السبت، 23 نوفمبر 2024

01:59 ص

بعد هجوم "البرج 22".. هل واشنطن عاجزة عن الانتقام لجنودها؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الرئيس الأمريكي جو بايدن

أحمد سعد قاسم

A A

بينما تدرس الولايات المتحدة الرد على هجوم قاعدة “البرج 22”، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة 34 آخرين على الأقل، تتخوف واشنطن من التورط بشكل أعمق في حرب مع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على مصالحها.

ورغم وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ”محاسبة جميع المسؤولين”، لا تزال طبيعة الرد غير معلنة بشكل رسمي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في حديث لقناة CNBC، إن الولايات المتحدة سترد “في الوقت والطريقة التي نختارها”، لكنه في الوقت ذاته قال “لا نريد حربًا أوسع مع إيران، ولا نريد حربًا أوسع في المنطقة، لكن علينا أن نفعل ما يتعيّن علينا القيام به".

الأولى من نوعها

كانت الوفيات الأمريكية يوم الأحد الماضي في الأردن هي الأولى من نوعها من بين أكثر من 170 هجومًا على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق، منذ بدء الحرب في غزة 7 أكتوبر 2023، وفقًا لمعهد دراسات الحرب ISW.

وقد نفّذت الولايات المتحدة عشرات الهجمات الانتقامية، بما في ذلك هجوم في بغداد أدى إلى مقتل أحد كبار قادة حركة النجباء. وتدخلت واشنطن أيضًا لقصف الحوثيين المرتبطين بإيران في اليمن ردًا على قيامهم بإغلاق طرق الشحن الدولية البحرية في البحر الأحمر.

وحتى وفاة الجنود الأمريكيين، كان المشرعون الديمقراطيون أكثر انتقادًا لتعامل بايدن مع الحرب بين إسرائيل وغزة من الجمهوريين، الذين أشادوا بدعم بايدن الثابت لإسرائيل على الرغم من الضغوط المتزايدة من الكثيرين في حزبه للدعوة إلى وقف إطلاق النار، لكن قرار بايدن بعدم ضرب إيران أو وكلائها على الفور أثار بعضًا من أشد الانتقادات حتى الآن من المشرعين الجمهوريين.

أطروحات

وذكر موقع politico الإخباري على لسان مسؤوليين أمريكيين أن استهداف إيرانيين في سوريا والعراق هو من بين الخيارات المطروحة الآن أمام البنتاجون، وثاني هذه الأطروحات هو ضرب الأصول البحرية الإيرانية في الخليج.

ورغم ضبابية المشهد، فإن المسؤوليين قالوا إن رد واشنطن من الممكن أن يتم خلال اليومين المقبلين في حال أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر بذلك.

وانتقد الجمهوريون البيت الأبيض لعدم رده بشكل أسرع، ووصفوا بايدن بأنه ضعيف، واستشهدوا باغتيال إدارة ترامب لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في عام 2020 كمثال على ضربة رادعة ناجحة.

هراء تام

وقال النائب الجمهوري عن ولاية نبراسكا، دون بيكون، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، إن أي رد أمريكي يجب أن يستهدف إيران مباشرة بدلًا من ملاحقة الجماعات التي تدعمها، حسب “واشنطن بوست”.

وقال بيكون، العميد المتقاعد بالقوات الجوية الذي خدم في العراق، "أستطيع أن أقول إن إيران لا تهتم إذا أصيبت قواتها العميلة لكنهم يهتمون إذا أصيبت إيران نفسها".

وأضاف “إن تعليقات كيربي وأشخاص آخرين يقولون إنهم لا يريدون التصعيد هي هراء تام. هؤلاء يشعرون بالقلق دائمًا بشأن التصعيد الذي تم بالفعل”.

وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس البحثي ​بلندن، سانام فاكيل، إن مقتل الجنود الأمريكيين يضيف "مزيدًا من القلق من أن حربًا إقليمية موجودة بالفعل".

وتابعت "فرص الاحتواء تتوقف كلها على من وماذا ومتى وكيف سترد إدارة بايدن"، مضيفة أنها تتوقع أن تتبعها ضربات أمريكية "جراحية" ضد الأصول المرتبطة بطهران خارج إيران، وفق “واشنطن بوست”

وركز بايدن وكبار مساعديه لعدة أشهر على محاولة منع الحرب بين إسرائيل وغزة من التحول إلى حرب إقليمية أوسع قد تجبر الولايات المتحدة على الانخراط في الحرب بشكل مباشر، لكن في الأسابيع الأخيرة، أصبح تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة حقيقة واقعة بشكل متزايد، وواجهت القوات الأمريكية هجمات متكررة.

search