السبت، 01 مارس 2025

12:36 ص

ضابط وطبيب.. من هو الشيخ أحمد نعينع قارئ القصر الجمهوري؟

أحمد نعينع

أحمد نعينع

محمد سامي الكميلي

A .A

عندما يقترب شهر رمضان، تتجه أنظار المسلمين في مصر والعالم الإسلامي إلى احتفالية دار الإفتاء المصرية، حيث تُعلن رؤية الهلال إيذانًا ببدء الشهر الكريم.

وفي هذه اللحظة المهيبة، يتردد صوتٌ يحمل رهبة القرآن وجمال التلاوة، صوتٌ أصبح جزءًا من ذاكرة الأمة في استقبال رمضان، بشدو به الدكتور أحمد نعينع، القارئ الذي منح كلماته روحًا وأضفى عليها وقارًا يليق بالمناسبة.

من طبيب إلى صوت يرتبط بليلة رمضان

وُلد أحمد نعينع عام 1954 في مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وحفظ القرآن الكريم في سنٍ مبكرة، حيث لم يكن قد تجاوز الثامنة حين أتمّ الحفظ على يد الشيخ أحمد الشوا.

رغم تفوقه العلمي والتحاقه بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، دفعه شغفه بتجويد القرآن إلى التعمق في القراءات العشر على يد كبار المشايخ، مثل الشيخ محمد فريد النعماني وزوجته الشيخة أم السعد.

الرحلة إلى التلاوة الرسمية

كان لصوته العذب وقعٌ خاص، حتى ـن أستاذه بالجامعة الدكتور أحمد السيد درويش، لفت انتباهه وأخذه إلى جمعية الشبان المسلمين ليتلو هناك، وكانت هذه اللحظة بداية انطلاق اسمه في عالم التلاوة.

قرأ نعينع أمام رموز دينية بارزة، مثل الشيخ محمد الغزالي والشيخ أحمد حسن الباقوري، حتى أصبح من أشهر قرّاء الإسكندرية.

لقاؤه بالسادات وانطلاقه للعالمية

شاءت الأقدار أن يسمعه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء خدمته كضابط احتياط في البحرية، وذلك خلال احتفالية عسكرية.

بعد تلاوته، أبدى السادات إعجابه الشديد بصوته، ليبدأ نعينع رحلة طويلة من التلاوات الرسمية في المحافل الكبرى، حتى صار مقرئًا للقصر الجمهوري.

تقدير دولي وجوائز مرموقة

في عام 1985، كان نعينع على موعد مع التقدير الدولي، حيث شارك في المسابقة العالمية لحفظ القرآن بنيودلهي.

طُلب منه تلاوة آيات من سورة النساء، فتجاوز الزمن المحدد دون أن تضيء الإشارة الحمراء التي تنبه القارئ إلى انتهاء وقته، وعندما انتهى، طلبوا منه قراءة سورة الرحمن، ليبهر الجميع ويفوز بالمركز الأول.

اليوم، وبعد مسيرة طويلة، لا يزال صوت الدكتور أحمد نعينع رمزًا من رموز التلاوة المصرية، يملأ الأجواء بالخشوع عند كل إعلان لهلال رمضان، ليبقى صوته شاهدًا على قدوم الشهر الفضيل.

search