الجمعة، 21 فبراير 2025

04:01 ص

"شلل و3500 سنة سجن".. قصة الأسير الفلسطيني المحرر منصور موقدة

الأسير منصور موقدة

الأسير منصور موقدة

أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن الأسير منصور موقدة، المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم عليه بـ 35 مؤبدًا، ما يعادل 3500 عام، سيتحرر اليوم ضمن الدفعة السادسة من الأسرى المفرج عنهم.

يأتي ذلك بعد 22 عامًا من الاعتقال القاسي والمعاناة الصحية المستمرة التي جعلته أحد أصعب الحالات المرضية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

معاناة بدأت منذ لحظة الاعتقال

الأسير منصور موقدة، البالغ من العمر 53 عامًا، ينحدر من بلدة الزاوية غرب سلفيت، تعرض للمطاردة قبل اعتقاله، وخلال اعتقاله في بلدة سينيريا بمحافظة قلقيلية، اشتبك مع قوات الاحتلال لساعات، ما أسفر عن إصابته بأربع رصاصات تسببت له بشلل نصفي وتهتك في الجهاز الهضمي. 

منذ ذلك الحين، يعتمد موقدة على كرسي متحرك، ويعاني مشكلات صحية خطيرة تستدعي رعاية طبية مكثفة.

الأسير منصور موقدة

جرائم طبية بحق الأسير موقدة

واجه موقدة، منذ اعتقاله، إهمالًا طبيًا ممنهجًا من قبل إدارة سجون الاحتلال، ما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي. خضع لعدة عمليات جراحية، تضمنت زراعة معدة بلاستيكية، كما أن أجزاءً من أمعائه أصبحت خارج جسده. 

إضافة إلى ذلك، فهو يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسده، ويتناول أكثر من 12 نوعًا من الأدوية والمسكنات لتخفيف معاناته اليومية، كما يقضي حاجته باستخدام أكياس خاصة للبول والبراز.

وكان الأسير موقدة من بين الحالات المرضية المحتجزة في "عيادة سجن الرملة"، التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الرعاية الطبية اللازمة، حيث ظل فيها طوال 22 عامًا حتى نُقل قسرًا إلى سجن عوفر في ظروف قاسية، تعرض خلالها للتنكيل وسوء المعاملة، ضمن سياسة الاحتلال في ممارسة "القتل البطيء" بحق الأسرى المرضى.

حرمان من العائلة والوداع الأخير

رغم معاناته الصحية، حُرم الأسير موقدة من أبسط حقوقه، حيث منع الاحتلال عائلته من زيارته لسنوات طويلة، وبعد عامين على اعتقاله، فقد والده في حادث مؤسف، فيما رحلت والدته العام الماضي دون أن يتمكن من توديعهما.

ابنته محفوظة، في تصريحات سابقة لوكالة "وفا"، قالت: "إن الأمراض تتفشى بين الأسرى المرضى بسبب الإهمال الطبي المتعمد، وهذه الجريمة التي ينتهجها الاحتلال بحق والدي جعلته في وضع صحي حرج، فهو بحاجة إلى عملية خطيرة نسبة نجاحها ضئيلة جدًا، وإذا استمر الإهمال فقد يؤدي ذلك إلى استشهاده في أي لحظة".

وأضافت أن كل زيارة لوالدها كانت تكشف التدهور السريع في حالته الصحية، ما جعل العائلة تعيش في قلق دائم على مصيره، كما تعرض للتنكيل والنقل القسري من "عيادة سجن الرملة" إلى سجن عوفر.

إضرابات ومطالبات بالإفراج

خاض الأسير موقدة عدة إضرابات جزئية عن الطعام، احتجاجًا على سياسة الإهمال الطبي بحقه وبحق الأسرى المرضى، مطالبًا بالإفراج عنه أو توفير العلاج اللازم، ورغم وضعه الصحي الحرج، رفضت سلطات الاحتلال إدراجه في أي من صفقات التبادل السابقة.

تحرير موقدة.. بداية جديدة بعد سنوات من الألم

بعد معاناة استمرت 22 عامًا داخل الأسر، يتحرر اليوم الأسير منصور موقدة وسط فرحة عائلته وأحبائه، الذين ينتظرون عودته بفارغ الصبر، رغم المخاوف من وضعه الصحي الحرج.

search