الخميس، 13 فبراير 2025

10:21 م

بينها قناة السويس.. أوراق ضغط مصرية على أمريكا لرفض مخطط التهجير

مصر ترفض مخطط التهجير

مصر ترفض مخطط التهجير

تواصل الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب ممارسة الضغوط على الدول العربية لقبول خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار مثل مصر والأردن. 

وجاء الرد العربي واضحًا وحاسمًا، إذ أكدت البيانات الرسمية الصادرة من القاهرة وعَمَّان، إلى جانب المواقف الشعبية، الرفض القاطع لأي مساعٍ تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.

وفي ظل تصاعد الحديث عن خطط التهجير، يروج ترامب لفكرة "التوطين" كحل للصراع، وسط مخاوف من تغيير ديموجرافي في المنطقة، وهو ما يعيد إلى الأذهان مشاريع إسرائيلية مشابهة طُرحت منذ عقود.

ولوّح ترامب مؤخرًا بوقف المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن إذا رفضتا استقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة.

الموقف العربي.. صلابة وتماسك في مواجهة المخططات

ويحظى الرفض العربي بدعم سياسي وشعبي واسع، بالإضافة إلى عدة أوراق ضغط استراتيجية يمكن للدول العربية استخدامها لإفشال المخطط الأمريكي.

وفي هذا السياق، أكد المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن أحد أهم أدوات الرفض هو التكاتف الشعبي في مصر والدول العربية، حيث يشكل هذا التوحد جدارًا صلبًا أمام أي محاولات للضغط على الحكومات.

وأوضح فرج، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن لمصر عدة أوراق ضغط قوية، منها: إمكانية إغلاق الأجواء المصرية أمام الطائرات الأمريكية، وهو ما قد يعرقل عمليات النقل والإمدادات الأمريكية، سواء كانت متعلقة بالنفط أو غيره.

وأضاف فرج، أنه يمكن أيضًا للقاهرة التحكم في أولوية مرور السفن عبر قناة السويس، وهو ما قد يؤثر على حركة القطع البحرية، خاصة في ظل التهديدات الإقليمية مثل استهداف الحوثيين للسفن. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن لمصر دورًا محوريًا في قرارات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بالمنطقة، إذ لا تستطيع الولايات المتحدة تنفيذ أي عمليات عسكرية في الشرق الأوسط دون أخذ ضوء أخضر من القاهرة.

الاقتصاد والسلاح.. أدوات إضافية للضغط

على الجانب الآخر، يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أنه يمكن استخدام أدوات إضافية للضغط على واشنطن مثل الاقتصاد والسلاح. 

وأكد ربيع أن تجاهل المساعدات الأمريكية لن يكون له تأثير كبير على مصر، خاصة أنها سبق أن تجاوزت أزمات اقتصادية كبرى مثل تعطل الملاحة في قناة السويس. 

وشدد على أهمية تنويع مصادر السلاح لضمان استقلالية القرار السياسي، بما يمنع أي محاولات للابتزاز الدولي.

إلى جانب ذلك، يمكن تقليص الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الاقتصاد الأمريكي، ما يجعل هذا الخيار ورقة ضغط مؤثرة في المعادلة السياسية.

مستقبل غزة.. بين الضغوط الدولية والتماسك العربي

ومع تصاعد التهديدات الأمريكية، تعمل دول مثل مصر والأردن على بلورة خطة عربية موحدة لمواجهة محاولات التهجير، والتي ستكون محور نقاش في القمة العربية المقبلة.

ويتوقع مراقبون أن تكون هذه القمة حاسمة في التأكيد على رفض "الحلول التوطينية" للفلسطينيين، مع إعادة ترتيب أوراق المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.

في ظل كل هذه التحديات، يبقى الفلسطينيون في غزة صامدين في أرضهم، رافضين أي محاولات لاقتلاعهم، فيما يشكل هذا الملف اختبارًا جديدًا للمجتمع الدولي ومدى التزامه بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.

search