الأربعاء، 12 فبراير 2025

09:11 م

إسرائيل تبتزّ مصر بـ"مخطط ذكاء اصطناعي".. الشلل يبدأ من السد العالي خلال 3 ساعات

صحيفة إسرائيلية تنشر مخطط يستهدف السد العالي

صحيفة إسرائيلية تنشر مخطط يستهدف السد العالي

تواصل إسرائيل شحن الأجواء في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا ضد مصر حلال الساعات الأخيرة. دخل الإعلام العبري في “حرب كلامية” وصلت إلى تهديد صريح باستهداف السد العالي بعد إطلاقه ما يشبه “بالونة اختبار” باستهداف الرئيس السيسي.

نشر موقع "نزيف" العبري، المتخصص في الشؤون العسكرية أمس، ما وصفه بأنه تصور مكتوب بالذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي"، لكيفية تنفيذ هجوم صاروخي على السدّ العالي.

مخطط استهداف السد العالي

ووفقًا للتصوّر الذي نشره الموقع العبري، فإن الهجوم الافتراضي يستهدف إحداث انهيار جزئي أو كامل للسد، مما يؤدي إلى تدفق كميات هائلة من المياه عبر نهر النيل، متسببًا في دمار واسع النطاق يمتد من أسوان إلى القاهرة.

وبحسب السيناريو المزعوم، يبدأ الهجوم في "ساعة الصفر" باستهداف السد بصواريخ متطورة قادرة على اختراق التحصينات، مما يؤدي إلى تصدّع الهيكل أو انهياره جزئيًا أو كليًا، ما قد يسفر عن كارثة إنسانية ضخمة.

ويشير التقرير العبري إلى أن الساعات الثلاث الأولى بعد الهجوم ستكون حاسمة، إذ ستجتاح موجات المياه الهائلة أسوان والأقصر، مدمرةً البنية التحتية والمنشآت الحيوية، فضلًا عن مقتل الآلاف في المناطق المتضررة.

وفي الساعات الثلاث التالية، سيمتد الفيضان شمالًا ليصل إلى القاهرة، حيث ستنهار شبكة الكهرباء، وستتعطل الاتصالات والنقل، بينما يسابق الجيش المصري الزمن لإنقاذ المدنيين وإخلاء المناطق المتضررة.

وفقًا للموقع العبري، فإن هذا الهجوم قد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد المصري، حيث ستتوقف المصانع، وستتعطل الحركة التجارية بالكامل في العاصمة. كما سيؤدي إلى موجة نزوح جماعية نحو المناطق الصحراوية المرتفعة.

وقدّر التقرير عدد القتلى المحتملين في حال وقوع مثل هذا الهجوم بنحو 1.7 مليون شخص إذا كانت الاستجابة فعالة، بينما قد يصل العدد إلى 10.5 مليون قتيل في حال ضعف الاستجابة، مما يجعله واحدًا من أسوأ الكوارث البشرية في التاريخ الحديث.

مخطط عبري لهدم السد العالي على صحيفة نزيف 


تهديد غير مباشر للسيسي

تهديد ضرب السد العالي ليس الأول في الصحافة العبرية، قبل أيام نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلة تقريرًا أرفقته بصورة أرشيفية تجمع الرئيس السيسي بالرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.

وجاء استخدام هذه الصورة في سياق تناول الصحيفة لموقف القاهرة الرافض لخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية أو الأردنية، وهو الأمر الذي أثار تكهنات حول الرسائل التي تسعى الصحيفة إلى إيصالها من خلال هذا الاختيار غير البريء للصورة.

وأثار هذا التقرير ردود فعل متباينة، حيث اعتبره البعض محاولة للضغط على القاهرة أو التشكيك في مواقفها، بينما رأى آخرون أنه يأتي في إطار الحرب الإعلامية التي تحاول بعض الجهات توظيفها للتأثير على المواقف السياسية المصرية.

تهديد غير مباشر من جيروزاليم بوست للرئيس السيسي


خوف وهواجس من الترسانة المصرية

نبرة الإعلام العبري تجاه مصر وصلت إلى حد تساؤلهم أكثر من مرة عن تعاظم قدرات الجيش المصري، حتى أن  داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، وجه انتقادات لتعاظم قوة الجيش، متسائلًا عن سبب امتلاك مصر لهذا العدد الكبير من الغواصات والدبابات.

وقال دانون في مقابلة مع موقع "باراما" العبري: "بعد 7 أكتوبر 2023، لماذا تحتاج مصر إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟ هذا أمر يجب أن يثير مخاوف الأجهزة الأمنية في تل أبيب".

وأضاف: "مصر تستثمر مئات الملايين من الدولارات سنويًا في المعدات الحربية الحديثة، رغم عدم وجود تهديدات أمنية مباشرة عليها".


التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية

ويرجع التوتر الحالي في العلاقات بين البلدين إلى رفض مصر القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، إلى جانب اعتراضها على سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بحسب ما يقول الخبير الإعلامي، الدكتور ياسر عبد العزيز.

وأوضح لـ"تليجراف مصر" أن هذه العوامل أدت إلى تصعيد عسكري وميداني، خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي في ملف الهدنة.

وشدد عبد العزيز على أن هذه التطورات لا تمثل تهديدًا لأمن مصر، التي تمتلك واحدة من أقوى الترسانات العسكرية في الشرق الأوسط، ولديها القدرة الكاملة على حماية مجالها الجوي من أي محاولات للاختراق.

وأشار الخبير الإعلامي إلى أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تشن حملات تستهدف الضغط على مصر لدفعها إلى تقديم تنازلات تتماشى مع المطالب الأمريكية.

ومع ذلك، أكد أن هذه الحملات لا تعدو كونها وسائل ضغط إعلامية محدودة، ولن تؤثر على الموقف المصري الثابت تجاه القضية.

وأوضح أن التخوفات الإسرائيلية من قوة الجيش المصري تتناقض مع بعض الروايات الأخرى التي يتم تداولها في الإعلام الإسرائيلي، وهو ما يعكس التعددية في التوجهات داخل المشهد الإعلامي الإسرائيلي.

ولفت عبد العزيز إلى أن الإعلام الإسرائيلي ليس كيانًا موحدًا أو خاضعًا بالكامل للحكومة، بل يضم وسائل إعلام ذات توجهات مختلفة، فبينما تتبنى بعض الصحف مواقف معادية لمصر وتشكيكًا في اتفاقيات السلام، تتجاهل أخرى هذه القضايا تمامًا وتركز على أجنداتها السياسية الخاصة.

الاختلافات لا تعكس موقفًا رسميًا موحدًا

واختتم عبد العزيز حديثه بالتأكيد على أن التباين في التناول الإعلامي الإسرائيلي لا يعكس موقفًا رسميًا واحدًا، بل يعبر عن اختلاف التوجهات بين الصحف وفقًا لمرجعياتها السياسية ومصالحها الإعلامية.

search