السبت، 15 فبراير 2025

07:04 م

"معادلة طفولية مقدسة".. كيف حدد نيوتن موعد نهاية العالم؟

وثيقة إسحاق نيوتن

وثيقة إسحاق نيوتن

تنبأ العالم الشهير صاحب نظريات الحركة والجاذبية، إسحاق نيوتن، بموعد نهاية العالم، في رسالة ورقية كتبها عام 1704.

منذ أكثر من 300 عام، كتب نيوتين رسالة تحذير مشؤومة على ورقة صغيرة متروكة فوق سلسلة من الحسابات الرياضية، مستندًا فيها على الرؤى التوراتية عن نهاية العالم وتفسيره للكتاب المقدس، مشيرًا إلى أن نهاية العالم متوقع أن يحدث عام 2060، وفقًا لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية.

معركة هرمجدون

ومن بين الرؤى التوراتية معركة هرمجدون، التي تم وصفها في الفصل الأخير من سفر الرؤيا، وهي معركة تدور بين قوى الخير “بقيادة الله” وقوى الشر “بقيادة ملوك الأرض”، وقد أشار نيوتن إلى أن هذه المعركة سوف تمثل نهاية العالم، وتبشّر بعصر جديد من السلام.

استخدم نيوتن الرياضيات والتاريخ والأيام المذكورة في الكتاب المقدس كالسنوات والشهور لتفسير موعد نهاية العالم، ومنها سنة 1260التي شهدت هجران الكنيسة وظهور الديانات الثالوثية. 

إسحاق نيوتن

تعمق نيوتن في دراسة التاريخ لتحديد الموعد الدقيق للهجران، واستقر على عام 800 ميلاديًا، العام الذي تأسست فيه الإمبراطورية الرومانية، وبجمع عام 800 ميلادي مع عام 1260 توصل نيوتن إلى عام 2060.

الحسابات البسيطة

وقال ستيفن سنوبيلن، أستاذ تاريخ العلوم والتكنولوجيا في جامعة كينجر كوليدج إن "نيوتن لم يستخدم الحسابات المعقّدة مثل التفاضل والتكامل، بل لجأ لعمليات حسابية بسيطة يمكن أن يؤديها طفل".

استخدم نيوتن سنوات 1260و1290 و1335 و2300، الموجودة في سفر دانيال وسفر رؤيا، والتي تناقش نهاية وبداية أوقات معينة من الزمن، لكن بدلًا من النظر إليهم كسنوات استخدم نيوتن مبدأ يوم مقابل سنة وهي طريقة تستخدم لتفسير النبوءات الكتابية، بمعنى أن 1260 قد تشير إلى عدد أيام، أو تشير إلى 42 شهرًا، أو 3 سنوات ونصف.

وأضاف سنوبيلين أنه "على الرغم من جهوده التنبوئية بنهاية العالم، كان نيوتن حذرًا بشأن التواريخ النبوية وقلقًا من فشلها الذي من شأنه أن يجلب سمعة سيئة للكتاب المقدس"، لدرجة أنه شكك في تنبؤاته بأن العصر الحالي سينتهي عام 2060.

وثيقة التنبؤ بنهاية العالم

الكتب المقدسة

وفي تنبؤ آخر يشير إلى تاريخ 2060، قال نيوتن إنه حدد هذا التاريخ لوضع حدّ للمتهورين الذين يتنبأون بشكل متكرر بوقت نهاية العالم، ما يضع الكتب المقدسة في موضع شك كلما فشلت تنبؤاتهم".

ووفقًا لسنوبيلين “لم يكن نيوتن عالمًا بالمعنى الحالي، بل كان فيلسوفًا”، مشيرًا إلى أن الفلسفة التي مورست منذ العصور الوسطى وحتى القرن الـ18، لم تشمل دراسة الطبيعة فحسب، بل شملت دراسة يد الله العليا في الطبيعة".

وبالنسبة لنيوتن لم يكن هناك حاجز منيع بين الدين والعلم على مدار حياته.

search