الثلاثاء، 04 مارس 2025

04:54 م

القمة العربية الطارئة.. خارطة طريق لمستقبل آمن لغزة

مجلس جامعة الدول العربية

مجلس جامعة الدول العربية

محمد لطفي أبوعقيل - هدير يوسف

A .A

في ظل تطورات غير مسبوقة للقضية الفلسطينية، تتجه أنظار العالم إلى القاهرة، حيث تنعقد القمة العربية الطارئة اليوم في توقيت بالغ الحساسية والخطورة. 

وفي هذا السياق، تقدمت مصر بمبادرة شاملة لإعادة إعمار غزة، تهدف إلى إنقاذ القطاع من كارثة إنسانية، وتضع خارطة طريق سياسية واقتصادية تضمن استدامة التنمية، وتفشل أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم. 

توقيت شديد الخطورة والحساسية

من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد حجازي، إن القمة العربية المنعقدة في القاهرة تأتي في توقيت شديد الخطورة والحساسية، وفي مرحلة مصيرية تمر بها القضية الفلسطينية، في ظل مخاطر مخططات التهجير القسري للفلسطينيين.

وأوضح أن مصر ستتقدم اليوم خلال القمة العربية بمبادرتها وخطتها التي تم اعتمادها عربيًا، لعرضها على القادة العرب، واعتمادها كوثيقة عربية تحمل مخرجًا آمنًا للأوضاع الراهنة في المنطقة، وتعيد إحياء وتعمير غزة تحت شعار "التعمير والفلسطينيون على أرضهم".

 تفاصيل المبادرة المصرية

وأضاف حجازي، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن المبادرة المصرية، ستكون بمثابة داعم للقضية الفلسطينية، لإفشال مخطط التهجير القسري، كما ستكون حائط صد ضد المشاريع التي تهدد أمن المنطقة. 

إغاثة عاجلة

وأشار إلى أن المرحلة الأولى للمبادرة تتضمن إغاثة عاجلة، يتخللها إنشاء ثلاث مناطق آمنة مزودة بالكهرباء والمياه، لإعادة الحياة إلى القطاع، على أن تستغرق هذه المرحلة ستة أشهر. 

ولفت إلى أن المبادرة المصرية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، ستدعو إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار، تشارك فيه القوى الدولية والشركاء الدوليون، ويستمر الإعمار لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، وقد تم تحديد الحاجة إلى 20 مليار دولار كتمويل أولي في قمة الرياض، بينما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار خلال هذه الفترة بـ53 مليار دولار، مما يستلزم جهدًا دوليًا شاملًا لإنجاز المهمة.

طرح أفق سياسي

وأوضح السفير أن هذه المرحلة ستتضمن أيضًا طرح أفق سياسي، ليكون بمثابة "ضوء في نهاية النفق"، تشارك فيه الأسرة الدولية، لضمان إعادة إعمار مستدامة بعد أن دمرت إسرائيل القطاع خمس مرات متتالية، بما في ذلك المشروعات التي أقامها الاتحاد الأوروبي، مثل مطار وميناء غزة، وغيرها من البنية التحتية التي أُهدرت نتيجة الاحتلال الإسرائيلي. 

وأضاف أن هذه المرة يجب أن يتم وضع حد للاحتلال عبر مؤتمر دولي للسلام، مشيرًا إلى إمكانية انعقاده في نهاية شهر يونيو المقبل، ليؤسس لحل الدولتين، الأمر الذي يعد ضمانة حقيقية للتنمية المستدامة واستمرارية إعادة الإعمار في إطار أفق سياسي واضح.

الرؤية المصرية العربية لإعادة الإعمار

وأكد حجازي أن الرؤية المصرية العربية لإعادة الإعمار وتنمية قطاع غزة لن تتصدى فقط لمخططات التهجير القسري، ولكنها ستخلق آفاقًا أكثر أمنًا واستقرارًا للمنطقة بأكملها. 

وشدد على أن الشرق الأوسط، حال استقراره، مؤهل لانطلاقة تنموية كبرى، تشارك فيها الدول ذات المكانة التاريخية والحضارية، مثل مصر، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، وإيران، وفق إعلان مبادئ يؤسس لنظام أمني وتعاون إقليمي يعزز الأمن والاستقرار، ويخدم مصالح الجميع. 

شرق أوسط جديد

وواصل “ستشارك في هذا الجهد أيضًا الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، مع فتح المجال أمام إسرائيل للانضمام إذا ما اعترفت بالدولة الفلسطينية، ليؤسس بذلك لشرق أوسط جديد قائم على الأمن والتعاون الإقليمي، بما يحمي المنطقة من المشروعات والأفكار الدخيلة التي لطالما كانت سببًا في المعاناة الإنسانية، وتحقق مصالح طرف واحد، وهو إسرائيل، على حساب استقرار المنطقة”.

وأشار إلى أن الإطار الاقتصادي الذي شكلته مجموعة الدول الثماني النامية، والتي عقدت اجتماعها في القاهرة منذ أشهر قليلة، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوضح الإمكانيات الكبيرة التي يمكن أن يقدمها الإقليم في إطار التعاون الإقليمي والدولي، فقد ضمت هذه المجموعة مصر، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، وإندونيسيا، وماليزيا، وغيرها من الدول القادرة على قيادة المنطقة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

وأضاف أن معبر رفح سيصبح معبرًا عربيًا فلسطينيًا، مع إمكانية توافر مساعدة أوروبية، على غرار اتفاق المعابر لعام 2005، مما يمكن من إفشال مخططات اليمين الإسرائيلي ومن يدعمه، عبر تقديم حل واقعي وعملي يحترم حقوق الإنسان، ويعزز قواعد التعايش، ويراعي الأمن والاستقرار وفق قرارات الأمم المتحدة.

توافد قادة العرب

وبدأ قادة الدول المشاركة بالقمة بالتوافد على القاهرة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية بوصول رئيس العراق عبد اللطيف رشيد إلى القاهرة، للمشاركة بالقمة العربية.

كما أعلن الديوان الملكي في البحرين أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، غادر المملكة الإثنين متوجها إلى مصر.

توافد قادة الدول إلى مصر

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح يغادر أرض الوطن الثلاثاء متوجها إلى مصر العربية الشقيقة مترأسًا وفد الكويت في القمة العربية غير العادية.

ومن المنتظر مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة اليوم، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كما كشفت الخارجية التونسية في بيان أن الرئيس التونسي قيس سعيد كلف وزير الخارجية محمد النفطي بحضور القمة.

إعادة إعمار غزة

وتبحث القمة خطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، كما تدعم استكمال اتفاق وقف النار ومنع أي خروقات.

من جانبه أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على ضرورة الإجماع العربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره.

وتعد هذه ثاني قمة تنعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت في الرياض 21 فبراير الماضي، بمشاركة قادة دول الخليج ومصر والأردن.

ثالث قمة طارئة

كما تعد هذه ثالث قمة طارئة بشأن غزة تعقد خلال 16 شهرًا بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر 2023 و2024.

وتأتي القمة العربية باعتبارها ثالث قمة تعقد خلال 10 أشهر بعد القمة العربية العادية الـ33 التي عقدت في البحرين في مايو الماضي، والقمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض في نوفمبر الماضي.

رفض مخطط تهجير الفلسطينيين

ومنذ 25 يناير الماضي، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح مخططًا لتهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من البلدين، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

search