الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:35 م

الحرب تقسو على أطفال غزة.. يتمت 17 ألفا ودمرت 10 آلاف نفسيا

أطفال غزة

أطفال غزة

ميار مختار

A A

القصف الصاروخي والمدفعي وفتح النيران من قبل العدو الصهيوني على قطاع غزة لم يراع أي اعتبار لتكدس سكاني مكتظ عدده قرابة 2.5 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، بل تعمد الاحتلال اختيار الأطفال في القطاع المحاصر وتصفيتهم قصدًا.

 وتعمد الكيان الصهيوني سابقًا وطول الوقت سجن أطفال غزة وأسرهم بمزاعم أمنية، وما كان على هؤلاء الأطفال إلا أن يدفعوا حريتهم وأطرافهم وعائلتهم ومدارسهم وبراءتهم ثمنًا لتلك الحرب الممنهجة.

إطفال غزة 


تقرير اليونيسيف


اليوم، في تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أشارت فيه إلى إن تقديراتها ترمي إلى أن "17 ألف طفل في غزة أصبحوا دون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم".


مدير الاتصالات بمكتب يونيسف في فلسطين، جوناثان كريكس، أكد أن الأطفال في غزة تتضح عليهم مؤشرات تنم عن مستويات عالية من القلق، بالإضافة إلى فقدان الشهية، ومتلازمة أرق لا تمكنهم من النوم، بجانب المرور بنوبات اهتياج عاطفي وفزع عند سماع أصوات القصف.


وكانت تقديرات المنظمة الأممية تشير إلى أن 500 ألف طف فقط بحاجة إلى العلاج النفسي هناك، إلا أنها حدثت أحصائيتها معتقدة أن "جميع الأطفال تقريبا أصبحوا بحاجة إلى دعم نفسي، ما ينطبق على أكثر من مليون شخص.

طفلة من غزة

مبتورو الأطراف
 

لم يكن تقرير "اليونيسف" هو الصرخة الأولى التي تشير إلى مجريات الأحداث على الأرض المحتلة، إذ سبقه، في 7 يناير 2024، تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية في لندن، يشير إلى أن أكثر من 10 أطفال في المتوسط، منذ 7 أكتوبر الماضي، تُبتر إحدى ساقيهم أو كلتيهما يوميًا جراء القصف على غزة.


ودون تخدير، وبألم مضاعف، وبشح في الإمكانيات، تُجرى العمليات الجراحية الخاصة ببتر الأطراف لهؤلاء الأطفال، ما اضطر المدير الإقليمي للمنظمة، جيسون لي، إلى الخروج بتصريحات مفادها أن معاناة الأطفال في القطاع لا يمكن وصفها، وتشويههم أمر مدان باعتباره "جريمة حرب".


وبالعودة لليونيسف، فقد قال المتحدث باسمها، في أعقاب عودته من غزة في 19 ديسمبر الماضي، إن قرابة 1000 طفل هناك فقدوا ساقيهم.

أيتام في الإيواء


وإذا حالف الحظ بعض هؤلاء الأطفال، ونجوا من فقد الأطراف أو الموت، وتمكنوا من النزوح لمكان يصفوه بـ"آمن"، بعد أن يتم العثور عليهم غالبًا تحت الأنقاض، أو في حالة صدمة بالمستشفيات أو على أرصفة الشوارع، فسيصاحبهم بلا شك اليتم، والوحدة، نظرًا لعمليات القتال المستمرة والقضاء على عائلات بأكلمها، أو حتى فقد الأتصال بالعائلة إذا ثبت أن أفرادها على قيد الحياة.

في المأوى سيكافح الأطفال وحدهم للسكن في خيمة بلاستيكية، في الشتاء القارس، تأكل أجسادهم درجات الحرارة المنخفضة، وينهش أمعاءهم الجوع، وتفتك بقلوبهم الذكريات، وبعقولهم الجهل، وبمناعتهم المرض.


كثير من هؤلاء لا يتمكنون حتى من نطق أسمائهم أو التعرف على أقاربهم، مما يعيشونه من حالة صدمة وفقدان للواقع، وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، إن مصدر قلقها الأكبر هو أن ما يقدر بحوالي 19 ألف طفل تيتموا، أو انتهى بهم الأمر بمفردهم دون وجود شخص بالغ لرعايتهم.

اطفال غزة 


مقتل 11500 طفل


وضمن التقارير الصادرة والتي تشير بأصابعها نحو اتهام كامل لدولة الاحتلال على ارتكابها أعمال ترقي "لإبادة جماعية" و"جرائم حرب"، يقول تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن أكثر من 24 ألف طفل فقد أحد والديهم أو كليهما.

 فيما يؤكد تقرير صادر عن منظمة الصحة الفلسطينية، أنه من الصعب تدقيق الأرقام، ولكن أكثر من 11.500 طفل دون سن الـ18 عامًا قتلوا على الرغم من تصريحات حكومة الاحتلال المستمرة حول مساعيها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وإصدارها لأوامر الإخلاء.


ومنذ بدء الحرب، تقول منظمة "قرى إنقاذ الأطفال" المحلية غير الربحية، التي تعمل مع اليونيسيف، إنها استقبلت 55 طفلًا من أمثال هؤلاء، جميعهم دون سن العاشرة. وقد عينت موظفين متخصصين إضافيين في رفح لتقديم الدعم النفسي لهم.


أسماؤهم على أيديهم


العديد أيضًا من الأطفال في غزة، كتبوا أسماءهم على أيديهم، للتعرف عليهم في حال تم قصفهم واستشادهم، بل وعلى وجههم أيضًا، إلا أن القصف بلا هوادة أصبح يفتتهم لأشلاء حتى ضاعت هويتهم وقيدوا كجثث مجهولة.

search