التجاري مع تركيز أتليتكو على الحفاظ على هويته وارتباطه بجذوره.
وتؤثر المنافسة أيضًا على الجماهير، الذين ينظرون إلى كل مباراة ديربي باعتبارها معركة خارج الملعب، ولا تخلو أيضا أجواءً مشحونة بالإثارة في المباريات، سواء في سانتياغو برنابيو أو ميتروبوليتانو.
فلسفات متناقضة
ويتبع الناديان أساليب لعب مختلفة، وطالما ارتبط اسم ريال مدريد بالبراعة الفنية وكرة القدم الهجومية. وتدور فلسفة النادي حول النجوم، إذ يجمع أفضل اللاعبين في العالم.
وعلى النقيض، اتسم أسلوب أتليتكو مدريد في كثير من الأحيان بالانضباط والصلابة الدفاعية والعمل الجماعي.
وتحت قيادة مدربين أسطوريين مثل دييجو سيميوني، تبنى أتليتكو أسلوب الهجوم المرتد الذي يعطي الأولوية للدفاع أولا.
مباريات لا تنسى
شهد ديربي مدريد عددًا لا يحصى من المباريات التي لا تُنسى، وكان أشهرها نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، الذي أقيم في لشبونة، خاصة عودة ريال مدريد الدرامية، والتي توجت بهدف سيرجيو راموس بضربة رأس في اللحظات الأخيرة، لينجح الميرنجي في الفوز باللقب الأوروبي العاشر، أو "العاشرة".
وبالنسبة لأتلتيكو، فإن الحزن الذي شعر به بعد الخسارة بعد تقدمه في أغلب فترات المباراة كان تجسيدًا لقسوة كرة القدم.
وحدثت مواجهة أخرى لا تنسى في نهائي دوري أبطال أوروبا 2016، ومرة أخرى، خرج ريال مدريد منتصراً، هذه المرة من خلال ركلات الترجيح، وأشاد الجميع بأتلتيكو الذي استطاع الوصول إلى نهائيين أوروبيين في غضون 3 سنوات، على الرغم من إخفاقه في المرتين.
أساطير مروا من هنا
شهد ديربي مدريد مشاركة أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، بالنسبة لريال مدريد، ترك أساطير مثل ألفريدو دي ستيفانو وراؤول جونزاليس وكريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة بصماتهم على الديربي.
كما ظهر أيضا نجوم من أتلتيكو مدريد أبرزهم فرناندو توريس ودييجو فورلان وأنطوان جريزمان وكوكي دورًا فعالًا في رفع مكانة أتلتيكو خلال السنوات الأخيرة.
لعبة المدربين
لعب المدربون دورًا محوريًا في قصة المنافسة بالديربي، قاد ريال مدريد مدربين عظماء مثل زين الدين زيدان وجوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي، الذين جلب أسلوبهم العديد من الألقاب إلى سانتياغو برنابيو، كانت قدرتهم على التعامل مع ضغوط إدارة أحد أكثر أندية العالم تطلبًا هي مفتاح نجاحهم الساحق.
وفي الجانب الآخر، أصبح دييجو سيميوني مرادفًا لأتلتيكو مدريد، منذ توليه المسؤولية في عام 2011، حول سيميوني النادي إلى منافس دائم، وقاده إلى النجاح المحلي والأوروبي بسبب شغفه ، وذكائه التكتيكي، وإيمانه الراسخ بلاعبيه.

في السنوات الأخيرة، أصبحت المنافسة أكثر شراسة، إذ تتحدى نهضة أتلتيكو مدريد تحت قيادة سيميوني هيمنة ريال مدريد، بعدما شهد موسم 2020-2021 فوز أتلتيكو بلقب الدوري الإسباني، وكسر احتكار ريال مدريد وبرشلونة وإعادة تأكيد مكانته كمنافس حقيقي على الألقاب.
وتبقى المنافسة بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد ليست مجرد مباراة كرة قدم مليئة بالمشاحنات والدماء على أرض الملعب؛ بل أيضا صراع بين الإيديولوجيات والتاريخ والثقافات في كل مواجهة.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
اليونايتد إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي بعد مباراة مجنونة مع ليون
18 أبريل 2025 12:16 ص
لجان تفتيش على النادي الأهلي.. أول رد من وزارة الشباب
17 أبريل 2025 10:37 م
رابطة الأندية تعلن مواعيد ربع نهائي كأس عاصمة مصر
17 أبريل 2025 11:47 م
اتحاد الكرة يدرس تعيين حكما أجنبيا في نهائي كأس مصر
17 أبريل 2025 11:05 م
فرق غادرت وأخرى تأهلت.. مواعيد مباريات ربع نهائي كأس العاصمة
17 أبريل 2025 09:50 م
تعادل بطعم الخسارة.. غزل المحلة والمصري يودعان كأس العاصمة
17 أبريل 2025 09:40 م
بيراميدز يواجه أورلاندو في نصف نهائي ناري بأبطال أفريقيا
17 أبريل 2025 09:11 م
سيراميكا يتأهل لربع نهائي كأس عاصمة مصر وزد يغادر
17 أبريل 2025 09:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً