الخميس، 20 فبراير 2025

09:11 م

سفاح المعمورة.. كيف يختبئ المجرمون وراء الأدوار المتناقضة؟

سفاح المعمورة

سفاح المعمورة

لا تزال قضية سفاح المعمورة تصدُر عناوين الأخبار، خاصة بعد اكتشاف حسابه الشخصي على منصة "فيسبوك"، الذي أدهش الكثيرين بما يحتويه من منشورات دينية وأدعية، إضافة إلى اهتمامه الشديد باللغة العربية. 

أثار هذا التناقض بين شخصيته الظاهرة على الإنترنت، وبين ميوله الإجرامية، حالة من الذهول والدهشة بين المتابعين.

الطابع الديني والخلقي الذي يخفي الجريمة

في تعليق لها على هذا التناقض، أوضحت استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي الدكتورة إيمان عبدالله، أن العديد من المجرمين والمعتلين نفسيًا يتقنون التظاهر بأدوار معينة، مما يجعل من الصعب اكتشاف ميولهم الإجرامية. 

وأضافت إيمان عبدالله، لـ"تليجراف مصر"، أن هؤلاء المجرمين بارعون في إخفاء نواياهم السيكوباتية، مشيرة إلى أن منشورات "سفاح المعمورة" المتدينة هي مجرد ستار يخفي جرائمه.

كيف يختبئ السفاح وراء شخصيته المزيفة؟

وأكدت أن المجرمين لديهم قدرة فائقة على إخفاء مشاعرهم الحقيقية عن المحيطين بهم، من خلال تبني شخصيات متناقضة؛ فهم قد يظهرون بصورة هادئة أو مهتمة بالأمور الدينية، لكنهم في الحقيقة يمتلكون ميولًا دموية. 

وأضافت أن ما يميزهم هو قدرتهم على التفاعل بشكل طبيعي مع المجتمع وتجنب الشكوك، ما يسهل عليهم ارتكاب جرائمهم دون اكتشافهم.

إشارات تكشف ميول الشخص المجرم

رغم صعوبة تمييز السفاحين عن الأشخاص العاديين، فقد أشارت عبدالله إلى بعض العلامات التي قد تساعد في الكشف عنهم، مثل الأسئلة الغامضة المتعلقة بالحياة الشخصية، الهدوء المبالغ فيه، انعدام التعاطف مع الآخرين، وبرودة ردود الأفعال. 

كما لفتت إلى التصرفات المزدوجة التي يظهر فيها الشخص ما بين شخصيته الظاهرة وطبيعته المجرمة.

تحليل شخصية "سفاح المعمورة" من الناحية النفسية

من جانبه، أضاف استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، لـ" تليجراف مصر"، أن "سفاح المعمورة" يعاني من سيكوباتية متصاعدة، وهي نوع من الاضطرابات النفسية التي تجعل الشخص قادرًا على كسب ثقة الآخرين بسهولة من خلال تصرفاته الاجتماعية، بينما يختبئ وراء ستار من الأفعال الخيرية أو الدينية. 

كما أشار فرويز إلى أن الصورة العائلية لهذا الشخص تتشكل من عدة عوامل، منها تدليل الأسرة الزائد أو جفاف المعاملة، ما يساهم في نمو شخصية مضادة للمجتمع.

search