الأربعاء، 19 فبراير 2025

02:50 ص

خطة تهجير سكان غزة إلى سيناء.. تاريخ طويل من الرفض المصري

"لاجئون فلسطينيون"- أرشيفية

"لاجئون فلسطينيون"- أرشيفية

هدير يوسف

A .A

لم تكن فكرة نقل سكان غزة إلى سيناء وليدة اللحظة أو ابتكارًا جديدًا من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بل تعود جذورها إلى عام 1951، عندما اقترحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خطة لإعادة توطين الفلسطينيين خارج وطنهم، بما في ذلك سيناء.

ورغم رفض الفلسطينيين والدول المعنية لهذا المخطط، استمرت الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على مدار العقود الماضية لتمريره بطرق مختلفة.

رفض الضباط الأحرار للمخطط

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" في تقرير لها أن الضباط الأحرار، الذين استلموا السلطة في مصر بعد ثورة 1952، رفضوا مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء بعد أن قدم فريق مسح سيناء تقريره النهائي عام 1955.

وبعد نكسة 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء، تكثفت الضغوط الإسرائيلية لتهجير سكان غزة إلى الأراضي المصرية.

عبد الناصر: فلسطين للفلسطينيين

في عام 1969، أعلن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر رفضه القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين، حيث قال في تصريح واضح: "لا يمكن أن نقبل بتهجير الفلسطينيين إلى أي أرض أخرى، فلسطين للفلسطينيين وتهجيرهم يعني إنهاء قضيتهم."

كامب ديفيد.. محاولة جديدة لإحياء الفكرة

مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1978، حاولت بعض الأطراف الإسرائيلية إحياء مقترح توطين الفلسطينيين في سيناء، ولكن الرئيس الراحل أنور السادات رفض ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا أن غزة أرض فلسطينية ولا يمكن فصلها عن شعبها.

الرئيس السادات خلال توقيع اتفاقية كامب ديفيد 

مبارك: التهجير يعني حربًا جديدة

بعد تنحيه عن السلطة، كشف الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، في تسجيل صوتي مسرب عام 2013، عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اقترح الأخير نقل سكان غزة إلى منطقة أشار إليها على الخريطة، وكانت سيناء هي الوجهة المقترحة.

الرئيس مبارك خلال لقاءه مع بنيامين نتنياهو 

وجاء رد مبارك صارمًا: "قلت له: لا، انسَ الموضوع، عاوز تبدأ حرب بيننا وبينكم تاني؟"

القاهرة ترفض المخطط مجددًا

مع تصاعد الأحداث في غزة عقب الحرب الأخيرة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجددًا على رفضه القاطع لأي محاولات لتهجير سكان غزة إلى سيناء، مشددًا على أن هذا الطرح يمس الأمن القومي المصري والهوية الفلسطينية.

ووفقًا لقناة "العربية"، أعربت القاهرة عن غضبها من تصريحات إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، وأرسلت رسالة واضحة إلى واشنطن تؤكد فيها موقفها الرافض لهذه الخطة.

مصر تضع خططًا بديلة لإعادة إعمار غزة

أكدت مصادر لقناة "العربية – الحدث" أن مصر تمتلك خطتين لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، مشيرة إلى أن القاهرة رفضت ثلاثة مقترحات متتالية تضمنت سيناريوهات لنقل سكان القطاع إلى أماكن أخرى.

كما شددت مصر في رسائل رسمية إلى الإدارة الأمريكية على أن مقترح تخصيص أراضٍ لسكان غزة مرفوض تمامًا، مؤكدة موقفها الثابت بعدم إخراج الفلسطينيين من أرضهم.

موقف رسمي صارم من الخارجية المصرية

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانات عدة أكدت فيها رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الشعب الفلسطيني أو إجباره على مغادرة أرضه التاريخية.

كما حذرت الخارجية المصرية من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الطروحات، مؤكدة أنها تشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن مصر لن تقبل بأي حلول تهدد الأمن القومي للمنطقة.

search