السبت، 22 فبراير 2025

07:55 م

عدو المنبطحين.. ترامب يتقهقر أمام الكبار

دونالد ترامب- أرشيفية

دونالد ترامب- أرشيفية

سيد محمد

A .A

انتهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسارًا غير متوقع في فتح قنوات اتصال مع القوى المنافسة لواشنطن أو التي دائمًا ما ترفع صوتها برفض سياستها، على عكس من سياسته مع العديد من “الحلفاء” الذين دائمًا ما انبطحوا للولايات المتحدة واعتمدوا على دعمها مثل أوكرانيا وكندا والاتحاد الأوروبي.

لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي

ويترقب المجتمع الدولي لقاءً محتملاً بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، بهدف بحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. 

وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أشار إلى أن توقيت هذا الاجتماع يعتمد بشكل كبير على إمكانية تحقيق تقدم ملموس في إنهاء الصراع الأوكراني. 

روبيو أوضح أنه ناقش هذا الموضوع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف خلال لقائهما في السعودية، مؤكدًا ضرورة وجود نتائج ملموسة قبل تحديد موعد اللقاء.

من جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده للقاء ترامب، مشددًا على أهمية التحضير الجيد لضمان نتائج إيجابية. 

بوتين أشار إلى أن مجرد الاجتماع ليس هدفًا بحد ذاته، بل يجب أن يسفر عن خطوات عملية نحو حل الأزمة الأوكرانية.

في السياق نفسه، تستضيف المملكة العربية السعودية اجتماعات تحضيرية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والروس لمناقشة اتفاق محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتحضير لقمة تجمع الرئيسين. 

هذه الاجتماعات تُعد خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات الأمريكية الروسية، خاصة بعد الاتصال الهاتفي الأخير بين ترامب وبوتين.

دعوة للمفاوضات مع إيران

وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران انفراجة في الآونة الأخيرة، مع تبادل التصريحات بين الجانبين حول إمكانية استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي لطهران.

وأعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رغبته في التوصل إلى "اتفاق سلام نووي مُحقق" مع إيران، مؤكدًا ضرورة منعها من امتلاك سلاح نووي، وأشار إلى استعداده لبدء محادثات مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لتحقيق هذا الهدف.

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني بزشكيان استعداد بلاده للتفاوض، لكنه انتقد سياسات ترامب، مشيرًا إلى أنه "لا يمكننا القبول بأن يضع أحد يده على رقبتنا، ثم يقول لنا تعالوا لنتفاوض".

في السياق نفسه، أشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل مشاكل إيران، مؤكدًا أن "التفاوض ليس أمرًا عاقلاً أو شريفًا".

تأتي هذه التطورات في ظل تقارير عن جهود وساطة تقودها المملكة العربية السعودية بين واشنطن وطهران، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد يحد من برنامج إيران النووي.

على الرغم من التصريحات المتبادلة، يبقى الباب مفتوحًا أمام إمكانية التفاوض، خاصة مع وجود دعوات من بعض السياسيين والإعلاميين الإيرانيين لتخفيف حدة التوتر وتهيئة الأجواء لمحادثات محتملة.

العلاقة مع العملاق الصيني

وكشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه أجرى مناقشة بناءة مع الرئيس الصيني شي جين بينج، تناولت عدة قضايا رئيسية، من بينها التجارة، وتهريب الفنتانيل، ومستقبل تطبيق تيك توك.

وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، وصف ترامب المكالمة بأنها "جيدة جدًا لكل من الصين والولايات المتحدة"، معربًا عن تفاؤله بشأن حل العديد من المشكلات المشتركة والبدء فورًا في العمل على ذلك.

كما أضاف: "أنا والرئيس شي سنبذل كل ما بوسعنا لجعل العالم أكثر سلامًا وأمانًا!"، بحسب وكالة رويترز.

من جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج أن هناك رغبة مشتركة في تحسين العلاقات بين البلدين خلال ولاية ترامب المقبلة، مشيرًا إلى أن التواصل المستمر بينهما أمر بالغ الأهمية لدفع العلاقات بين واشنطن وبكين إلى مستويات أعلى.

وأفاد التليفزيون الرسمي الصيني بأن شي وترامب اتفقا على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية. 

كما أعلنت بكين أنها منفتحة على الحوار مع الفريق الاقتصادي الجديد لترامب، ما يشير إلى بوادر تقارب محتمل في العلاقات بين البلدين بعد فترة من التوترات التجارية والسياسية.

انفتاح على مادرورو

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو تقدمًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وعلى عكس بايدن الذي أعلن اعترافه بمنافس مادورو في الانتخابيات كرئيس شرعي، أعلن ترامب أنه سيتعامل مع مادورو.

من جانبه، أبدى مادورو استعداده للحوار، مؤكدًا رغبة بلاده في الحفاظ على قنوات دبلوماسية مفتوحة مع الولايات المتحدة، وذلك خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي ريتشارد غرينيل. وأشار مادورو إلى أن فنزويلا ليست ضد الولايات المتحدة، بل تعارض السياسات الإمبريالية.

وفي سياق متصل، صرّح الرئيس ترامب بأن فنزويلا وافقت على استقبال جميع رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين، بما في ذلك أعضاء العصابات الإجرامية، وذلك بعد محادثات مع الحكومة الفنزويلية.

على الرغم من التوترات، لم يستبعد ترامب إمكانية لقاء مادورو في المستقبل، مشيرًا إلى أنه لا يعارض الاجتماعات، لكنه حتى الآن رفض ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل جهود دولية وإقليمية لحل الأزمة الفنزويلية، وسط دعوات للحوار والتفاوض بين الأطراف المعنية.

search