وعود زائفة وأرباح وهمية.. كيف سقط ضحايا منصة FBC؟
لا تزال قضية إغلاق منصة FBC الإلكترونية تُشغل الرأي العام في مصر، بعدما ألحقت خسائر لميارات الجنيهات، حيث وقع مئات المواطنين ضحية عمليات نصب ممنهجة، أوهمتهم المنصة بتحقيق أرباح سريعة مقابل استثمارات مالية، لكنها اختفت فجأة بعد الاستيلاء على أموالهم.
العشاء الأخير
المسؤول عن المنصة، يُدعى "حاتم عبد الرحمن"، أقام قبل أيام بإغلاق التطبيق والنصب على الضحايا حفل عشاء في قاعة "دار الياسمين" بمنطقة كورنيش إمبابة.
وخلال الحفل، طالب "عبد الرحمن" الحاضرين بضرورة توسيع دائرة المشتركين في المنصة، وحثهم على دعوة أصدقائهم وأقاربهم، مؤكدًا أن ذلك سيزيد من أرباحهم بشكل كبير، ولم تكن تلك سوى وعود وهمية.
كما ادعى أن المنصة تعمل بشكل قانوني وأنها تمتلك مقرًا ضخمًا خارج مصر، إلى جانب تعاونها مع الحكومة المصرية للقضاء على البطالة، وهي ادعاءات تبين لاحقًا أنها مجرد أكاذيب.
استدراج المواطنين
محمد عمر، أحد الذبن حضروا ذلك الحفل، كشف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الشركة دعت إلى العشاء فقط الأشخاص الذين تمكنوا من جلب عدد كبير من العملاء، في محاولة منها لتعزيز الثقة وجذب مزيد من الأموال قبل إغلاق المنصة والاختفاء.
وأضاف أن القائمين على المنصة أكدوا لهم أن FBC شركة عالمية، تأسست عام 2000، وتعمل في العديد من الدول، ولديها شراكات مع جهات رسمية، لكن كل ذلك كان مجرد خداع لطمأنة المستثمرين.
وعقب إغلاق المنصة، حاول الضحايا التواصل مع المسؤولين، لكن جميع الهواتف أُغلقت، ولم يتمكن أي شخص من الوصول إلى أموالهم، ومع بداية الإغلاق، زعم المسؤولون أن المنصة تعرضت لهجوم سيبراني من قبل "هاكرز"، ووعدوا بأن كل شيء سيعود إلى طبيعته خلال ساعات، وهو ما لم يحدث أبدًا.
ضبط أحد المتورطين
بعد تقديم عدد كبير من البلاغات للجهات الأمنية، تمكنت الشرطة من القبض على أحد الأشخاص المتورطين في المنصة بمحافظة البحيرة، حيث يُعتقد أنه أحد المشرفين على عمليات النصب التي تمت من خلالها.
كما تلقت مباحث الإنترنت بالعباسية أكثر من 33 بلاغًا من ضحايا المنصة، مطالبين بالقبض على بقية المتورطين واستعادة أموالهم.
"اقترضت بسبب FBC"
"أنا واحد من ملايين الضحايا الذين وقعوا فريسة لمنصة FBC الوهمية، التي دمرت حياتنا وحولت أحلامنا إلى كابوس"، بهذه الكلمات الممزوجة بالحسرة والألم بدأ أسامة عيد ظريف حديثه لـ"تليجراف مصر"، كاشفًا مأساته مع المنصة التي وعدته بالثراء السريع قبل أن تتحول إلى فخ ابتلع "شقى عمره" وأمواله التي اقترضها من البنوك.
أسامة، وهو أحد الضحايا من أبناء محافظة الفيوم، يعول طفلين يعانيان من مشكلات صحية في السمع، حيث يحتاج كل منهما إلى قوقعة مزروعة في الأذن، وبسبب الظروف المادية الصعبة، بحث عن مصدر دخل إضافي، فوقع ضحية لوعود FBC الكاذبة.
"شفت بعيني الأرباح فصدقتهم"
يقول أسامة: "كانت أول مرة أدخل في حاجة زي دي، لكنني وثقت بشخص نصحني بالاشتراك في المنصة، خاصة بعدما رأيت أرباحًا حقيقية في البداية.. أول صفحة فتحتها حققت 8 آلاف جنيه، وكان كل شيء موثقًا بالصور والفيديوهات، فقررت استثمار مبلغ أكبر".
ويتابع: "استثمرت 23 ألف جنيه كنت أحتاجها لعلاج أولادي، لكن فجأة اختفت المنصة ولم يعد بإمكاني استرداد أموالي، وأصبحت غارقًا في الديون والأحلام المحطمة".
ضحايا باعوا ممتلكاتهم
أسامة لم يكن الضحية الوحيدة، بل انضم إليه مئات الأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم واستثمروا أموالهم في المنصة، طمعًا في الأرباح الموعودة. منهم من باع ذهبه، ومنهم من باع مواشيه أو منزله، لكن النهاية كانت واحدة: خسائر فادحة دون أي عوائد.
خدعة الأرباح الوهمية
بدأت المنصة في البداية بدفع أرباح للمستثمرين الأوائل، وهو ما زاد من ثقة الناس بها ودفعهم إلى استثمار المزيد من الأموال، لكن بعد ذلك، توقفت المنصة عن دفع الأرباح تدريجيًا، قبل أن تختفي تمامًا، تاركة وراءها آلاف الضحايا الذين فقدوا كل ما يملكون.
"دمروا بيوتنا، خربوا حياتنا، لم يتركوا لنا شيئًا"، هكذا يصرخ أسامة، مطالبًا الجهات المسؤولة بالتحرك العاجل للقبض على أصحاب المنصة واسترداد حقوق الضحايا.
ويضيف: "نناشد المسؤولين بسرعة القبض عليهم وإرجاع الحقوق لأصحابها، هؤلاء دمروا بيوتنا وشردوا أسرًا بأكملها".

أخبار ذات صلة
حد السحب من ماكينات الصراف الآلي خلال رمضان
24 فبراير 2025 03:23 م
موعد طرح شقق الإسكان الاجتماعي 2025 لمحدودي الدخل
24 فبراير 2025 08:33 م
آخرها FBC.. كيف تتجنب الوقوع في فخ المنصات الوهمية؟
24 فبراير 2025 07:49 م
للموظفين والجمهور.. مواعيد عمل البنوك خلال شهر رمضان 2025
24 فبراير 2025 07:29 م
أكثر الكلمات انتشاراً