الأربعاء، 05 مارس 2025

06:12 ص

بعد جدل تغيير موعد الحج.. عالم بالأوقاف يرد: خرق لإجماع الأمة

الحج

الحج

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أثار الشيخ طارق نصر، أحد علماء الأزهر الشريف، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته بشأن توقيت أداء فريضة الحج، حيث أشار إلى أن الحج لا يقتصر على أيام شهر ذي الحجة فقط، بل يمتد طوال أشهر الحج التي حددها القرآن الكريم، وهي شوال، وذو القعدة، والعشر الأوائل من ذي الحجة.

تصريحات الشيخ قوبلت بردود فعل متباينة بين علماء الدين والمتابعين، خاصة مع التأكيدات الفقهية التي تربط مناسك الحج بأيام معلومة، تبدأ من يوم التروية في الثامن من ذي الحجة وتنتهي بأيام التشريق. 

لا يكون مرتبط بشهر ذي الحجة فقط

وقال الشيخ طارق نصر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الحج لا يكون مرتبط بشهر ذي الحجة فقط، وإنها يكون بأشهر الحج، والله قال ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾.

وأضاف نصر ، خلال حواره ببرنامج " أصعب سؤال" الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي عبر قناة الشمس، أنه لا يجب أن يتم حصر الحج في موعد محدد فأشهر الحج هي: شوال وذو القعدة والعشر الأولى من ذي الحجة. 

ولفت إلى أنه بعد 1400 سنة، علينا أن نعلم بأن الحج ليس في عرفات فقط، فهناك أمور كثيرة تغيرات بتغير الزمان والمكان، وعلينا أن نفكر في الصحيح.

وأشار إلى أن سيدنا رسول الله حج في ذي الحجة، على الرغم من أن الله قال﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾، وأن أبو بكر حج ذو القعدة.

أشهر الحج 

من جانبه، قال الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء وزارة الأوقاف: إن الحج كما هو معلوم، هو الركن الخامس من أركان الإسلام، بدليل قول الله عز وجل: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، وبدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ، آخرها حجُّ البيتِ لمن استطاع إليه سبيلًا".

وأضاف عبدالجواد لـ"تليجراف مصر": لما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال للصحابة: "إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا"، فقال رجل: "أكلَّ عام يا رسول الله؟"، فكرر السائل سؤاله ثلاث مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو قلتُ نعم، لوجبت، ولما استطعتم”، وقد قال الله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ"، وقد أوضح المفسرون أن أشهر الحج هي شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.

وتابع: لكن لماذا جعل الله سبحانه وتعالى هذه الأشهر أشهر الحج؟ لأن وسائل المواصلات في ذلك الوقت كانت كما قال الله تعالى: "وَٱلۡخَیۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِیرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِینَةࣰ". فكانت الوسائل المتاحة آنذاك - أعزكم الله - هي البغال، والحمير، والأحصنة، فكان المسافر للحج يبدأ الاستعداد من بداية شهر شوال، ليصل في الوقت المناسب.

الفرصة للاستعداد والسفر

وواصل، كما قال الله تعالى: "وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ ۝٢٧ لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ ۝٢٨"، فالناس كانت تأتي من أقصى البلاد، فأعطاهم الله الفرصة للاستعداد والسفر، حتى يصلوا في منتصف شهر ذي القعدة.

وأكمل: أما الأيام المتعارف عليها والتي أُخذت عن الأمة سلفًا وخلفًا، من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الآن، فإن مناسك الحج تبدأ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو يوم التروية، ثم يوم عرفة، ثم يوم النحر، ثم أيام التشريق الثلاثة. أي أن أيام الحج هي: الثامن، والتاسع، والعاشر، والحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.

قوله مردود عليه

ولفت إلى أنه تبدأ مناسك الحج بالإحرام وتنتهي وفقًا لما أُخذ عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما توارثته الأمة جيلًا بعد جيل، وهو ثابت بالقرآن والسنة وإجماع علماء الأمة سلفًا وخلفًا.

وأكد أي إنسان يدّعي قولًا غير ذلك، فإن قوله مردود عليه، ويجب عليه أن يأتي بدليل قوي من القرآن أو السنة، أو إجماع العلماء، أو إجماع الصحابة. أما ما ذكرته لكم، فهو الثابت، وأي قول غير ذلك فهو مخالف وخرقٌ لإجماع الأمة.

search