طبيب الإنسانية.. رحلة أخيرة لدكتور المنيا مع طفل مريض بالسرطان
![طبيب المنيا المتنبأ بوفاته طبيب المنيا المتنبأ بوفاته](https://media.egypttelegraph.com/2025/2/large/17774287028820250211115301531.jpg)
طبيب المنيا المتنبأ بوفاته
المنيا- زينه الهلالي
تجسدت في قصة الدكتور محمد يحيى الذي وافته المنية، صباح أمس، أسمى معاني العطاء والإيثار، حيث قدم مثالًا حيًا للإنسان الذي يضع مصلحة الآخرين فوق كل شيء.
كان الدكتور محمد يحيى من الأطباء المخلصين في مهنته، واهتم دائمًا بتقديم المساعدة للمحتاجين حتى في أصعب الظروف.
بدأت القصة حينما تلقى الدكتور يحيى اتصالًا من المستشفى الجامعي في المنيا يطلب منه الحضور صباحًا بشكل عاجل، رغم أنه كان قد خطط للذهاب يوم السبت.
أصرت إدارة المستشفى على حضوره في اليوم التالي الخميس، فوافق الدكتور على مضض واستعد للذهاب.
ولكن أثناء طريقه إلى المستشفى، وهو في الساعات الأولى من الصباح، فوجئ الدكتور محمد يحيى بلقاء غير متوقع على الطريق الزراعي.
كان رجل مسنا يحمل طفلًا صغيرًا يبدو عليه التعب والمرض، وكانا يقفان في البرد القارس ينتظران وسيلة مواصلات بعد أن فاتهما القطار.
شعر الدكتور يحيى بالقلق وقرر التوقف لمساعدتهما، وعندما سأل الرجل عن وجهته، أخبره أنه في طريقه مع طفله المريض إلى معهد الأورام بالمنيا ليأخذ الطفل جلسة علاج كيميائي، حيث كان الطفل يعاني من سرطان الدم.
عند سماع هذا، أدرك الدكتور يحيى السبب وراء إلحاح المستشفى على حضوره إلى المنيا في ذلك اليوم بالذات، وأصبح لديه شعور عميق بأن القدر ساقه ليكون عونًا لهذا الأب وطفله في هذه اللحظة الصعبة.
وبدون تردد، قرر الدكتور محمد يحيى أن يوصلهما بنفسه إلى معهد الأورام، رافضًا تقاضي أي أجر مقابل ذلك.
وقال للأب: "لا تقلق، الأجرة مدفوعة وزيادة"، مؤكدًا أنه لن يتقاضى أجرًا على هذا الموقف الإنساني.
كانت هذه اللحظة تجسيدًا حقيقيًا للإنسانية في أسمى صورها، حيث فضّل الدكتور يحيى أن يكون عونًا لهما في تلك اللحظة الصعبة على حساب وقته وجهده، وأصر على أن يساعدهما دون أي مقابل.
بعد أن وصل بهما إلى معهد الأورام، شعر الدكتور يحيى بسعادة غامرة، رغم التعب الذي كان يشعر به من جراء الرحلة المبكرة.
وعاد إلى ذهنه وقتًا سبق عندما كان في السعودية أثناء الحج، حيث كان يتساءل عن الأعمال الصالحة التي يمكن أن تؤدي إلى الأجر والثواب.
ومن خلال هذا الموقف، أدرك أن الأعمال الصغيرة التي نقوم بها في سبيل مساعدة الآخرين قد تكون أكثر تأثيرًا وأهمية من أي عمل آخر.
هذه الحكاية التي سردها الدكتور محمد يحيى عبر منشوره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لم تكن مجرد سرد لحدث عابر، بل كانت رسالة إنسانية مليئة بالحب والإيثار والتفاني في خدمة الآخرين، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بوقت الشخص وجهده.
وقد لاقت هذه القصة تفاعلًا كبيرًا بين المتابعين، حيث لم تقتصر على كونها مجرد ذكرى عابرة، بل أصبحت نموذجًا يُحتذى به في كيفية التعامل مع الآخرين في أوقات الأزمات.
علاوة على ذلك، كان الدكتور محمد يحيى من الأطباء البارعين في مجال جراحة العظام، وكان له إسهامات علمية كبيرة في هذا المجال.
شغل منصب أستاذ ورئيس قسم جراحة العظام والطب الرياضي بكلية الطب في جامعة الأزهر، وكان عضوًا في اللجنة الطبية للاتحاد الدولي للخماسي الحديث.
حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها وسام الدولة، كما حصل على دكتوراه في جراحة العظام ودبلومة مهنية في الطب الرياضي من اللجنة الأولمبية الدولية في سويسرا.
لقد رحل الدكتور محمد يحيى عن عالمنا تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا من العطاء والإنسانية، وذكرى محفورة في قلوب كل من عرفوه، سواء في حياته المهنية أو في مواقفه الإنسانية.
لم يكن مجرد طبيب متميز، بل كان قدوة حقيقية في التفاني في العمل وفي مساعدة المرضى والضعفاء.
![](https://media.egypttelegraph.com/ArticleUpload/2025\2\11\Screenshot_٢٠٢٥-٠٢-١_1777_115201.jpg)
![title title](/images/title.png)
أحدث الفيديوهات
![title title](/images/title.png)
أخبار ذات صلة
"القدس الشريف".. تغيير في اللهجة أم موقف سياسي؟
12 فبراير 2025 08:59 ص
سمير فرج: مصر لا تنتظر المعونة الأمريكية.. وقدمنا تسهيلات للولايات المتحدة
11 فبراير 2025 10:12 م
الخارجية: مصر ستطرح تصورا متكاملا لإعمار غزة مع ضمان بقاء الفلسطينيين
11 فبراير 2025 11:48 م
مصادر مصرية: مصر وضعت خطتين لإعادة بناء غزة دون المساس بسكانها
11 فبراير 2025 11:38 م
سمير فرج: ترامب يُريد أخذ غزة لكي يضرب الممر التجاري الصيني
11 فبراير 2025 11:37 م
فريق طبي ينقذ حياة مريضة تعاني من انفجار بالرحم في أسيوط
11 فبراير 2025 11:32 م
4 آلاف دولار.. نص قرار زيادة رسوم إعارة أعضاء هيئة التدريس للخارج
11 فبراير 2025 11:26 م
"الفرختين بـ 135 جنيه والأرز 25".. تخفيضات مغرية لمعرض أهلًا رمضان
11 فبراير 2025 11:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً