الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:29 م

خبير أثري: الفراعنة عالجوا الأوردة والشرايين قبل 4500 سنة

الطب عند الفراعنة

الطب عند الفراعنة

محمد جابر

A A

عثرت البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة، على أول حالة في تاريخ مصر القديمة، لإصابة بقايا هيكل عظمي يخص سيدة شابة تعاني التهاب المفاصل الروماتويدي، وذلك في إحدى الدفنات بموقع "الشيخ محمد" بأسوان، ضمن بمشروع “أسوان - كوم أمبو” الأثري “AKAP”، ما فتح الباب أمام التفتيش عن تاريخ مصر القديمة في الطب.

الخبير الأثري المتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، قال إن المصريين القدماء أول من مارسوا الطب على أُسس علمية، ما مكّنهم من إجراء التحنيط وتحضير العقاقير والأدوية، والبرديات الطبية هي المصدر الرئيس لمعرفة هذا النوع، حيث كانت تحوي الكثير من التصورات الطبية والوسائل العلاجية السائدة في العصر الفرعوني.

برديات جراحية

وأوضح أحمد عامر لـ"تليجراف مصر"، أن برديتي "إيبرس" و"إدوين سميث" الجراجية التي عُثر عليها في مدينة الأقصر، وتصف حالات لجروح الرأس والأنف والأذن والشفاه والرقبة والحلق والكتف والصدر والثدي والعمود الفقري ومجموعها نحو 48 حالة، تعد أبرز ما قدمة المصري القديم في الطب.

وتابع “الطبيب المصري القديم هو أول من درس ووضع علوم الطب والتشريح، ويعتبر التحنيط أحد المجالات التي ساعدته على فهم الجسد الآدمي والحيواني بل والطيور أيضًا”.

علاج الروماتيزم

وأشار عامر إلى أن بردية "إدوين سميث" تحدثت بالتفصيل عن العظام، حيث نجد رد خلع مفصل الفك، وعلامات إصابة العمود الفقري، وتقلُّص عضلات الرقبة وعلاج كسر عظمة الترقوة، بالإضافة إلى علامات وعلاج بعض الكسور، وهذا الكشف يؤكد استخدام المصريين القدماء أوراق الصفصاف لعلاج الروماتيزم وآلام الظهر، وقد عالجوها بكفاءة عالية، والأوراق الجراحية.

ويعود تاريخ هذه البردية إلى القرن 17 قبل الميلاد، وهي من أقدم البرديات الطبية المعروفة، وتشرح الحالات المرضية للمصريين القدماء بصورة منظمة تبدأ بعظام الرأس وتنتهي بالقدمين.

وتابع  “الطبيب المصري القديم توصّل إلى معرفة أقل ما توصف بأنها غاية في الدقة لوظائف الأعضاء وطبيعة عملها مثل القلب والرئتين والمعدة والكلى والكبد والبنكرياس، وغيرها من الأعضاء، كما أن الممارسات الطبية جعلته يعرف من أي جزء تحديدًا يمكنه فتح الجسم البشري، والوصول إلى الأعضاء والأحشاء الداخلية من دون تدميرها”.

علاج الأوردة والشرايين

وأوضح الخبير الأثري، أن الجراح المصري القديم كان يجري عمليات بتر للأرجل والأيدي المصابة من دون أي مشكلة، ما يؤكد معرفته بطرق وقف النزيف ومعالجة الأوردة والشرايين قبل 4500 سنة تقريبًا، وبالنسبة إلى المعدات الطبية التي كان يستخدمها فتنوعت بين السكاكين والمشارط والخُطّافات المذكورة في البرديات الطبية، ومنها ما هو للخياطة الجراحية أو الكي، وفي المتحف المصري بالتحرير وُجدت مقصات ومشارط وإبر ومعظمها مصنوع من الحديد أو النحاس.

كرسي الولادة

وأكد عامر أن كرسي الولادة أول من ابتكره كان المصري القديم، ومن أشهر الأطباء كان "إيمحتب" المعاصر للملك "زوسر" من الأسرة الثالثة، وكان مهندسًا وطبيبًا وساحرًا، وفي النهاية صار واحدًا من آلهة مصر أيضًا، كما عُرف بأنه أول طبيب في التاريخ، وكان يُسمى "حسي-رع" "hesy-re"، وكان أخصائي أسنان، واكتشف مقبرته الكاتب الملكي المعروف للملك كاهن "حورس"، رئيس مهندسي الملك.

search