أوسكار رويز| "جزار" يحب العطور والقانون والسياسية.. طاردته تهم التحرش المثلي

“الرجل الذي يفقد التواضع يفقد كل شيء” هكذا تحدث الحكم الكولومبي السابق أوسكار جوليان رويز عن العبارة المفضلة في حياته.

ويعد رويز أفضل حكم في كرة القدم الكولومبية في التاريخ وأحد الأفضل في العالم، كما يعيش بدون تكلف، يركب الحافلة أحيانا ويتخلى عن السيارات الفاخرة.

الحكم أوسكار رويز هو أيضا محامٍ وأستاذ جامعي، وكان حكماً دولياً بين عامي 1995 و2011، وأدار مباريات في 3 نهائيات لكأس العالم.

خلال مسيرته الكروية تم ترشيحه عدة مرات كأفضل حكم في أمريكا الجنوبية في تصنيف الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، كما يُعد من حكام النخبة في العالم وسبق تعيينه في منصب مدرب تحكيم وعضو برنامج مساعدة الحكام التابع لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم ومحاضر في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أيضا.

ويقترب اتحاد الكرة من الإعلان عن تعيين الحكم الكولومبي السابق أوسكار جوليان رويز رئيسًا جديدًا للجنة الحكام.

ويستعرض “تليجراف مصر” مسيرة الحكم الدولي الكولومبي السابق أوسكار رويز المرشح لرئاسة لجنة التحكيم المصرية كالتالي:

في 23 فبراير 1992، أدار رويز واحدة من أكبر الهزائم في تاريخ كرة القدم الكولومبية، بعد فوز سانتا على ميلوناريوس في ذلك اليوم، ليخوض أوسكار جوليان رويز أول مباراة له كحكم محترف.

كانت مسيرته مليئة بالنجاحات، وأثبت نفسه كواحد من أفضل الحكام على مستوى العالم.

رجل القانون والسياسة

ويتناوب رويز بين التحكيم والقانون مهنته الأخرى، ويقول إنه يحب التدريس، وكان عميدًا لكلية الحقوق في الجامعات الكولومبية.

وقرر دراسة القانون في سن الـ24 بعد مقتل أخيه، كما كان والده، أوسكار رويز موندراجون، حكمًا محترفًا واستمر في التحكيم حتى عام 1988. 

وتعمق رويز في القانون والسياسة، ويقول إن إحدى شخصياته المفضلة هو نائب رئيس كولومبيا السابق فرانسيسكو دي باولا سانتاندير "رجل القوانين"، الذي يعجب به أكثر من سيمون بوليفار رئيس كولومبيا الذي هو أقرب إلى الديكتاتورية بحسب رأيه.

"كنت أدرس للحصول على درجة في الزراعة بجامعة ديل لانو، ولكنني أصبت بحمى القانون وانتهى بي الأمر بالدراسة في جامعة كولومبيا المستقلة. وبعد كل هذا الوقت، كان الأمر جيدًا بالنسبة لي. فقد ساعدني التحكيم في القانون، وساعدني القانون في السنوات الأخيرة من حياتي المهنية كمحكم".

"إن تحقيق العدالة كان أحد المبادئ العظيمة في حياتي، لا أريد أن أكون ديكتاتورا، بل أريد أن أكون عادلا، يجب تطبيق القانون، ولكن ليس إساءة استخدامه، لأنه عندما يحدث ذلك، يفقد المرء سلطته". 

"هنا، يأتي الطلاب إلى مكتبي كأستاذ جامعي، على الرغم من أنهم يخرجون بعد ذلك ويسبونني، الأمر نفسه كما هو الحال في كرة القدم، ولكن يجب اتخاذ القرارات".

وعلى المستوى السياسي كان نائباً عن منطقة ميتا في كولومبيا، وكان في مجلس الشيوخ،  وكان مرشحاً لمقعد في مجلس النواب، ويقول رويز "نحن نمارس السياسة كل يوم وفي كافة مجالات الحياة".

مسيرة تحكيمية رائعة

وشارك أوسكار جوليان رويز لأول مرة كحكم في كولومبيا منذ عام 1993 كما أدار مباريات دولية، حيث ظهر لأول مرة في 12 يوليو 1995 في مباراة باراجواي ضد فنزويلا.

وأدار نهائيات مسابقات مثل بطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 سنة 1995 في بيرو، وبطولة أمريكا الجنوبية ما قبل الأولمبية 1996 في الأرجنتين، وكأس السوبر الكولومبي 1996، وكأس ميركونورتي 1998، وكوبا أمريكا 1999، وكأس الإنتركونتيننتال 2000، ونهائيات كوبا ليبرتادوريس أمريكا 2003 و 2007 و 2010 ، ونهائي كوبا سود أمريكانا 2010 .

ويعد أوسكار رويز الحكم الذي أدار أكبر عدد من المباريات في بطولة كوبا ليبرتادوريس بـ 57 مباراة، وهو أيضًا الحكم الذي أدار أكبر عدد من المباريات الدولية في أمريكا الجنوبية بـ 106. 

في كأس العالم 2006 ، أدار المباراة بين هولندا وكوت ديفوار، كما تم اختياره لاحقًا لتحكيم مباريات في كأس العالم لكرة القدم 2010، إذ أدار مباراة جنوب أفريقيا ضد فرنسا، واليونان ضد​ نيجيريا في مرحلة المجموعات.

في عام 2010، تم اختياره ثالث أفضل حكم في العقد 2001-2010 من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم مناصفة مع بييرلويجي كولينا ، خلف لوبوس ميشيل وماركوس ميرك فقط.

"جزار شهير"

منذ انطلاقته في عالم التحكيم، أصبح رويز معروفًا في أمريكا الجنوبية بلقب "الجزار"، نتيجة لأسلوبه المثير للجدل في استخدام البطاقات بمختلف أنواعها، فضلاً عن ميله الواضح لمنح ركلات جزاء على أبسط المخالفات أو الاحتكاكات داخل منطقة الجزاء.

وفي تقرير لموقع "الاتحاد" الإماراتي، تم وصف رويز بأنه "ابن المدرسة التحكيمية اللاتينية" التي تميزت بقراراتها الجريئة والمثيرة للجدل، حيث يتسم أسلوبه دائمًا بالجرأة والتجاوز للقرارات التقليدية.

وفي إحدى الحوادث البارزة، تقدم الاتحاد البحريني باحتجاج رسمي إلى الفيفا مطالبًا بإعادة مباراة البحرين ضد ترينداد وتوباجو في ملحق تصفيات كأس العالم 2006، بعد أن ألغي رويز هدفًا صحيحًا لصالح البحرين كان سيمنحهم فرصة لتعديل النتيجة، لكن الفيفا رفضت طلب البحرين بسبب تأخرها في تقديم الاحتجاج داخل المدة القانونية المحددة.

 إلغاء هدف لحسين علي بابا في الوقت بدل الضائع، وهو الهدف الذي كان من الممكن أن يُعيد الأمل للبحرين في التأهل لكأس العالم، كما أشهر رويز في وجه اللاعب بطاقة حمراء مباشرة بسبب اعتراضه.

وفي مباراة أخرى في عام 2009، تحديدا مواجهة المجر ضد إيطاليا بكأس العالم للشباب والتي أقيمت في مصر، أثار رويز الجدل مجددًا بعدما وزع 14 بطاقة بين حمراء وصفراء، شملت اللاعبين والمدربين على حد سواء.

بين الفلسفة والعدالة

يتذكر رويز أنه كان من محبي الإذاعة الرياضية، وأنه كان معجباً بالمعلقين الرياضيين.

ويقول "لطالما أحببت التحكيم، ولكني أحببت كرة القدم أولاً، وكان شرفًا لي أن أعلم أنهم سينطقون باسمي ويعلقون على أدائي".

"الحكم ليس كأي شخصية في الملعب، لن يطرد أي حكم لاعباً بسبب صمته، لقد اتخذت قرارات مثيرة للجدل، على سبيل المثال، عندما طردت المدرب واللاعب الشهير كارلوس فالديرما لأنه لوح لي بورقة نقدية بقيمة 50 ألف بيزو كولومبي".

"لم أتعرض لمحاولة رشوة سوى مرة واحدة، في عام 1993، عندما كان عمري 23 عاماً، إذ أخبرني أحدهم أنه يجب عليه تفضيل فريق معين، كانت تلك مباراة ربع نهائي كرة القدم الكولومبية".

"أصعب شيء بالنسبة له في التحكيم هو البقاء على أعلى مستوى لمدة تقرب من 20 عاما. "علينا أن نحافظ على المصداقية، لأننا سوف نرتكب الأخطاء دائمًا".

وعن محاباته للأندية والمنتخبات البرازيلية، بعدما أدار 6 نهائيات للفرق البرازيلية، وفي كل مرة كان الطرف البرازيلي يفوز.

"يقولون لي إنني حكم برازيلي لأنني احتسبت ثلاث ركلات جزاء لصالحهم في مباراة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 أمام الأرجنتين".

ولم يكشف أوسكار جوليان ما إذا كان يفضل كرة القدم البرازيلية أم الأرجنتينية أو الفريق الذي يشجعه. 

"إذا كانت لي تفضيلات، فلن أستطيع أن أكون حكما، ناهيك عن تطبيق العدالة، أما نحن الحكام، فلا نستطيع أن يكون لدينا انتماء".

رجل العطور 

ويحكي رويز عن عاداته المميزة عبر صحيفة "التيمبو" الكولومبية، إذ اعترف أنه يجمع المستحضرات من جميع العلامات التجارية والعطور تقريبًا، وأنه يضع العطر عدة مرات في اليوم، وأنه لا يتوقف عن فعل ذلك قبل تدريب أي مباراة وأنه يفعل ذلك حتى أثناء النوم.

"كنت أحكم مباراة بين ناسيونال وكورتولوا في الدوري الكولومبي، جاء إلي أحد اللاعبين للاحتجاج على قرار ما، وعندما اقترب مني، شمم رائحة طيبة، ثم نسي لماذا جاء ليشكو لي".

حالة سُكر

وبحسب صحيفة "إل بايس" الإسبانية، تم العثور عليه في منزله في ظروف غامضة في 29 أكتوبر 2010، وهو في حالة سُكر، واشتبه أنه يتناول مادة سكوبولامين. 

وفي الشهر نفسه، تعرض لانتقادات شديدة بعد أن أوقف المباراة بين ديبورتيفو باستو وريال قرطاجنة، والتي تم فيها تجريد الفريق المحلي من النقاط الثلاث، الأمر الذي أدى إلى هبوطه إلى الدرجة الثانية. 

في 5 مايو 2011، أدار مباراته الأخيرة في بطولة كوبا ليبرتادوريس بين سيرو بورتينو من باراجواي وإستوديانتيس دي لا بلاتا من الأرجنتين.

وفي 4 يونيو 2011، اعتزل التحكيم بعد إدارة مباراة نصف النهائي في الدوري الكولومبي بين فريقي ميليوناريوس ولا إيكويداد.  

بعد عام من اعتزاله، أصبح عضوًا في لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

اتهامات جنسية 

في عام 2019، اتهمه الحكم السابق هارولد بيريلا بالتحرش الجنسي، كما اتهم بالتحرش بثلاثة حكام آخرين.

وتم "أرشفة" هذه القضية بعد أن حكم القاضي بعدم وجود أدلة كافية ضده، ومع ذلك، فقد رفع محامو الحكم هارولد بيريلا، قضية جديدة بشأن الاعتداء جنسياً على العديد من الحكام وتحرش بهم، وزعم البعض أنه أجبر آخرين أيضًا على ممارسة الجنس معه من أجل الحصول على ترقية.

واتهم رويز بالتحرش جنسيا بالعديد من الحكام بشكل متكرر خلال مسيرتهم المهنية، بما في ذلك أنه مارس الجنس مع حكم ذكر لم يكن يبلغ من العمر سوى 13 عامًا في ذلك الوقت.

 وتزعم الدعوى أن "الوقائع والأدلة تظهر نمط سلوك التحرش الجنسي من قبل رويز تجاه حكام كرة القدم المحترفين الكولومبيين على مدى عدة سنوات".

وقال بيريلا لصحيفة "الجارديان" البريطانية: "رويز قال لي إنني يجب أن أمارس الجنس معه إذا كنت أرغب في الذهاب بعيدًا في التحكيم، وأنني أعرف بالفعل المسار الذي يجب أن أتبعه، لم يتوقف عن إزعاجي حتى أتمكن من التواصل جسديًا معه في البداية، أخبرني بأشياء غير صحية لسماعها".

وتابع "أوسكار جوليان رويز ليس الوحيد، لدينا أيضًا ماتشادو، مدير لجنة الحكام والحكم الدولي السابق".

وأضاف "لقد حاول معي أيضًا، لقد تقدمت بشكوى ولست الوحيد، طلب ​​مني ممارسة الجنس معه، بهذه الطريقة تمكنت من الترقية، كما فعل الحكم نفس الأمر، لهذا السبب تقدمت بالشكوى لأنها نفس الطريقة".

وأتم "في كولومبيا، لسوء الحظ، يتعين على معظم الناس ممارسة الجنس ليصبحوا حكامًا دوليين".

ورد رويز على تلك التصريحات "لقد عملت لمدة 16 عامًا كحكم دولي ولم يتم التحقيق معي مطلقًا. لقد قمت بأكثر من 200 نشاط دولي وبطولة ودورة وندوة مع مدربي الحكام من جميع أنحاء العالم ولم يتم اتهامي أبدًا".

وفي سبتمبر من نفس العام، تم الإبلاغ عنه مرة أخرى بتهمة التحرش الجنسي بقاصر دون سن 14 عامًا.

في أغسطس 2020 تم تبرئة أوسكار رويز بعدما رفضت النيابة العامة الشكاوى التي تقدم بها الحكم السابق هارولد بيريلا، والذي كان يصر على أن رويز تحرش بالعديد من الحكام.