الجمعة، 21 فبراير 2025

10:10 م

شراكات لدعم البناء الرقمي في مصر.. موقف المشروعات القومية الكبرى

جانب من القمة

جانب من القمة

A .A

عقدت شركة أوتوديسك العالمية، المتخصصة في صناعة البرمجيات الهندسية، قمة “مستقبل البناء الرقمي في مصر”، اليوم، بحضور نخبة من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص، وأكثر من 200 شخصية بارزة من مجالات التكنولوجيا والإنشاءات. 

وتناولت القمة آليات دعم التحول الرقمي في قطاع البناء، وأهمية تبني التقنيات الحديثة في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى في مصر، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

التحول الرقمي

ناقشت القمة فرص وتحديات التحول الرقمي في المشروعات الإنشائية، خاصة في القطاعات الحكومية المختلفة، حيث استعرض المشاركون طبيعة الشراكة بين أوتوديسك والحكومة المصرية في تنفيذ عدد من المشروعات القومية. 

وتعد أوتوديسك شريكًا رئيسيًا في تطوير العديد من المشروعات الكبرى، من بينها المتحف المصري الكبير، ومدينة العلمين الجديدة، ومشروع الضبعة النووي، ومحطة معالجة مياه بحر البقر.

وأكد المشاركون في القمة، أن استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل نمذجة معلومات البناء (BIM)، يسهم بشكل كبير في تحسين جودة التصميمات، وتقليل التكاليف، وتسريع تنفيذ المشروعات، فضلًا عن تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية للمباني والمنشآت.

الشراكة مع الحكومة المصرية

وقال المدير الإقليمي لشركة أوتوديسك مصر، حازم نبيل، إن الشركة لديها خطة طموح لدفع عملية التحول الرقمي في السوق المحلية، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لمصر في تطوير بنيتها التحتية التكنولوجية. 

وأوضح نبيل، أن أوتوديسك تستهدف تعزيز التعاون مع عدد من الوزارات والجهات الحكومية، مثل وزارة الصحة، ووزارة الصناعة، وهيئة قناة السويس، ومبادرة حياة كريمة، مشيرًا إلى أن الشركة تسعى لتكون الشريك الحصري للحكومة المصرية في مجال التحول الرقمي بالمشروعات القومية.

وأضاف أن أوتوديسك تعمل أيضًا على إطلاق الكود المصري لاشتراطات وتشغيل واستدامة المدن الذكية، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في معايير التصميم والتنفيذ بالمشروعات العمرانية في مصر، بما يضمن تطبيق أحدث معايير التكنولوجيا والاستدامة البيئية.

وأشار إلى وجود تنسيق مع وزارتي الاتصالات والتعليم لإدخال برامج أوتوديسك ضمن المبادرات التعليمية، بهدف تدريب طلاب المدارس الإعدادية والثانوية على الحلول التكنولوجية الحديثة، ما يعزز مهاراتهم الرقمية ويؤهلهم لسوق العمل المستقبلية. 

كما كشف عن تعاون الشركة مع وزارة الهجرة لتأهيل العمالة المصرية وتصديرها للأسواق الخارجية، مما يسهم في توفير فرص عمل جديدة، وجذب العملة الصعبة إلى الاقتصاد المصري.

دعم الابتكار

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة أبديتيد سوليوشنز، الدكتور كمال شوقي، أن الشركة أطلقت مؤخرًا مبادرة لتدريب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات على تقنية نمذجة معلومات البناء (BIM)، في إطار دعم جهود الدولة في التحول الرقمي.

وأشار شوقي، إلى أن دور الشركة لا يقتصر على التدريب فقط، بل يمتد إلى توفير برمجيات وتطبيقات متطورة لتحسين جودة المشروعات، بالإضافة إلى تأهيل الشركات للحصول على شهادة الأيزو 650_19، التي تعزز من معايير الجودة في القطاع الإنشائي.

وأضاف أن هناك تعاونًا جاريًا مع شركة العاصمة الإدارية الجديدة لإنشاء منصة إلكترونية موحدة لإصدار التصاريح الحكومية، ما يساهم في تسهيل الإجراءات وتقليل مدة الحصول على الموافقات اللازمة للمشروعات. 

وأوضح أن الشركة توفر حلولًا تكنولوجية متطورة في مجال المياه، مشيرًا إلى أنها تلقت طلبات من السعودية وقطر والإمارات للحصول على هذه الحلول، ما يعكس أهمية التكنولوجيا المصرية في الأسواق الإقليمية.

الصحة والبنية التحتية

وقال مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، الدكتور أنور إسماعيل، إن الوزارة تستهدف التحول الرقمي الكامل لمشروعاتها بحلول نهاية عام 2025، موضحًا أن الحكومة تدعم بقوة تطوير القطاع الصحي من خلال تطبيق التكنولوجيا الحديثة.

ولفت إسماعيل، إلى أن التكلفة الاستثمارية لمشروعات وزارة الصحة تتجاوز 100 مليار جنيه، مضيفًا أن استخدام الحلول الرقمية التي تقدمها أوتوديسك ساهم في توفير 10% من التكاليف والوقت في المشروعات التي تنفذها الوزارة.

وفي السياق نفسه، ذكر مدير المشروعات بالهيئة القومية للأنفاق، الدكتور حسام صبحي، أن الهيئة تركز على تطبيق الاستدامة في مشروعاتها من خلال الاستعانة بتقنية نمذجة معلومات البناء (BIM)، مؤكدًا أن هذه التقنية تساعد في تحسين دقة التنفيذ، وتوفير الوقت، وتقليل التكاليف، مما ينعكس إيجابيًا على كفاءة المشروعات وزيادة الأرباح.

دعم المشروعات القومية

من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب للصيانة والتشغيل، اللواء الدكتور محمد مندور، أن التحديات الاقتصادية، خاصة المتعلقة بتوافر العملة الصعبة، دفعت الشركة إلى تطوير حلول تكنولوجية محلية بالكامل في عدد من القطاعات، مثل قطاع الصحة، إذ تم إنتاج حساسات لقياس نسبة الرطوبة وجودة الهواء في غرف العمليات والعناية المركزة، ما يساهم في تحسين بيئة العمل داخل المستشفيات.

كما بينّ مندور، أن الشركة قدمت حلولًا ذكية لقطاع المرافق، تتضمن حساسات تعمل بالذكاء الاصطناعي (AI)، والتي تقوم بقياس درجة الحرارة وإعطاء إنذارات مبكرة في حال وجود أي مخاطر، ما يساعد في تقليل الحوادث التشغيلية وتحسين كفاءة الخدمات العامة.

وفي السياق ذاته، قال مساعد رئيس مجلس إدارة شركة إنبي، إحدى شركات وزارة البترول، الدكتور إيهاب شقير، إن قطاع البترول يولي اهتمامًا متزايدًا بعملية التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن تطبيق التقنيات الذكية أصبح ضرورة لمواكبة التطورات العالمية في صناعة النفط والغاز.

وأكد شقير، أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه التحول الرقمي في مصر هو نقل ثقافة الرقمنة إلى كافة القطاعات الحكومية والخاصة، مشددًا على ضرورة تكثيف جهود التوعية والتدريب لضمان نجاح مشروعات التحول الرقمي على نطاق واسع.

العاصمة الإدارية الجديدة

وقال المهندس محمد الزغل، عضو القطاع التكنولوجي بشركة العاصمة الإدارية الجديدة، إن الشركة تعمل حاليًا على تصميم منصة رقمية موحدة تجمع كافة الجهات المعنية بمراجعة التراخيص المعمارية والإنشائية، بهدف تسريع عمليات المراجعة والموافقة على المشروعات، ما يسهم في تحسين بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمار.

search