المشاغب إبراهيم سعيد| تألق مع القطبين.. و"صبغة" أبعدته عن البريميرليج

على عكس ما يظنه الكثيرون، لم تكن بداية إبراهيم سعيد الكروية مع النادي الأهلي، بل كانت في ناشئي نادي الزمالك، إذ أمضى خمسة أشهر داخل جدران القلعة البيضاء.

إلا أن والده، المعروف بحبه للنادي الأهلي، رفض استمراره مع الزمالك، ليُجبره على الابتعاد عن كرة القدم لمدة عام كامل.

بعد هذا الانقطاع، قرر إبراهيم سعيد التوجه إلى اختبارات النادي الأهلي، وكان آخر الحاضرين في ذلك اليوم. 

وأثناء الاختبار، سدد كرة قوية اصطدمت بوجه سيدة كانت تقف خلف المرمى، ما أدى إلى فقدانها الوعي. في تلك اللحظة، لم يكن أمين عرابي، نائب رئيس قطاع الناشئين، منتبهًا للمباراة، لكن بعد علمه بالواقعة، بدأ في متابعة أداء إبراهيم.

بداياته كانت لافتة، إذ نجح في تسديد عدة كرات مباشرة إلى الشباك، ليقرر عرابي انضمامه للنادي الأهلي دون الحاجة إلى اختبارات إضافية، ليبدأ مشواره الرسمي مع فريق الناشئين قبل أن يتم تصعيده إلى الفريق الأول.

ويستعرض "تليجراف مصر" رابع حلقات "النجوم في رمضان" مع إبراهيم سعيد نجم الأهلي والزمالك ومنتخب مصر الذي يحمل القميص رقم 4 خلال مسيرته.

التصعيد إلى الأهلي وبداية الأزمات

تم تصعيد إبراهيم سعيد إلى الفريق الأول بالنادي الأهلي خلال موسم 1998-1999، بفضل مستواه المتميز مع فريق الشباب، وسرعان ما أثبت نفسه كلاعب موهوب يمكن الاعتماد عليه في خط الدفاع.

حقق إبراهيم العديد من الألقاب مع الأهلي، حيث تُوج بلقب الدوري المصري الممتاز ثلاث مرات، كما حصد كأس مصر، وكأس السوبر المصري، وكأس السوبر الأفريقي، بالإضافة إلى دوري أبطال أفريقيا.

الهروب إلى بلجيكا

في مفاجأة كبيرة، قرر إبراهيم سعيد مغادرة النادي الأهلي قبل مباراة القمة بيومين، من أجل الاحتراف في الدوري البلجيكي عبر بوابة نادي جينت، مستعينًا بوساطة زميله أحمد حسام "ميدو".

ولكن رحلته إلى بلجيكا لم تكتمل، حيث قدّم الأهلي شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ليقرر نادي جينت عدم الدخول في أزمة قانونية مع القلعة الحمراء، ما أجبر اللاعب على العودة إلى القاهرة، حيث ظل موقوفًا عن اللعب لفترة ثلاثة أشهر، مكتفيًا بالتدرب تحت قيادة محمود الجوهري مع منتخب مصر.

ورغم التوتر الذي ساد علاقته مع الأهلي، أصر الجوهري على ضمه إلى قائمة المنتخب الوطني لمواجهة السنغال.

وبعد شهر واحد فقط، عاد إلى الأهلي بعقد جديد لمدة ثلاث سنوات، لكنه لم يدم طويلًا مع الفريق، إذ خاض تجربة احترافية قصيرة في الدوري الإنجليزي مع نادي إيفرتون.

غضب جماهير إيفرتون

واجه إبراهيم سعيد تحديات كبيرة خلال تجربته مع إيفرتون، إذ لازم دكة البدلاء، وهو الأمر الذي لم يعتد عليه بعد مشاركاته المستمرة مع الأهلي ومنتخب مصر، إلا أن النقطة الفاصلة في مشواره مع النادي الإنجليزي كانت عندما قام بصبغ شعره باللون الأحمر، وهو لون الغريم التقليدي ليفربول، ما أثار غضب جماهير إيفرتون، لينتهي مشواره مع الفريق سريعًا بعد أن طُلب منه البحث عن نادٍ جديد.

الانتقال إلى الغريم التقليدي

بعد انتهاء رحلته في إنجلترا، عاد إبراهيم سعيد إلى مصر لكنه لم يتوصل إلى اتفاق مع الأهلي بشأن تجديد عقده، ليقرر الانتقال إلى الغريم التقليدي الزمالك خلال موسم 2004-2005، في صفقة أثارت جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي.

ومع الزمالك، لم يحقق اللاعب النجاح المنتظر، إذ استمر مع الفريق لمدة عامين دون أن يحقق أي بطولات، ليقرر خوض تجربة جديدة في الملاعب الأوروبية عبر بوابة نادي تشايكور ريزا سبور التركي.

إنجازاته مع الفراعنة

رغم تنقلاته المتعددة بين الأندية، إلا أن إبراهيم سعيد استطاع تحقيق إنجازات بارزة مع منتخب مصر، حيث كان جزءًا من الفريق الذي حصد لقب كأس الأمم الأفريقية عام 2006، كما توّج بالبطولة مرة أخرى عام 2008 أثناء احترافه في تركيا.

بعد ذلك، عاد إلى الدوري المصري من بوابة الإسماعيلي، لكنه لم يستمر طويلًا، لينتقل إلى الأهلي الليبي بسبب مشكلات في عقده مع الدراويش. ثم عاد إلى مصر مجددًا، هذه المرة عبر نادي الاتحاد السكندري في موسم 2011، قبل أن يقرر اعتزال كرة القدم بعد عام واحد فقط في 2012.

الاتجاه إلى الإعلام والفن

بعد اعتزاله اللعب، بدأ إبراهيم سعيد في البحث عن مجالات جديدة، حيث اتجه إلى البرامج التلفزيونية، وشارك في برنامج "رقص النجوم" على إحدى القنوات الفضائية، كما اقتحم عالم التمثيل، حيث ظهر في مسلسل "مزاج الخير" إلى جانب مصطفى شعبان، وشارك أيضًا في فيلم "ظرف صحي"، لكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا في هذا المجال.

كما خاض تجربة تقديم البرامج، لكنه لم يوفق في تحقيق انتشار واسع، ومن بين البرامج التي قدمها كان برنامج المقالب "المشاغب"، الذي لم يلقَ النجاح المتوقع.

رغم الموهبة الكبيرة التي امتلكها إبراهيم سعيد، إلا أن مسيرته الكروية اتسمت بالكثير من التقلبات والأزمات، ما جعله أحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل في تاريخ الكرة المصرية. 

ومع ذلك، يظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الجماهير كأحد اللاعبين أصحاب الموهبة الفريدة الذين بدأوا من القمة، لكنهم لم يحافظوا عليها حتى النهاية.