السبت، 01 مارس 2025

03:50 م

غلق دائم لمعبر رفح.. خطة إسرائيلية جديدة لإدارة غزة

غزة بعد الحرب

غزة بعد الحرب

جهاد أشرف

A .A

قال مسؤولون دوليون إن الجيش الإسرائيلي قدم خطة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تتضمن فرض سيطرة إسرائيلية أكثر صرامة على قطاع غزة مما كانت عليه قبل الحرب، مما يثير الشكوك حول نوايا حكومة بنيامين نتنياهو بشأن الانسحاب العسكري. 

الخطة التي عرضها جيش الاحتلال تشير إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى تعزيز قبضتها على الحياة اليومية في غزة بدلاً من سحب قواتها وفقا للاتفاقات السابقة، وذلك حسبما أفادت وكالة “سما” الفلسطينية.

الخطة: مراكز لوجستية مشددة ونقل المساعدات من معبر كرم أبو سالم

وفي اجتماعات مع ممثلي الأمم المتحدة يوم الأربعاء، ومسؤولين آخرين يوم الخميس، قدمت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، خطة توزيع الإمدادات الإنسانية عبر مراكز لوجستية خاضعة لسيطرة إسرائيلية. 

وتشمل الخطة تحديد نقاط توزيع إمدادات في مناطق صغيرة، حيث  يتم فحص الفلسطينيين القادمين للحصول على المساعدات، وتعتبر هذه الخطة بمثابة نسخة محدثة من تجربة "الفقاعات الإنسانية" التي جُربت قبل أكثر من عام في غزة، والتي تم التخلي عنها بعد محاولات فاشلة في شمال غزة.

إعادة إحياء "الفقاعات الإنسانية" وتوسعها

تضمنت الخطة إعادة إحياء نموذج "الفقاعات الإنسانية" الذي كان يعتمد على توزيع المساعدات من مناطق خاضعة لرقابة صارمة.

ويُتوقع أن تشمل هذه المناطق نقاطا تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي، مع استخدام مقاولين أمنيين خاصين لتأمين مراكز التوزيع.

قيود مشددة على المنظمات الإنسانية

ومن أبرز النقاط في الخطة أنه لن يُسمح للمنظمات غير الحكومية التي تعمل في غزة إلا إذا كانت مسجلة في إسرائيل، ويجب فحص جميع موظفيها وموظفي وكالات الأمم المتحدة، كما سيُسمح فقط بمرور المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، بينما سيُغلق معبر رفح بشكل دائم.

تأثيرات الخطة على الأونروا

بسبب هذه القيود، سيكون من المستحيل تقريباً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) العمل في غزة، إذ تم حظرها من قبل إسرائيل. 

كما يُتوقع أن تؤدي الخطة إلى زيادة القيود على وصول المساعدات، مما يُثير قلق المنظمات الإنسانية بشأن قدرة الفلسطينيين في غزة على الحصول على المساعدات الأساسية.

دعم أمريكي ودور الأمم المتحدة في المقاومة

وفقاً للمصادر، تم تقديم الخطة باعتبارها "حقيقة ثابتة" مدعومة من الولايات المتحدة، مما قد يجعل من الصعب على الأمم المتحدة مقاومتها، وعلى الرغم من ذلك، لم يصدر أي تعليق رسمي من منسق أعمال الحكومة في المناطق حول هذه الخطة.

التحديات الإنسانية المستمرة في غزة

في الوقت الذي يعرض فيه الجيش الإسرائيلي خطته، يناقش المجتمع الدولي خططًا أخرى لمستقبل غزة، بما في ذلك خطة إعادة إعمار بقيمة 53 مليار دولار من قبل مصر، والتي تتضمن إنشاء مناطق آمنة للنازحين الفلسطينيين.

لكن، وفقًا لبعض العاملين في مجال الإغاثة، قد تهدف خطة الجيش الإسرائيلي إلى تقويض هذه الجهود العربية وتحقيق بديل لها.

فشل سابق وتداعيات خطيرة

تم تنفيذ تجارب سابقة على نموذج "الفقاعات الإنسانية" في شمال غزة، ولكنها فشلت بسبب قلة المتطوعين المحليين. 

وقد أشار أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، إلى أن هذه الخطة تشكل امتدادًا للنظام التقييدي الحالي الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على المساعدات في غزة، وهو ما يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر.

نقص المساعدات والمعدات

تستمر المعاناة الإنسانية في غزة، حيث لم يتم تسليم الخيام التي وعدت بها إسرائيل، بينما يموت الأطفال بسبب البرد، كما يحظر الجيش الإسرائيلي دخول صهاريج المياه والمواد المدرسية اللازمة للأطفال في مخيمات اللجوء.

search