الجمعة، 14 مارس 2025

11:59 م

حكم قراءة القرآن للحائض في رمضان.. "الإفتاء" توضح

 القرآن الكريم

القرآن الكريم

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

تُثار العديد من التساؤلات حول الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات، ومن بين هذه القضايا مسألة قراءة المرأة الحائض أو النفساء للقرآن الكريم، وكذلك مس المصحف خلال فترة الحيض أو النفاس خلال شهر رمضان. 

وقد شهدت هذه المسألة خلافًا بين الفقهاء، حيث انقسمت آراؤهم بين من يرى التحريم المطلق، ومن يجيز ذلك في حالات معينة، خاصة إذا كانت هناك ضرورة للحفظ أو التعليم.

وتوضح"تليجراف مصر" حكم قراءة القرآن للحائض في رمضان خلال السطور التالية:

حكم قراءة القرآن للحائض في رمضان

وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء أن الأولى اتباع رأي جمهور الفقهاء القائلين بتحريم قراءة الحائض للقرآن ومس المصحف، وذلك من باب تعظيم القرآن الكريم وتقديسه. 

وأوضحت الدار أنه يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تتبع رأي المالكية إذا وجدت في ذلك مشقة أو ضرورة، مثل الحاجة إلى الحفظ أو التدريس، استنادًا إلى القاعدة الفقهية: "من ابتُلِيَ بشيءٍ مِن المُختَلَف فيه فليقلِّد من أجاز".

رأي الفقهاء في قراءة الحائض والنفساء للقرآن

قالت دار الإفتاء في موقعها الرسمي، ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى تحريم قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تَقْرَأُ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ” (رواه الترمذي). 

وتابعت: "كما استدلوا بحديث الإمام أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يحجزه شيءٌ عن قراءة القرآن إلا الجنابة"، مما يعني أن الحدث الأكبر، سواء كان جنابة أو حيضًا، يمنع صاحبه من قراءة القرآن.

قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم

وفي المقابل، ذهب المالكية إلى جواز قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم، لكن بشروط معينة، فقد أجازوا لهما القراءة في حال استمرار نزول الدم، بغض النظر عن كونها تخشى النسيان أو لا، بينما بعد انقطاع الدم، فلا يجوز لها القراءة حتى تغتسل، إلا إذا كانت تخشى نسيان ما حفظته من القرآن.

كما أشار الفقيه المالكي الباجي إلى أن بعض الفقهاء المالكية أجازوا للحائض قراءة القرآن حتى بعد طهرها وقبل اغتسالها، مما يعكس بعض التباين داخل المذهب المالكي نفسه.

حكم مس الحائض والنفساء للمصحف

أما فيما يتعلق بمس المصحف، فقد استند جمهور الفقهاء إلى قول الله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة: 79)، حيث فسروا "المطهرون" بأنهم الطاهرون من الحدثين الأكبر والأصغر، وبالتالي يحرم على المرأة الحائض أو النفساء مس المصحف.

أما المالكية، فقد ذهبوا إلى جواز مس المصحف للحائض والنفساء إذا كانتا تقومان بالتعلم أو التعليم، سواء كان ذلك لحفظ القرآن أو دراسته أو تدريسه. 

search