الجمعة، 21 فبراير 2025

12:35 م

هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء؟.. "الإفتاء" تجيب

الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء

الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل بعض المسلمين، خاصة النساء، عن هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء من أيام من رمضان السابق، وما إذا كان ذلك جائزًا شرعًا أم لا؟

هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء

أوضحت دار الإفتاء أن هناك أحاديث نبوية تشير إلى النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان، حيث ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ" (متفق عليه).

كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم غالب أيام شعبان، حيث قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا" (رواه مسلم).

وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا" (رواه الترمذي).

صيام النصف الثاني من شعبان لقضاء الفائت من رمضان

ذكرت دار الإفتاء أن النهي الوارد عن الصيام بعد النصف من شعبان يشمل صيام التطوع، ولكنه لا يشمل حالات معينة منها:

  • الصيام المعتاد: مثل صيام يومي الإثنين والخميس أو صيام الأيام البيض.
  • قضاء أيام رمضان الفائتة: يجوز لمن عليه قضاء صيام رمضان أن يصوم في النصف الثاني من شعبان.
  • صيام الكفارات: لمن عليه كفارة يمين أو غيرها من الكفارات الشرعية.
  • النذر: يجوز لمن نذر الصيام في يوم معين أن يصومه ولو كان بعد النصف من شعبان.

هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان لقضاء رمضان؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز قضاء الصيام الفائت من رمضان خلال شهر شعبان، مستندة إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلا فِي شَعْبَانَ" (رواه البخاري).

وهذا يدل على أنه لا حرج شرعًا في قضاء الصيام خلال النصف الثاني من شعبان، خاصة لمن تأخر في القضاء بسبب ظروف معينة.

فضل شهر شعبان وأهميته في الإسلام

شهر شعبان من الأشهر العظيمة التي اختصها الله سبحانه وتعالى بمكانة خاصة، وهو تمهيد لشهر رمضان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه استعدادًا للشهر الفضيل.

واستدلت دار الإفتاء بما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنه، أنه قال: "يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" (رواه النسائي والبيهقي).

search