السبت، 01 مارس 2025

01:16 م

استجابة لدعوة أوجلان.. حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار

عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل

عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل

دنيا مهران

A .A

أعلن حزب العمال الكردستاني، اليوم السبت، وقف إطلاق النار مع تركيا، استجابةً لدعوة زعيمه المسجون، عبد الله أوجلان، الذي دعا إلى تحقيق السلام وحل الحزب، وفقًا لما نقلته قناة “سكاي نيوز” صباح اليوم.

دعوة أوجلان لنزع السلاح

وصرح الحزب بأنه “سيمتثل لدعوة زعيمه المسجون بتحقيق السلام وإعلان وقف إطلاق النار بدءا من السبت”، حيث وجّه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، يوم الخميس، نداءً إلى الحزب يدعوهم فيه إلى إلقاء السلاح وحل التنظيم، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تنهي صراعًا مستمرًا منذ أكثر من 40 عامًا مع تركيا.

ترحيب أردوغان بالخطوة

وعلّق رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، يوم الجمعة، على دعوة أوجلان، معتبرًا إياها بداية "مرحلة جديدة" وفرصة لتحقيق "تركيا خالية من الإرهاب".

تأسيس الحزب وبداية الصراع

في سياق سابق، مرّ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني بمحطات حاسمة، بدأت عام 1978 بتأسيس الحزب بقيادة عبد الله أوجلان، قبل أن يتحول إلى العمل المسلح ضد الدولة التركية عام 1984، بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، وتصاعدت حدة المواجهات في جنوب شرق تركيا، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات دموية وأعمال عسكرية متواصلة بين الجانبين.

وفي عام 1999، تلقى الحزب ضربة قوية باعتقال زعيمه عبد الله أوجلان، الذي صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، ورغم ذلك، واصل الحزب نشاطه المسلح، مما دفع الحكومة التركية لاحقًا إلى البحث عن حلول سياسية للصراع.

وشهد عام 2013 بداية محادثات سلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، تمخضت عن إعلان وقف إطلاق نار مؤقت، لكنه لم يصمد طويلًا، إذ انهار الاتفاق في 2015 مع تجدد الاشتباكات وتصاعد التوترات بين الطرفين.

وجاءت الأزمة السورية عام 2014 لتضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد، إذ أدى توسع نفوذ وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري للحزب في سوريا، إلى تفاقم التوتر بين أنقرة والمسلحين الأكراد، خاصة مع سيطرتهم على مناطق استراتيجية شمالي سوريا، وهو ما اعتبرته تركيا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

يُذكر أن حزب العمال الكردستاني مُدرج على قوائم التنظيمات الإرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما أسفر الصراع المستمر بينه وبين أنقرة عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى على مدار العقود الماضية.

دعوة أوجلام تنهي الصراعات

جاءت دعوة أوجلان الأخيرة في ظل هذا التاريخ الطويل من المواجهات، لحل الحزب وإلقاء السلاح، لتفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تمهد لإنهاء الصراع المستمر، وسط ترقب لما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي فعلًا إلى سلام دائم بين الطرفين.

search