الخميس، 06 مارس 2025

05:35 ص

بعد "قمة فلسطين".. هل يقر المجتمع الدولي "خطة مصر"؟

القمة العربية الطارئة

القمة العربية الطارئة

محمد سامي الكميلي

A .A

انتهت أعمال القمة العربية الطارئة غير العادية “قمة فلسطين”، أمس الثلاثاء، بإعلان الموافقة على خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، إذ خرجت ببنود مؤيدة وداعمة للدولة الفلسطينية وإعمار القطاع المكلوم دون تهجير أهله قسرًا أو طوعًا.

وتتضمن الوثيقة المصرية المؤلفة من 112 صفحة، خطة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار، كما تتضمن الخطة إنشاء ميناء تجاري ومركز للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ، بجانب الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وحل الدولتين، وإدانة قتل واستهداف المدنيين وإدانة العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلقتها الحرب.

وتؤكد الخطة ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير، وأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مشددة على حل الدولتين باعتباره الحل الأمثل لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلقتها الحرب، كما أن تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد ماهر، القمة العربية الطارئة “قمة فلسطين” تهديدًا لإسرائيل والدليل على ذلك أن دولة الاحتلال غاضبة من مخرجات القمة واعترضت عليها، لأنها لم تذكر أحداث السابع من أكتوبر 2023، وعدم تحميل المقاومة وحماس مسؤولية ما جرى نتيجة انتفاضة 7 أكتوبر.

الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

ورأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن إسرائيل تعتبر مخرجات القمة العربية ذات تأثير سلبي على نفسيًا على مواطنيها، وأن العرب ما زالوا يفكرون بالطريقة القديمة.

ماذا بعد؟ 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، آليات تنفيذ مخرجات “قمة فلسطين”، إذ سيتم عرضها على المجتمع الدولي بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المُلاحظ تجميع موافقة الدول على مخرجات القمة ليكون عليها إجماع عربي ودولي، قبل وصولها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة تمت ترجمتها باللغة الإنجليزية ليبدأ جهد مكثف للترويج لها دوليًا، مؤكدًا أن هناك اتصالات تمت بالفعل مع الجانب الأمريكي كما ستكون هناك اتصالات مع الاتحاد الأوروبي واليابان.

وأشار الدكتور أحمد ماهر، إلى أن مصر بطبيعة الحال هي المسؤولة عن تنفيذ خطة إعمار غزة مع دول الخليج، لافتًا أنها تدخل كممول مادي وداعم في المجالات السياسية.

القمة العربية حملت رسائل واضحة لرفض التهجير 

وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أحمد الشحات، إنّ القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة أمس، حملت رسائل واضحة للتأكيد على الموقف العربي الموحد ضد فكرة التهجير القسري للفلسطينيين، كما استدعت موقف المجتمع الدولي بهدف الحشد ضد هذه الفكرة حتى لا يتم ترويجها من آن لآخر.

وأضاف الشحات، أن فكرة طرح الدولة المصرية لخطة إعمار قطاع غزة بهذا الشكل التفصيلي الحيوي الفاعل على الأرض كانت رسالة بالغة، إذ تعتمد في المقام الأول على تثبيت أهل غزة على أرضهم لمواجهة المخططات والأفكار المشوهة من الإدارة الأمريكية التي تتبناها إسرائيل بشكل واضح وتحاول أن ترسخها على الأرض بشكل سريع في إطار أن هذا هو الحل.

وتابع أستاذ العلوم السياسية: “الأزمة والمعضلة الرئيسية من وجهة نظري هي معطيات الوصول لهذه المرحلة ومدى قبول إسرائيل لمعطيات الوصول لفكرة إعادة الإعمار من خلال الاستمرار وإعادة تحركها مرة أخرى في مسار اتفاق وقف إطلاق النار وعدم وجود عقبات ووضع ذرائع لاستمرار القتال أو استئنافه مرة أخرى أو هدم إطار الاتفاق”.

search