الإثنين، 03 مارس 2025

11:36 م

"لحظة حزينة".. إسرائيل تهاجم هوليوود بعد فوز "لا أرض أخرى" بالأوسكار

فيلم لا أرض أخرى يستلمون جائزة الأوسكار

فيلم لا أرض أخرى يستلمون جائزة الأوسكار

سيد محمد

A .A

تعالت الانتقادات الإسرائيلية ضد فيلم “لا أرض أخرى” الذي حصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، اليوم، والذي يتناول العلاقة التي تتشكل بين ناشط فلسطيني وصحفي إسرائيلي وسط الصراع المستمر في الضفة الغربية المحتلة.

لحظة حزينة لعالم السينما

وانتقد وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار الفيلم قائلًا: “إن فوز فيلم (لا أرض أخرى) بجائزة الأوسكار هو لحظة حزينة لعالم السينما،  فبدلاً من تقديم تعقيدات واقعنا، اختار صناع الفيلم ترديد روايات تشوه صورة إسرائيل في العالم، إن حرية التعبير قيمة مهمة، لكن تحويل التشهير بإسرائيل إلى أداة للترويج الدولي ليس خلقًا - بل تخريبًا لدولة إسرائيل”، على حد قوله.

ودعا زوهار  إلى إصلاح السينما في إسرائيل لضمان توجيه الموارد العامة إلى الأعمال التي تتحدث إلى الجمهور الإسرائيلي، وليس إلى صناعة تصنع مهنة من التشهير بالبلاد في المهرجانات الأجنبية.

كما هاجم القنصل الإسرائيلي في لوس أنجلوس، إسرائيل باشار، الفيلم بقوله: “إذا أرادت هوليوود مشاهدة فيلم وثائقي فلسطيني، فأنا أوصيهم بمشاهدة مئات الساعات التي وثق فيها الفلسطينيون أنفسهم”، زاعمًا أن الفلسطينيين في هجوم طوفان الأقصى قتلوا عائلات بأكملها.

فيلم “لا أرض أخرى”

تسلم الجائزة في مسرح دولبي في هوليوود كل من الفلسطيني باسل عدرا، المولود عام 1996، والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، المولود عام 1995.

والفيلم يوثق نضال “عدرا” ضد التهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة “مسافر يطا”، حيث تُظهر المشاهد عمليات هدم المنازل وطرد السكان بهدف تحويل المنطقة إلى ميدان تدريب عسكري.

ورغم الصداقة التي تنشأ بين “عدرا” و"إبراهام"، فإن علاقتهما تواجه تحديات بسبب واقع حياتهما المختلف.

الفيلم يعكس الواقع القاسي الذي يعانيه الفلسطينيون

وقال المخرج الفلسطيني باسل عدرا خلال تسلمه الجائزة، إن "لا أرض أخرى" يعكس الواقع القاسي الذي يعانيه الفلسطينيون منذ عقود، والذي لا يزالون يتصدون له، داعيًا العالم إلى اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء الظلم ووقف سياسات التهجير القسري والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع: “أتمنى ألا تضطر ابنتي إلى عيش الحياة التي أعيشها الآن: قلق دائم، وخائف من هدم المنازل، وعنف المستوطنين، وتهديد التهجير القسري الذي نواجهه نحن في (مسافر يطا" كل يوم في ظل الاحتلال الإسرائيلي”. 

مخرج إسرائيلي: صنعنا الفيلم معًا

وعلى عكس رأي المسؤولين الإسرائيليين، أوضح المخرج يوفال افراهام وهو إسرائيليي: “لقد صنعنا هذا الفيلم معًا، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معًا أقوى. نرى بعضنا البعض، الدمار المروع الذي حل بغزة وشعبها، والذي يجب أن ينتهي”.

واستكمل إبراهام: “عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا لسنا متساوين، نحن نعيش في ظل نظام أتمتع فيه بالحرية بموجب القانون المدني، وحيث يحكمه قوانين عسكرية تتحكم في حياته ولا يمكنه تغييرها، وهناك طريق آخر: حل سياسي بدون تفوق عرقي، مع حقوق وطنية متساوية لشعبينا”، مؤكدًا أن الشعب الإسرائيلي لن يتمتع بالأمن الحقيقي إلا عندما يتمتع شعب باسل بالحرية والأمن الحقيقيين.

يعكس فيلم "لا أرض أخرى" الواقع القاسي الذي نتعامل معه منذ عقود، وهو واقع مستمر حتى الآن، ونحن ندعو العالم أجمع إلى اتخاذ إجراءات جادة لوضع حد لهذا الظلم، وهذا التطهير العرقي".

search