الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:25 ص

مع استمرار الحرب في السودان.. ما مصير أسعار اللحوم بمصر؟

أزمة اللحوم في مصر

أزمة اللحوم في مصر

محمود كمال

A A

تراجع إقبال المصريين على محلات الجزارة، وفق دراسة المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) الأمريكي، والذي أكد أن حوالي 85% من الأسر المصرية خفضوا استهلاك اللحوم الحمراء.

الوتيرة السريعة لزيادة أسعار اللحوم خلال الشهور الست الأولى من العام الماضي 2023، ساهم في عزوف عدد كبير عن استهلاك اللحوم، والتي تتغير كل أسبوع بمؤشر تصاعدي.

وفقًا لشعبة القصابين، فإن أسعار اللحوم البلدي سجلت في يناير 2023، مستوى ما بين 185 و190 جنيهًا، ارتفعت لتستقر عند مستوى 300 جنيه للكيلو، و400 جنيه في بعض الأماكن الراقية الأخرى.

يناير 2024، ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 30% ببعض المناطق والمحافظات، بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى حوالي 60 جنيهًا، والتي انعكست على أسعار الأعلاف والماشية.

أزمة لحوم في 2024

التقرير الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية، لم يُبشر بالخير، فيرى أن ما يتعرض له الاقتصاد المصري في صعوبة توفير العملة الصعبة، سيؤدي إلى أزمة لحوم في العام الجاري 2024، وبالتالي تراجع واردات اللحوم البقري بنحو 6% بسبب الاشتباكات في السودان، أحد أكبر موارد اللحوم بالنسبة لمصر.

رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، اللواء إيهاب صابر، يرى أن تلك التقارير  لا تلمس أرض الواقع، موضحا "في حد مش لاقي اللحمة أو الأسعار ارتفعت؟"، مشككا في توقعات بأي أزمة لحوم مُستقبلية.

قال رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية لـ"تليجراف مصر"، أن إنتاج مصر لم يتأثر ووارداتها من اللحوم تأتي من أكثر من دولة في الوقت الحالي، وليس السودان فقط.

رغم أن في بداية الحرب بالسودان تأثرت واردات مصر من اللحوم من الجار الجنوبي، لكن رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أكد أن واردات اللحوم في السودان اقتربت من العودة إلى معدلاتها الطبيعية.

لم يكتفِ صابر بتأكيد عدم تأثر واردات مصر من اللحوم، بل أشار إلى المشروعات الزراعية التي اتجهت إليها الدولة والتي ستوفر كمية كبيرة من الأعلاف ستؤدي إلى زيادة إنتاج المواشي.

زيادة المعروض في رمضان

خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "dmc"، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، محمد القرش، إن الوزارة تعمل على زيادة المعروض في الأسواق استعدادا لشهر رمضان، بإضافة إلى الحملات والإجراءات التفتيشية لضبط الأسعار.

وفي مطلع يناير 2024، وافقت وزارة الزراعة على استيراد 154500 رأس ماشية لتسمينها داخل البلاد، بالإضافة إلى استيراد 34500 رأس عجول للذبيح الفوري بهدف ضبط الأسعار خلال الفترة القادمة.

المشكلة ليست في الدولار وحده

لم يستند التقرير الأمريكي على أزمة الدولار فقط، إذ يرى أن استهلاك مصر من اللحوم مقابل الإنتاج كان مُعضلة، خاصة وأنه 40% فقط من احتياجاتها، وليس بسبب نقص المزارع أو الثروة الحيوانية، لكن لتدني إنتاج الأعلاف التي تحتاجها تربية المواشي، ويتوفر منها محليا 35% فقط.

شكك في مضمون التقرير أيضا، رئيس شعبة القصابين، هيثم عبد الباسط، والذي قال لـ"تليجراف مصر"، إنه لن يكون هناك أزمة في كميات اللحوم المتوفرة بالأسواق خلال 2024، لأن مصر نوعت مصادر استيراد اللحوم ووصلت إلى 6 دول هي "تشاد وجيبوتي وكولومبيا وأسبانيا والبرازيل والهند".

عدم معرفة مصير أسعار اللحوم 

وعلى الرغم من نفي رئيس شعبة القصابين وجود أزمة، إلا أنه لم يستطع التكهن بمستقبل أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة، مرجعًا ذلك إلى عدم استقرار الدولار مقابل الجنيه بالإضافة لأسعار الأعلاف العالمي.

 عدم التهكن بمستقبل مصير اللحوم، دفع عدد من محال الجزارة للخروج من المنظومة، وهذا ما كشفت عنه شعبة القصابين في مايو السابق 2023، بأن 30% من محال الجزارة خرجت من المنظومة، بجانب 60% من المربين، ما أدى لتراجع الإنتاج –البلدي- من 60% إلى 40%، ما يدفع الحكومة لاستيراد 60% من الخارج.

search