الأربعاء، 26 فبراير 2025

12:25 ص

تصريحات أبو مرزوق تثير الجدل.. هل يحدث انشقاق داخل حركة حماس؟

 موسى أبو مرزوق القيادي في حماس

موسى أبو مرزوق القيادي في حماس

بعد مرور أكثر من عام ونصف على هجوم السابع من أكتوبر، بدأت ملامح الانقسام تظهر داخل صفوف حركة حماس، فقد بات واضحًا أن هناك تيارين متباينين داخل الحركة؛ الأول يتمسك بشرعية الهجوم وسلاح المقاومة كخيار استراتيجي، في حين يدعو الثاني إلى إعادة تقييم السياسات السياسية والعسكرية في ضوء المتغيرات الحالية.

تصريحات أبو مرزوق تُشعل الخلافات

أثارت التصريحات الأخيرة للقيادي في حماس، موسى أبو مرزوق، موجة من الجدل، بعدما عبّر عن موقف بدا مغايرًا للخط الرسمي للحركة. 

ففي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أشار أبو مرزوق إلى أنه لم يكن ليؤيد هجوم السابع من أكتوبر لو كان على علم بحجم الدمار الذي سيلحق بقطاع غزة، معربًا عن انفتاحه على مناقشة مستقبل السلاح في القطاع.

في المقابل، سارع المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، إلى التأكيد على أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي لحماس. 

وأصدرت الحركة بيانين متناقضين؛ الأول نفى صحة التصريحات المنسوبة لأبو مرزوق، فيما اتهم الثاني وسائل الإعلام بتحريف المقابلة واجتزائها بشكل غير دقيق.

انعكاسات الخلافات على مستقبل الحركة

اعتبر القيادي في حركة فتح، جهاد الحرازين، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هذه التصريحات تكشف حجم الانقسامات الداخلية داخل حماس، سواء بين قيادات الداخل والخارج أو بين التيارات المختلفة. 

وأكد أن هذه الخلافات ليست جديدة، حيث سبق أن ظهرت حول قضايا محورية مثل إدارة الحكم والعلاقات الإقليمية.

وبحسب الحرازين، قد تكون تصريحات أبو مرزوق محاولة لإعادة تقديم أوراق اعتماد الحركة أمام المجتمع الدولي، لا سيما مع تزايد الدعوات الدولية للحوار مع الولايات المتحدة.

قراءة سياسية للظرف الراهن

من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، رائد نعيرات، خلال مداخلة مع سكاي نيوز عربية، إلى أن هذه التصريحات جاءت في توقيت حساس يتطلب من الحركة مراجعة مواقفها السياسية. 

ولفت إلى أن حجم الدمار الذي أصاب قطاع غزة والأزمة الإنسانية الراهنة يفرضان على حماس إعادة قراءة المشهد السياسي بواقعية أكبر.

وشدد نعيرات على أن الأولوية الآن يجب أن تكون لإعادة الإعمار وتأمين الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بعيدًا عن الانشغال بخلافات داخلية قد تزيد الوضع تعقيدًا.

صراع بين جناحين داخل حماس

الخلافات داخل الحركة لم تبق في إطار التباين في وجهات النظر، بل تجلت في مواقف متضاربة بين قياداتها، ففي حين دعا أبو مرزوق إلى مراجعة سياسات الحركة، خرجت تصريحات أخرى من داخل حماس تؤكد التمسك بالسلاح كخيار استراتيجي لا بديل عنه.

الحرازين يرى أن هذا التباين يعكس صراعًا بين جناحين داخل الحركة؛ أحدهما يسعى للتكيف مع المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، وآخر يواصل التمسك بالنهج القتالي التقليدي.

أما نعيرات، فأكد أن حجم الدمار في غزة يفرض على حماس إعادة ترتيب أولوياتها، خاصةً أن المجتمع الدولي يربط جهود إعادة الإعمار بضرورة وجود حكومة فلسطينية موحدة قادرة على التعامل مع القوى الدولية.

غزة بين خيار السلاح وأولوية الإعمار

وسط تصاعد الخلافات داخل حماس حول الموقف من السلاح، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

ويرى الحرازين أن حماس أصبحت أمام مفترق طرق حاسم؛ فإما أن تعيد النظر في خياراتها السياسية والعسكرية، أو تستمر في التمسك بنهجها الحالي رغم الضغوط الدولية المتزايدة.

من جانبه، شدد نعيرات على أن الأولوية يجب أن تكون لحماية المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية، مع التأكيد على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات المقبلة.

search