الأحد، 23 فبراير 2025

07:27 ص

"البلاك كوبرا".. أبطال الداخلية للمهام المستحيلة

البلاك كوبرا

البلاك كوبرا

محمد سامي الكميلي

A .A

ثلاث ليال من الاشتباكات الضارية خاضتها قوات الأمن مع "خط العفادرة" أو “خط الصعيد الجديد” محمد محسوب، المحكوم عليه بـ 191 سنة سجن، في 44 جناية ما بين مخدرات وقتل وسلاح وسرقة بالإكراه، إذ تحصن محسوب في مبنى زوده بدشم وخنادق بقرية العفادرة بمركز ساحل سليم محافظ أسيوط، وهدد قوات الأمن باستهدافهم بقنابل حارقة ومواد سامة. 

خطة "خط الصعيد الجديد" دفعت قيادات وزارة الداخلية للاستعانة بوحدات "البلاك كوبرا" التي يُسند إليها مهام تعتبر “مستحيلة”، إلا أن مقاتليها يخضعون لبرامج تدريبية استثنائية تختلف جذريًا عن تلك المُتبعة في القطاعات الأمنية الأخرى تمنح يد الغلبة في جميع المواقف الصعبة.

وقد استلزم الموقف تدخل "البلاك كوبرا" لتتقدم الصفوف الأمامية حرصًا على حياة الأهالي، بجانب تحقيق الهدف المنشود بتصفية خط الصعيد.

ما هي قوات البلاك كوبرا؟

في 11 فبراير الماضي، نشرت وزارة الداخلية، مقطعًا مصورًا عبر فيسبوك، استعرضت فيه قدراتها القتالية عبر ما تُعرف بقوات “بلاك كوبرا”، إذ نُشر الفيديو تحت عنوان "أمنك رسالتنا" مستعرضة فيه قدراتها القتالية، ومدى احترافها على الأرض.

بلاك كوبرا هي قوات خاصة بمكافحة الإرهاب، تأسست في عام 2018، من عناصر النخبة التي تختص بتنفيذ مهام خطرة فضلا عن التدخلات العاجلة والاستطلاع في الخطوط الأمامية. 

تُجسد فرقة "بلاك كوبرا" نموذجًا للقوات الخاصة التي تعتمد على التميز البشري والتقني لتحقيق الأمن، وهي ليست مجرد وحدة عسكرية، بل إحدى أدوات مصر الاستراتيجية لاستتباب الأمن في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية متسارعة، في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية عالميًا، تظل مثل هذه الوحدات ضرورة حتمية.

كيف نشأت “بلاك كوبرا”؟ 

تتبع فرقة "بلاك كوبرا" إدارة القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية المصرية، وتُعد وحدةً مصممة خصيصًا لتنفيذ عمليات نوعية في بيئات بالغة الخطورة، بدءًا من المناطق الجبلية الوعرة في صعيد مصر وسيناء، وصولًا إلى الصحاري الممتدة والمناطق الحدودية. 

ووفقًا لبيانات رسمية، فإن مهام الفرقة لا تقتصر على التدخلات العاجلة، بل تشمل عمليات الاستطلاع المتقدم والاقتحامات الدقيقة للمواقع الحصينة باستخدام تقنيات متطورة.

اختبارات "بلاك كوبرا"

يخضع مقاتلو "بلاك كوبرا" لبرامج تدريبية استثنائية تختلف جذريًا عن تلك المُتبعة في القطاعات الأمنية الأخرى، حيث تُركز على التالي:  

اللياقة البدنية القصوى: تمتد التدريبات لساعات يوميًا، وتشمل اختبارات تحمل في الظروف الصحراوية والجبلية.

المهارات التكتيكية: التعامل مع الأسلحة المتقدمة، واقتحام الأماكن المغلقة، والقتال في المناطق المائية.

التأهيل النفسي: تدريبات مكثفة لتعزيز القدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط، خاصة في المواجهات مع عناصر إرهابية مدججة بالسلاح.
ويُشترط أن يخضع الضباط لتقييم مستمر طوال فترة خدمتهم، ما يضمن بقاء الفرقة في حالة استنفار دائم.

مهام مستحيلة 

تُكلف "بلاك كوبرا" بالمهام المستحيلة بسبب تعقيداتها، مثل:

ملاحقة العناصر الإرهابية في المناطق النائية ذات التضاريس الصعبة.

تنفيذ عمليات إنقاذ محكمة في المناطق المحاطة بالأنهار أو البحيرات.

اختراق النقاط الحصينة التي تعتمد عليها الجماعات المسلحة.

قوة استثنائية

وأكدت تقارير أمنية، أن الفرقة لعبت دورًا محوريًا في إحباط هجمات إرهابية خلال السنوات الماضية، لا سيما في سيناء، لأنها تتميز بالتالي:

الانتقاء الدقيق: يُختار الضباط بناءً على معايير جسدية ونفسية صارمة، مع حتمية اجتيازهم اختبارات متجددة.

التكنولوجيا: استخدام أسلحة وتقنيات متطورة تتيح التعامل مع السيناريوهات المعقدة.

التخصص الجغرافي: قدرة فائقة على العمل في كل البيئات، من قمم الجبال إلى أعماق الصحراء.

search