الثلاثاء، 25 فبراير 2025

08:49 م

"أسوأ سيناريو".. إيران تتحسّب لهجوم إسرائيلي بتأمين المنشآت النووية

مناورات الجيش الإيراني

مناورات الجيش الإيراني

وضعت إيران أنظمتها الدفاعية في حالة تأهب قصوى حول منشآتها النووية، وسط تزايد المخاوف من هجوم محتمل تنفذه إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

وذكرت مصادر حكومية رفيعة لصحيفة “التليجراف” البريطانية، أن طهران كثفت من إجراءات الحماية حول مواقعها النووية والصاروخية الرئيسية، مع نشر المزيد من أنظمة الدفاع الجوي.

وأكد أحد المصادر أن "إيران تتوقع هجومًا في أي لحظة، وقد تم وضع جميع المواقع تحت تأهب تام، بما في ذلك المواقع السرية التي لا يعلم بها أحد". 

وأضاف أن تعزيز الدفاعات كان مستمرًا خلال السنوات الماضية، لكنه شهد تسارعًا ملحوظًا مؤخرًا، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأول في العام الماضي.

تصريحات ترامب تزيد من حدة التوتر

التصعيد الإيراني جاء بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ألمح فيها إلى دعمه لأي خطوات قد تتخذها إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني. 

هذا التصعيد يتزامن مع تحذيرات من الاستخبارات الأمريكية للإدارتين الحالية والسابقة، بأن إسرائيل قد تشن هجمات على مواقع نووية إيرانية خلال هذا العام.

تصعيد في "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل

لطالما خاضت إيران وإسرائيل "حرب ظل" طويلة الأمد، شملت هجمات مباشرة وأخرى غير مباشرة عبر وكلاء في المنطقة، ففي أكتوبر 2023، أطلقت إيران هجومًا صاروخيًا غير مسبوق على إسرائيل بأكثر من 200 صاروخ، وردت تل أبيب بضربات جوية واسعة النطاق.

ومع تصاعد التكهنات بشن إسرائيل هجومًا موسعًا ضد المنشآت النووية الإيرانية، تشير تقارير إلى أن تل أبيب قد تحظى بدعم من ترامب، ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة.

نقص في القدرات الدفاعية الإيرانية

ورغم امتلاك إيران لأنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز "إس-300"، تعتبرها طهران غير كافية للتصدي للأسلحة المتطورة التي تملكها إسرائيل، ما دفعها للضغط على موسكو لتسريع تسليم أنظمة "إس-400" الأكثر تطورًا.

وفي هذا السياق، أعلن قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، أن بلاده تعمل على تطوير نظام دفاع صاروخي باليستي محلي لتعزيز قدراتها الدفاعية.

تهديدات أمريكية وإسرائيلية تعزز المخاوف

على الرغم من تحديث إيران لدفاعاتها الجوية، فإن هناك مخاوف متزايدة من أن أي ضربة عسكرية كبيرة قد تضعف هذه الأنظمة، خصوصًا في ظل الهجمات التي شنتها إسرائيل في العام الماضي على مواقع استراتيجية داخل إيران.

ويرى محللون أن إسرائيل لن تكون قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة، التي قد تتدخل إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.

واشنطن: جميع الخيارات مطروحة

وفي هذا الإطار، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، بأن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك القدرة على استخدام السلاح النووي. 

من جهته، أعرب ترامب عن دعمه الكامل لإسرائيل في اتخاذ "خطوات حاسمة" ضد طهران إذا استدعى الأمر.

مساعٍ دبلوماسية وسط التصعيد العسكري

بينما تسعى إيران لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة ترامب في عام 2018، تصر الولايات المتحدة على المضي في اتجاه نزع السلاح النووي بشكل كامل.

ووفقًا للتليجراف، يبدو من غير المرجح التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في ظل التباين الحاد في المواقف بين طهران وواشنطن، وهو ما يزيد من احتمالية تصعيد التوترات العسكرية في الأشهر المقبلة.

استعدادات إيرانية لأسوأ السيناريوهات

في ظل هذه التطورات، تكثف إيران جهودها لتعزيز دفاعاتها تحسبًا لأي هجوم محتمل، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة أسوأ السيناريوهات المحتملة في ظل هذا التصعيد المتزايد.

search