الإثنين، 31 مارس 2025

10:44 م

نائب الرئيس الأمريكي يتهم الزعماء الأوروبيين بتقويض الديمقراطية

نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس

نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس

خاطر عبادة

A .A

اتهم نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الزعماء الأوروبيين بتقويض القيم الديمقراطية، مشيرًا إلى محاولات تنظيم خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

كما سلط الضوء على القرار المثير للجدل بإلغاء الانتخابات الرئاسية في رومانيا العام الماضي، معتبرًا ذلك سابقة خطيرة.

وفي حديثه خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، الجمعة، قارن فانس قرار المحكمة الرومانية بإلغاء نتائج الانتخابات بممارسات الحقبة الشيوعية، في إشارة إلى التهديدات التي تواجه الديمقراطية في أوروبا.

انتقادات للحكومة الألمانية والاتهامات بالتدخل الروسي

لم تقتصر انتقادات فانس على رومانيا، بل شملت أيضًا الجهود الألمانية لحماية حزب البديل من أجل ألمانيا، الحزب اليميني المتطرف، من القيود المفروضة على نشاطه. 

ووصف فانس هذه الجهود بأنها تتنافى مع المبادئ الديمقراطية.

كما اعترض على المزاعم التي تربط روسيا بالتدخل في الانتخابات الأوروبية، مشيرًا إلى أن هذه الاتهامات تُستخدم لتبرير فرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي والتحكم في الخطاب السياسي.

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، فإن تصريحات فانس تتماشى مع الخطاب المحافظ واليميني المتطرف في أوروبا، الذي يرى أن القيود على وسائل التواصل الاجتماعي تشكل تهديدًا للحريات الأساسية.

إدارة ترامب وتركيزها على "التهديدات الداخلية" في أوروبا

تحدث نائب الرئيس الأمريكي أمام مجموعة من القادة والخبراء الذين اجتمعوا لمناقشة قضايا الأمن، مشددًا على أن أمن أوروبا لا يزال أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. 

ومع ذلك، أكد أن إدارة ترامب ستركز أيضًا على ما وصفه بـالتهديدات الديمقراطية الداخلية، مثل الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي وتأثير ذلك على حرية التعبير.

وزعم فانس أنه إذا كانت الديمقراطية يمكن أن تنهار بسبب التمويل المحدود للإعلانات السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها لم تكن قوية بما فيه الكفاية منذ البداية، مما أثار جدلًا واسعًا في المؤتمر.

رد فعل أوروبي غاضب وتصفيق حار لوزير الدفاع الألماني

أثارت تصريحات فانس ردود فعل غاضبة، حيث أدانها وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، ووصفها بأنها غير مقبولة. 

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية أخرى بعد وقت قصير من خطاب فانس، حيث قوبلت انتقادات بيستوريوس بتصفيق حار من الحضور.

وفي السياق نفسه، أعرب مسؤولون في الحكومة الرومانية عن صدمتهم من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، معتبرين أنها تدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية لبلادهم.

إلغاء الانتخابات الرئاسية في رومانيا يثير الجدل

تعود جذور الأزمة إلى ديسمبر الماضي، عندما ألغت المحكمة العليا في رومانيا الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أسباب تتعلق بالأمن القومي. 

جاء هذا القرار بعد أن فاجأ مرشح اليمين المتطرف، كالين جورجيسكو، الجميع بفوزه في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت في 24 نوفمبر.

وادعى مسؤولون أمنيون في بوخارست أن التدخل الأجنبي، خاصة من جانب الكرملين، لعب دورًا في تحديد نتيجة الانتخابات، مما أدى إلى إلغائها وإعلان إعادة الانتخابات في مايو المقبل.

موجة غضب عبر الإنترنت وتعليقات مثيرة للجدل من مسؤولين أوروبيين 

لم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على السياسيين الأمريكيين، بل امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعربت الجماعات المناهضة للمؤسسة عن رفضها لإلغاء الانتخابات.

وتزايدت حدة الجدل بعد تصريحات تييري بريتون، المفوض الأوروبي السابق، في يناير، الذي أشاد بالقرار الروماني، مضيفًا: "إذا لزم الأمر، فسوف نضطر إلى القيام بذلك في ألمانيا أيضًا".

وأدان فانس هذه التصريحات، معتبرًا أنها تعكس ازدراءً لإرادة الناخبين الأوروبيين، خاصة أولئك الذين يعبرون عن إحباطهم من الأحزاب التقليدية بدعم الجماعات المناهضة للمؤسسة.

مستقبل الديمقراطية في أوروبا.. إلى أين؟

مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل حول قضايا الديمقراطية وحرية التعبير، تظل الأسئلة مفتوحة حول مستقبل السياسات الأوروبية في التعامل مع خطاب الكراهية، المعلومات المضللة، وتأثير القوى الخارجية على الانتخابات.

search