الأربعاء، 19 فبراير 2025

02:13 ص

لانسحاب إسرائيل.. فرنسا تعرض تدخل قواتها بلبنان

الجيش الفرنسي

الجيش الفرنسي

سيد محمد

A .A

كشف وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، أنه اقترح حلولا لانسحاب إسرائيل من لبنان، بينها إرسال قوات فرنسية، مبينًا أنه ينتظر رد إسرائيل على إحلال قوات اليونيفيل محل قواتها بلبنان، حسبما أفادت قناة “العربية” في خبر عاجل.

ويعود الوجود الفرنسي في لبنان إلى القرن السادس عشر عندما دعمت فرنسا الموارنة اللبنانيين في إطار تحالفها مع الدولة العثمانية، لكن النفوذ الفرنسي تعزز بشكل كبير بعد الحرب العالمية الأولى، عندما وضعت عصبة الأمم لبنان وسوريا تحت الانتداب الفرنسي عام 1920، عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية.

الانتداب الفرنسي وتأسيس دولة لبنان الكبير

في 1 سبتمبر 1920، أعلن الجنرال الفرنسي هنري غورو قيام دولة لبنان الكبير، التي ضمت مناطق إضافية إلى متصرفية جبل لبنان العثمانية، مثل بيروت وطرابلس والبقاع والجنوب، واستمر الانتداب الفرنسي حتى 1943، حين حصل لبنان على استقلاله الرسمي، رغم بقاء القوات الفرنسية حتى 1946.

الدور الفرنسي بعد الاستقلال

بعد الاستقلال، احتفظت فرنسا بعلاقات وثيقة مع لبنان، خصوصاً من خلال دعم المؤسسات الفرنكوفونية والثقافية والتعليمية، مثل جامعة القديس يوسف والمدارس الفرنسية، وتقديم المساعدات العسكرية والتدريب للجيش اللبناني، والحفاظ على علاقات سياسية واقتصادية قوية، خاصة مع النخب المسيحية.

التدخلات الفرنسية في الأزمات اللبنانية

ظل الدور الفرنسي بارزًا في الأزمات التي مر بها لبنان، ومنها: الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، حيث لعبت فرنسا دور الوسيط في عدة مراحل، لا سيما في اتفاق الطائف، وانفجار مرفأ بيروت (2020)، عندما زار الرئيس إيمانويل ماكرون لبنان مرتين بعد الانفجار، داعيًا إلى إصلاحات سياسية واقتصادية، وعرض دعمًا ماليًا مشروطًا بالإصلاحات.

وتقود فرنسا الجهود الأوروبية والدولية لحشد المساعدات للبنان، خاصة عبر مؤتمر سيدر 2018، لكنها تشترط تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية.

الوجود العسكري الفرنسي في لبنان

تشارك فرنسا في قوات اليونيفيل جنوب لبنان، التي تشرف على تطبيق القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ولها حضور عسكري محدود لدعم الجيش اللبناني.

لا تزال فرنسا تلعب دورًا أساسيًا في السياسة اللبنانية، لكن نفوذها يتراجع أمام صعود قوى إقليمية أخرى مثل إيران عبر حزب الله، وتركيا ودول الخليج، ومع ذلك، تبقى باريس حاضرة في الملف اللبناني، خاصة عبر دعم الإصلاحات الاقتصادية والمساعدة في حل الأزمات السياسية.

search