هل يجوز الصيام رغم تحذير الطبيب؟.. المفتي يوضح الحكم الشرعي

أجاب مفتي الجمهورية، الدكتور نظير عياد، عن تساؤل ورد إلى دار الإفتاء حول حكم صيام مريض أجرى عملية قسطرة بالقلب، ونهاه طبيبه المختص عن الصيام خوفًا من تدهور حالته الصحية.

وأوضح عياد، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، أن المريض الذي يمنعه الطبيب الثقة من الصيام خوفًا على حياته أو تعرضه لمضاعفات صحية خطيرة، يجب عليه الفطر، مضيفًا أن إصراره على الصيام في هذه الحالة يجعله مؤاخذًا شرعًا، لما في ذلك من إلقاء النفس إلى التهلكة.

القضاء أو الفدية وفقًا للحالة الصحية

أكد المفتي أن المريض الذي أفطر بسبب حالته الصحية عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد شفائه واستقرار حالته الصحية. 

أما إذا كان المرض مزمنًا ولا يُرجى شفاؤه، فإنه يلزمه إخراج فدية عن كل يوم أفطره، وهي إطعام مسكين، فإن لم يجد فلا شيء عليه.

رفع الحرج عن المريض في الشريعة الإسلامية

أشار عياد إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير ورفع الحرج عن المكلفين، مستشهدًا بآيات قرآنية تؤكد ذلك، ومنها قوله تعالى:

"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (البقرة: 185).

"مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (المائدة: 6).

"وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج: 78).

وأكد أن هذه الأحكام تؤكد رحمة الإسلام وتيسيره على المسلمين، وأن حفظ النفس مقدم على العبادات عند الضرورة، داعيًا كل مريض إلى الالتزام بتوصيات الأطباء حفاظًا على صحته وسلامته.