الإثنين، 24 فبراير 2025

08:41 م

كتبها قبل عامين.. "استقالة معلقة" تثير الجدل بشأن خليفة البابا فرنسيس

البابا فرنسيس

البابا فرنسيس

يثير الوضع الصحي للبابا فرنسيس، الذي يخضع للعلاج من عدوى رئوية معقدة، تساؤلات حول مستقبل الكنيسة الكاثوليكية في حال عجزه التام عن أداء مهامه، ورغم أن الفاتيكان يمتلك إجراءات واضحة لانتقال السلطة عند وفاة البابا أو استقالته، فإن غياب قواعد محددة لحالات العجز الصحي المطول أو فقدان الوعي يطرح تحديات غير مسبوقة قد تعيد فتح النقاش حول آليات إدارة الفاتيكان في مثل هذه الظروف، بحسب تقرير نشرته "أسوشيتد برس".

الوضع الصحي للبابا فرنسيس

أكد الفاتيكان أن البابا فرنسيس لا يزال واعيًا ويتلقى الأكسجين الإضافي، وقضى ليلة هادئة بعد أزمة تنفسية حادة استدعت استخدام كميات كبيرة من الأكسجين لمساعدته على التنفس.

قوانين تحدد مهام البابا فرنسيس

الحالة الصحية لبابا فرنسيس أعادت إلى الأذهان تساؤلات حول كيفية ممارسة السلطة البابوية، خاصة مع تقدم البابا في السن وتدهور حالته الصحية، وتزداد هذه التساؤلات مع اقتراب مدة إقامة البابا فرانسيس في المستشفى من 10 أيام، وهي المدة نفسها التي قضاها في المستشفى عام 2021 بعد خضوعه لعملية جراحية في القولون.

نظام انتقال السلطة في الفاتيكان

في ظل هذه الظروف، يعود الاهتمام إلى كيفية ممارسة السلطة البابوية في الكرسي الرسولي، وكيفية نقلها وفي أي ظروف.

وحدد الفاتيكان ظروفًا محددة لانتقال السلطة:

  • حالة الوفاة:

 يتم إعلان شغور الكرسي الرسولي، ويجتمع الكرادلة في مجمّع سري لانتخاب بابا جديد.

  • حالة الاستقالة:

 يمكن للبابا أن يستقيل بحرية، كما فعل البابا بنديكت السادس عشر.

  • حالة المرض أو العجز:

 لا توجد قوانين محددة تنظم هذه الحالة، ما يثير تساؤلات حول كيفية إدارة الكنيسة في حال أصبح البابا غير قادر على القيام بمهامه.

مستقبل البابوية بعد وعكة البابا فرنسيس الصحية

يظل البابا فرنسيس، على الرغم من وضعه الصحي الحرج، رمزًا للسلطة الروحية والإدارية للكنيسة الكاثوليكية، فالبابا، وفقًا للقانون الكنسي الداخلي، هو خليفة الرسول بطرس، رئيس مجمع الأساقفة، نائب المسيح، وراعي الكنيسة الكاثوليكية العالمية.

ولم يتغيّر شيء في مكانة البابا فرنسيس أو دوره أو سلطته منذ انتخابه في 13 مارس 2013، وهذا الموقع ذو أساس لاهوتي راسخ.

إدارة الفاتيكان في ظل مرض البابا فرنسيس

في حين أن البابا فرنسيس يحتفظ بمسؤوليته، فإنه يفوّض بالفعل إدارة الشؤون اليومية للفاتيكان والكنيسة إلى فريق من المسؤولين، بغض النظر عن وجوده في القصر الرسولي أو وعيه. 

ومن بين أبرز هؤلاء المسؤولين وزير الخارجية الكاردينال بيترو بارولين، الذي اتجه في زيارة إلى بوركينا فاسو، أثناء دخول البابا المستشفى، ليؤكد استمرار إدارة الكنيسة بشكل طبيعي.

وتستمر فعاليات الفاتيكان الأخرى كما هو مخطط لها، بما في ذلك الاستعدادات للعام المقدس في عام 2025، إذ احتفل رئيس الأساقفة رينو فيسيكلا بقداس اليوبيل في كنيسة القديس بطرس، وهو القداس الذي كان من المفترض أن يترأسه البابا فرنسيس. 

الفراغ القانوني في حالة عجز البابا فرنسيس

القانون الكنسي يتضمن أحكامًا لحالات مرض الأسقف وعدم قدرته على إدارة أبرشيته، ولكن لا توجد أحكام مماثلة للبابا، إذ ينص القانون 412 على أنه يمكن إعلان الأبرشية "مُعاقة" إذا كان أسقفها غير قادر على أداء مهامه بسبب "الأسر أو النفي أو العجز"، وفي هذه الحالات، تنتقل الإدارة اليومية إلى أسقف مساعد أو نائب عام.

وينص القانون 335 على أنه عندما يصبح الكرسي الرسولي "شاغرًا" فلا يمكن تغيير أي شيء في إدارة الكنيسة، لكن القانون لا يوضح ما يعنيه أن يكون الكرسي الرسولي "مُعاقًا تمامًا" أو ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها.

مقترحات لسد الفجوة القانونية لغياب البابا فرنسيس

في عام 2021، شرع فريق من القانونيين في اقتراح قواعد لسد هذه الفجوة القانونية، وأنشأوا مبادرة قانونية جماعية لصياغة قانون كنسي جديد ينظم منصب البابا المتقاعد بالإضافة إلى القواعد التي يجب تطبيقها عندما يكون البابا غير قادر على الحكم، إما مؤقتًا أو بشكل دائم.

ومن المتوقع أن تتخذ الكنيسة التدابير اللازمة لإعلان "كرسي معاق تمامًا" ونقل السلطة للحفاظ على وحدتها، وبموجب القواعد المقترحة، تنتقل إدارة الكنيسة الجامعة إلى مجمع الكرادلة.

استقالة البابا وسيناريوهات انتقال السلطة في الفاتيكان

كشف البابا فرنسيس في عام 2022 أنه كتب خطاب استقالة عقب فترة وجيزة من انتخابه بابا، ليتم تفعيله في حال إصابته بعجز طبي.

وأوضح أنه سلّم الرسالة إلى وزير الخارجية آنذاك، الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، الذي يُفترض أنه نقلها لاحقًا إلى مكتب الكاردينال بييترو بارولين بعد تقاعده.

ورغم هذا التصريح، لم يُنشر نص الاستقالة حتى الآن، كما لم تتضح الشروط التي وضعها البابا لتنفيذها، أو مدى صلاحيتها القانونية، فوفقًا للقانون الكنسي، يجب أن تكون استقالة البابا “حرة وسليمة”، كما كان الحال مع البابا بنديكت السادس عشر عندما تنحى في عام 2013.

هذه الفكرة ليست جديدة، ففي عام 1965، كتب البابا بولس السادس رسالة إلى عميد مجمع الكرادلة، مفادها أنه في حال إصابته بمرض خطير، يجب على العميد والكرادلة قبول استقالته، لكن هذه الرسالة لم تستخدم أبدًا، إذ عاش بولس السادس 13 عامًا إضافية وتوفي أثناء مزاولته منصبه.

ماذا يحدث عند وفاة البابا أو استقالته؟

عند وفاة البابا أو تقديم استقالته، تبدأ سلسلة من الإجراءات والطقوس التي تنظم فترة الانتقال بين بابا وآخر، والتي تعرف باسم “الكرسي الفارغ”.

خلال هذه الفترة، يتولى الكاميرلينجو، أو الحاجب، مسؤولية إدارة الكرسي الرسولي والإشراف على الشؤون المالية للفاتيكان.
وتشمل مهامه التأكد رسميًا من وفاة البابا، وختم الشقق البابوية، والإعداد لمراسم الدفن، ثم التحضير للمجمع المغلق الذي يتم خلاله انتخاب البابا الجديد.
ويتولى هذا المنصب حاليًا الكاردينال كيفن فاريل، رئيس مكتب العلمانيين في الفاتيكان.

أما إذا كان البابا مريضًا أو عاجزًا عن أداء مهامه، فإن الكاميرلينجو لا يملك أي صلاحيات استثنائية، وكذلك الحال بالنسبة لعميد مجمع الكرادلة، الذي يترأس جنازة البابا وينظم المجمع الانتخابي عند شغور الكرسي البابوي. 

من يخلف البابا فرنسيس في الفاتيكان؟

يشغل هذا المنصب حاليًا الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري (91 عامًا)، والذي قرر البابا فرنسيس مؤخرًا تمديد فترة ولايته رغم انتهاء مدتها الرسمية التي استمرت خمس سنوات. كما مدّدت ولاية نائبه، الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو ساندري (81 عامًا).

search