دليل شامل لصيام رمضان.. نصائح طبية لتنظيم الأدوية والتغذية

أكدت الدكتورة أسماء البحيري، أخصائية الصيدلة الإكلينيكية، أهمية مراجعة الطبيب المختص قبل بدء شهر رمضان، خاصة لمرضى السكري، لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد الجرعات الدوائية المناسبة، إلى جانب تقييم القدرة الصحية على الصيام بأمان.

شددت البحيري في تصريح  لـ"تليجراف مصر"، على ضرورة متابعة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم أثناء الصيام، مشيرة إلى أهمية كسر الصيام فورًا إذا انخفض مستوى السكر عن 70 مجم/ديسيلتر أو ارتفع إلى أكثر من 250 مجم/ديسيلتر.

نصائح قبل رمضان

وفيما يتعلق بتنظيم جرعات أدوية السكري خلال رمضان، أوضحت البحيري أن مرضى السكري الذين يتناولون أدوية من مجموعة السلفونيل يوريا (Sulphonylureas)، خاصة التي تحتوي على مادة Glibenclamide، معرضون لخطر انخفاض السكر بشكل أكبر، مما يستدعي استبدالها بمادة أكثر أمانًا مثل Glimepiride بعد استشارة الطبيب.

وأوضحت أنه في حال تناول جرعة واحدة يوميًا، تُؤخذ الجرعة عند الإفطار، أما من يتناول جرعتين، فينبغي أخذ الجرعة الأولى كاملة عند الإفطار ونصف الجرعة الثانية عند السحور.

وأضافت أن مرضى السكري الذين يتناولون عقار الميتفورمين (Metformin) يمكنهم الصيام بأمان، نظرًا لعدم تسببه في انخفاض السكر.

 وأشارت إلى أن جرعة الميتفورمين الواحدة تُؤخذ مع الإفطار، بينما تُوزع الجرعتان على الإفطار والسحور، أما في حالة الثلاث جرعات، فيُفضل أخذ جرعتين مع الإفطار وجرعة واحدة مع السحور. كما أكدت أن أدوية من فئة SGLT2I وDPP4I تقل فيها احتمالات انخفاض السكر، ولا تحتاج عادة إلى تعديل الجرعات خلال الشهر الكريم.

استخدام الأنسولين 

وفيما يتعلق باستخدام الأنسولين، نصحت الدكتورة البحيري بضرورة التنسيق مع الطبيب المختص لتعديل جرعات الأنسولين سريع المفعول والقاعدي وفقًا لمواعيد وجبات الإفطار والسحور.

وجهت الدكتورة اسماء البحيري نصائح مهمة لمرضى قصور الغدة الدرقية الذين يتناولون عقار ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، مشيرة إلى ثلاث طرق صحيحة لتناول الدواء أثناء الصيام، مع ضرورة الالتزام بأحدها يوميًا. تتمثل الطريقة الأولى في تناول الدواء بعد الإفطار بأربع ساعات مع الامتناع عن الطعام خلال هذه الفترة، مع السماح بشرب الماء فقط، ثم الانتظار ساعة إضافية قبل تناول الطعام مجددًا. 

تابعت الطريقة الثانية، التي أوصت بها باعتبارها "الأفضل طبيًا"، فتتمثل في تناول العقار قبل السحور بساعة، بشرط عدم تناول أي طعام لمدة أربع ساعات قبل الجرعة، وتتمثل الطريقة الثالثة، في بدء الإفطار بشرب الماء فقط ثم تناول العقار، مع الانتظار ساعة قبل تناول الطعام المعتاد.

وحذرت من تناول أدوية المعدة، الكالسيوم، أو الفيتامينات بالتزامن مع عقار الغدة الدرقية، مشددة على ضرورة الفصل بينها بمدة لا تقل عن أربع ساعات لتفادي التداخل الدوائي الذي قد يؤثر على امتصاص العلاج وفعاليته.

وفيما يتعلق بمرضى ارتفاع ضغط الدم، أوصت أخصائي الصيدلة الاكلنيكية، بضرورة ضبط مواعيد تناول الأدوية بما يتناسب مع مواعيد الإفطار والسحور، حيث يمكن لمرضى الضغط الذين يتناولون جرعة واحدة يوميًا تثبيتها عند إحدى الوجبتين، أما من يتناول جرعتين يوميًا، فعليه توزيعها على الإفطار والسحور، بينما يُفضل لمن يتناول ثلاث جرعات استشارة الطبيب لإعادة ضبطها إلى جرعتين يوميًا أو التحول إلى دواء طويل المفعول أكثر ملاءمة للصيام.

ذكرت البحيري، أنه يفضل تناول الأدوية المدرة للبول عند الإفطار، أو بعد صلاة التراويح.

وشددت الدكتورة اسماء البحيري، على ضرورة اتباع نمط غذائي صحي يساهم في الحفاظ على ضغط الدم، وذلك من خلال تقليل كميات الملح والمخللات، والاعتماد على الأطعمة الغنية بالألياف وأحماض أوميجا 3 مثل السمك وزيت الزيتون، مع الإكثار من تناول الفواكه والخضروات لدورها في تزويد الجسم بالبوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم. 

كما أوصت بالامتناع عن المشروبات الغازية والكافيين، وتناول منتجات الألبان قليلة الدسم، إلى جانب التوقف عن التدخين لتجنب تفاقم المشكلات الصحية.

وفي سياق متصل، تطرقت البحيري إلى بعض المشكلات الصحية الشائعة التي قد يعاني منها الصائمون خلال رمضان، مثل الصداع، مشيرة إلى أنه قد ينتج عن نقص السوائل أو انسحاب الكافيين والنيكوتين من الجسم، إلى جانب اضطراب النوم أو التعرض المباشر لأشعة الشمس. ولتجنب الصداع، نصحت بالإكثار من شرب السوائل بين الإفطار والسحور، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات متوازنة، مع تقليل تناول الكافيين تدريجيًا قبل حلول رمضان والإمتناع عن التدخين لتجنب أعراض الانسحاب المفاجئ خلال ساعات الصيام.

كما تناولت أسماء البحيري مشكلة الحموضة التي تعد من الأعراض الشائعة خلال شهر رمضان، موضحة أنها غالبًا ما تنتج عن تناول الأطعمة الدهنية أو المقلية، والإفراط في المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل، وتناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة، إلى جانب التدخين، وتناول الشوكولاتة أو النعناع بكثرة.

ولتفادي الشعور بالحموضة، أوصت البحيري باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ورفع الرأس أثناء النوم لتقليل ارتجاع المريء، وتجنب تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل. كما شددت على ضرورة الامتناع عن التدخين وتجنب رفع الأشياء الثقيلة، والحرص على تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من وجبات كبيرة دفعة واحدة.

 وأوصت بممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن ارتداء الملابس الضيقة التي قد تضغط على المعدة.

مشكلة الحموضة

وفي حال استمرار الحموضة، نصحت بإمكانية اللجوء إلى مضادات الحموضة المتوفرة في الصيدليات، مع ضرورة استشارة الصيدلي أو الطبيب، خاصة إذا كان المريض يعاني أمراض مزمنة أو يتناول أدوية أخرى، لتفادي التفاعلات الدوائية التي قد تؤثر على امتصاص الأدوية وفعاليتها.

وفي ختام حديثها، أكدت أسماء البحيري أهمية اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي، مما يساهم في الحفاظ على الصحة العامة وقضاء الشهر الكريم بأمان.