الخميس، 20 فبراير 2025

10:53 م

"الخط التائب".. من أخطر رجال الصعيد إلى قدوة للشباب

خط الصعيد شعيب علم الدين

خط الصعيد شعيب علم الدين

في أعماق صعيد مصر، وتحديدًا في قرية القرامطة غرب بمحافظة سوهاج، عاش شعيب علم الدين، الذي اشتهر بلقب "خط الصعيد"، تحولت حياته من مسار الجريمة إلى التوبة، ليصبح مثالا لإمكانية التغيير والإصلاح.

البداية والمسيرة الإجرامية

في ثمانينات القرن الماضي، تورط شعيب في سلسلة من الجرائم، حيث اتُهم في 39 قضية جنائية متنوعة، قتل وسرقة وسطو ومقاومة سلطات، أثارت هذه الجرائم الرعب في نفوس أهالي المنطقة، وجعلت اسمه يتردد كأحد أخطر المجرمين في الصعيد.

التوبة وتسليم النفس

وفي يناير 1985، وبوساطة من نواب البرلمان بمحافظة سوهاج، قرر شعيب تسليم نفسه للسلطات، معلنًا توبته ورغبته في بدء حياة جديدة، بعد التحقيقات، أُدين في قضيتين فقط، وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا، خلال فترة سجنه، أظهر شعيب التزامًا بالتوبة والإصلاح، مما جعله مثالًا للتغيير الإيجابي.

الحياة بعد السجن

بعد الإفراج عنه في عام 2005، عاش شعيب حياة هادئة بعيدًا عن الجريمة، وتزوج وأنجب ابنًا، وكان يُعرف بطيبته وعطفه على أهل قريته، استمر في تقديم النصائح للشباب بضرورة الابتعاد عن المشاحنات والمشاجرات، مؤكدًا على أهمية الالتزام بالقيم والأخلاق الحميدة.

الوفاة وردود الفعل

في ديسمبر 2021، تعرض شعيب لأزمة قلبية مفاجئة نُقل على إثرها إلى المستشفى، حيث وافته المنية، شُيّع جثمانه في مسقط رأسه بقرية القرامطة غرب، وسط حزن شديد من أسرته وأهالي القرية، أعرب نجله، محمد شعيب، عن فخره بوالده، مؤكدًا أنه كان قدوة في الطيبة والعطاء، ودائم النصح بالالتزام والابتعاد عن المشاكل.

قصة شعيب علم الدين

تبقى قصة الخط التائب شعيب علم الدين شاهدًا على قدرة الإنسان على التغيير والتوبة، مهما كانت مسيرته السابقة، وأن الإرادة الصادقة يمكنها تحويل المسار نحو حياة أفضل.

search