الجمعة، 21 فبراير 2025

11:56 ص

لتجنب سيناريو 2020.. هل يؤجل "أوبك+" زيادة إنتاج النفط؟

صورة تعبيرية - أوبك

صورة تعبيرية - أوبك

توقع بنك الاستثمار الأمريكي" جولدمان ساكس"، اليوم الأربعاء، أن يؤجل تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها بقيادة روسيا، الزيادة المقررة في إنتاج النفط من أبريل إلى يوليو المقبل.

تمديد تخفيضات الإنتاج

في ديسمبر الماضي، قررت مجموعة أوبك+ تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من عام 2025، في ظل استمرار ضعف الطلب العالمي وزيادة الإمدادات من خارج المجموعة، ومن المقرر أن تبدأ الدول الأعضاء في أوبك+ زيادة الإنتاج تدريجيًا اعتبارًا من أبريل المقبل، بمقدار 138 ألف برميل يوميًا شهريًا، على أن تستمر هذه الزيادة حتى سبتمبر 2026.

اتفاق أوكرانيا وروسيا

وأوضح جولدمان ساكس، في مذكرة حديثه له، أن أي اتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا، وما قد يترتب عليه من تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، من غير المرجح أن يؤدي إلى زيادة في تدفقات النفط الروسية.

وفي الإثنين الماضي، أفادت مصادر لـوكالة "بلومبرج”، بأن تحالف "أوبك+" يدرس تأجيل سلسلة من الزيادات الشهرية في الإمدادات التي كانت مقررة أن تبدأ في أبريل. 

وأشار أحد المندوبين إلى أن أسواق النفط العالمية لا تزال هشة للغاية بحيث لا يمكنها تحمل زيادة الإنتاج في الوقت الحالي.

استقرار السوق

من جانبه أكد نائب رئيس هيئة البترول السابق،مدحت يوسف أن أوبك تسعى دائمًا للحفاظ على استقرار أسواق النفط من خلال تبني سياسة تهدف إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب، وفي الوقت ذاته تحافظ على مستويات سعرية معقولة للدول الأعضاء. 

وأوضح يوسف  لـ"تليجراف مصر" أن أوبك من المحتمل أن تواصل تطبيق سياسة الإنتاج المتفق عليها دون تغيير، موضحًا أن الاستجابة لمطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشكل تهديدًا لاقتصاد العديد من دول أوبك+، وقد تؤدي إلى انهيار كبير في أسعار النفط.

سيناريو 2020

وأشار إلى أن أي خطوة لزيادة الإنتاج من قبل أوبك يجب أن تتم بحذر شديد لضمان الوصول إلى أسعار مناسبة لمنتجي النفط، دون التسبب في انهيار الأسعار كما حدث في عام 2020، عندما تدخلت أوبك لإعادة الاستقرار إلى الأسواق عبر اتفاق تقييد الإنتاج بين دول المجموعة لتتماشى مع تقلبات السوق، مشددًا على أن الهدف كان الحفاظ على أسعار النفط ضمن نطاق محدد يعُتبر مناسبًا من قبل أعضاء أوبك.

ولفت يوسف إلى أن أوبك+ يمتلك طاقة إنتاجية تمكنها من التأثير في الأسواق والتدخل عند الحاجة لضبط التوازن في حالة حدوث تقلبات سعرية نتيجة زيادة الإمدادات العالمية أو بسبب تأثير العقوبات الأمريكية على روسيا وإيران.

الإمدادات العالمية

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة أوبك+، التي تتحكم في نحو 50% من إمدادات النفط العالمية، تخفض إنتاجها منذ عام 2022 بمقدار 5.85 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعادل حوالي 5.7% من الإمدادات العالمية، في خطوة استكملت بها سقوف الإنتاج التي تم إقرارها في 2020 لدعم الأسعار في ظل تداعيات جائحة كورونا، التي تسببت في هبوط أسعار النفط إلى ما دون الدولار للبرميل في أبريل من نفس العام.

أسعار النفط

وفي منتصف الشهر الماضي، ارتفعت أسعار النفط إلى نحو 83 دولارًا للبرميل، مدفوعة بالمخاوف المتعلقة بتأثير العقوبات الأمريكية الجديدة على النفط الروسي، لكن الأسعار تراجعت مرة أخرى بنهاية تعاملات أمس لتصل إلى 75.6 دولار للبرميل، في وقت كانت فيه الأسواق تقيّم تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على المكسيك وكندا.

search