الأحد، 23 فبراير 2025

08:10 م

قبلة وشجرة وأسيران.. حجج إسرائيلية لإرجاء إطلاق سراح أسرى فلسطين

غضب نتنياهو من مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين

غضب نتنياهو من مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين

بعد تسليم حركة حماس ستة محتجزين إسرائيليين ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، يوم أمس السبت، أعلنت إسرائيل تأجيل الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني كانت قد وافقت على إطلاق سراحهم.

وفي بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، زعمت إسرائيل أن ذلك القرار بسبب ما وصفته بـ"الانتهاكات المتكررة والمُهينة" من قبل حماس.

وقال البيان إن الإفراج المقرر تأجل حتى يتم تسليم الدفعة التالية من المحتجزين الإسرائيليين - وفق زعمه- "دون طقوس إهانة أو استفزاز".

وشهدت مراسم تسليم المحتجزين، يوم السبت أمس، مشاهد حاولت إسرائيل الترويج إلى أنها "استفزازية"، وأنها سببًا في تعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

مشهد "القبلة" المثير للجدل

أحد أبرز المشاهد التي أدعت دولة الاحتلال أنها غير مقبولة لديهم، كان عندما أقدم المحتجز الإسرائيلي المُفرج عنه، عومير شيم طوف، على تقبيل جبين اثنين من مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أثناء وقوفه على منصة في قطاع غزة.

وزعمت حكومة الاحتلال أنه تم توجيه شيم طوف لتنفيذ تلك الخطوة، بعد أن همس في أذنه شخص يحمل كاميرا، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

مشهد "القبلة" المثير للجدل

فيديوهات تثير استفزاز إسرائيل

أما المشهد الثاني الذي زاد من توتر الأجواء، فجاء عندما عرضت كتائب القسام محتجزين إسرائيليين لم يتم الإفراج عنهما ضمن تلك المرحلة. 

وظهر المحتجزان من داخل سيارة في قافلة بمخيم النصيرات في غزة، يناشدان حكومة الاحتلال، قائلان: "نرجوكم أنقذونا.. أعيدونا من فضلكم".

بجانب الفيديو الذي أظهر المحتجزين الإسرائيليين في منطقة ريفية، وكانا يقفان بجانب شجرة زيتون مُعمِّرة يبدو أنها قطعت من جذعها، وخلال الفيديو قال الأسير عومر شيم طوف: “يبدو لي أن عمر شجرة الزيتون تلك يزيد عن عمر دولتي”.

شروط إسرائيلية جديدة قبل استكمال الاتفاق

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، طالب قبل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق بضرورة إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة، نزع سلاح الحركة بالكامل، ونفي قياداتها إلى الخارج، كما أبدى رفضه لنقل السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية، وفقًا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وتشير تقارير إلى أن إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، بهدف ضمان الإفراج عن المزيد من الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ويُعتقد أن ذلك قد يكون أحد الدوافع وراء تراجع نتنياهو عن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

إجراءات إسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين

يأتي ذلك في وقت فرضت السلطات الإسرائيلية إجراءات تعسفية وغير إنسانية على الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض الإفراج عنهم.

وتمت كتابة عبارة "أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم" على ملابس الأسرى، بجانب إلزامهم بارتداء أساور تحمل نقش “الشعب الأبدي لن ينسى ما جرى”.

كتابة عبارة على ملابس الأسرى الفلسطينيين
إلزام أسرى فلسطين بارتداء أساور تحمل عبارة عدائية

مستقبل الاتفاق على المحك

يُشار إلى أن الدفعة التي سلمتها حماس، أمس السبت، تمثل آخر مجموعة من المحتجزين الأحياء الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي.

وبحسب مزاعم نشرتها صحف ومواقع إسرائيلية، لا يزال 62 إسرائيليًا محتجزين في قطاع غزة، بينهم 35 يُعتقد أنهم قُتلوا.

تظل الأوضاع مرهونة بتطورات الأيام المقبلة، مع ترقب حذر لموقف إسرائيل من استكمال تنفيذ بنود الاتفاق في ظل التصعيد المتبادل والتوترات المتزايدة.

search