السبت، 05 أكتوبر 2024

03:13 م

"السلام 98" و1034 ضحية.. ليس البحر وحده من شيمته "الغدر"

مصطفى منازع

A A

يوافق اليوم الذكرى الـ18 لحادث عبارة السلام 98، والتي استسلمت لأمواج البحر الأحمر المتلاطمة، غارقة، وعلى متنها 1400 راكب، مات منهم 1034، أغلبهم من المصريين العائدين لوطنهم بعد سنوات غربة في المملكة العربية السعودية، فأضحوا وجبة “سهلة” لأسماك القرش المفترسة.

ميناء ضبا 

الحادث المأساوي، وقع يوم 3 فبراير 2006، حين أبحرت العبارة من ميناء ضبا السعودي في طريقها إلى ميناء سفاجا بالبحر الأحمر، وعلى متنها 1400، بخلاف 100 هم طاقم الملاحة العاملين عليها. 

قبيل الانطلاق، أعد طاقم الملاحة خطة الإبحار ومعطياتها، وبيانات الحالة الجوية والأمواج، حيث كانت سرعة الرياح 24 عقدة، ودرجة الحرارة 22 درجة، فضلا عن رؤية جيدة لمسافة 10 كيلو متر في الأفق. 

غرفة المحركات 

على بعد 57 ميلا بحريا من الغردقة (106 كيلو متر)، أخطر طاقم الملاحة الركاب، بالنداء الداخلي، عن دخول العبارة المياه الإقليمية المصرية، وحينها بدأت المأساة، حيث اشتعلت النيران في غرفة المحركات بالعبارة. 

السيطرة على الحريق كانت باستخدام خراطيم تعتمد على السحب من مياه البحر، لكن نظيرتها التي تقوم بطرد المياه إلى البحر مجددا كانت معطلة، وهو ما فاقم الأزمة، وتسبب في تراكم المياه داخل السفينة، ومن ثم اختلال التوازن، لتبدأ بعدها السفينة في إطلاق نداءات الاستغاثة، قبل أن تغرق تماما. 

اسكتلندا 

كانت غرفة عمليات الإنقاذ في اسكتلندا أول من التقط إشارات نداءات الاستغاثة للعبارة السلام، حيث تم إخطار السلطات المصرية بها، لتبدأ بعدها جهود البحث عن ناجين، واشتركت قوات سعودية ودول أخرى في عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين في محيط غرق السفينة، بالطيران واللانشات البحرية المُجهزة.

الصندوق الأسود 

وبعد أيام من البحث، توصلت فرق البحث إلى الصندوق الأسود الخاص بالعبارة، والذي كشف عن أحاديث بين ربان السفينة ومساعديه، وهم في حالة من الجدل والتخبط بسبب ميل العبارة نتيجة تراكم المياه بداخلها، قبل أن يفروا هاربين، تاركين الركاب يواجهون مصيرهم. وفي الخلفية أصوات تردد الشهادتين، حتى غابت أصوات الجميع، إلى الأبد.

أسرة عبد الحليم 

وكما لكل حادث ضحايا ولكل ضحية قصة، فإن أسرة الدكتور محمد عبد الحليم، كانت من بين الآف القصص المأساوية في الحادث، حيث فقد “عبد الحليم” زوجته وأبناءه الـ4، في الحادث، فاطمة ونورهان وألاء وعبد الرحمن، ولم يمل من البحث عن جثثهم التي لم تظهر منذ الحادث. 

وكان حريصا كل فترة على زيارة مقابر الصدقة بمحافظة البحر الأحمر، والتي دُفنت بها عدد من ضحايا الحادث مجهولي الهوية. 

الدكتور محمد عبد الحليم فقد أسرته ولحق بهم 

وفي عام 2018، استدعى جهاز الكسب غير المشروع “عبد الحليم” لتسليمه قيمة التعويضات المُقررة له، وقيمها مليون و350 ألف جنيه، حيث رفض استلام قيمة التعويض، بحسب تصريحات سابقة لأسرته. 

وظل “عبد الحليم” يتقصى أثر جثامين أسرته، حتى ألمت به أزمة صحية، وظل يصارع الموت طيلة سنوات، حتى صرعه الموت، ووافته المنية عام 2021، ليلتقي أحبته، بعد 15 عاما من موتهم. 

مالك العبارة 

لاحق أسر الضحايا ممدوح إسماعيل، مالك العبارة وعضو مجلس الشورى الأسبق، أمام القضاء، حيث وجهت له النيابة العامة إتهاما بالتراخي في انقاذ من يمكن انقاذه من الناجين، وهو الإتهام الذي برأته منه محكمة أول درجة. 

وتقدمت النيابة العامة باستئناف على الحكم، وفي مارس 2009، عاقبته محكمة الاستئناف، غيابيا، بالسجن لمدة 7 سنوات. 

ممدوح إسماعيل

بينما عاقبت المحكمة قائد عبارة “سانت كاترين”، والتي كانت تبحر بالقرب من “السلام”، بالحبس لمدة 6 أشهر وغرامة 10 آلاف جنيه، للتراخي في أعمال المساعدة والإبلاغ عن الحادث. 

وفي عام 2014، وافقت النيابة العامة على طلب دفاع ممدوح إسماعيل، بصدور أمر بانقضاء الدعوى الجنائية المقامة ضد موكله، لانقضاء المدة ومرور 5 سنوات على حكم الإدانة الغيابي.

18 عاما 

18 عاما مرت على الحادث الأليم الذي طبع في ذاكرة المصريين كابوسا لا يُنسى وذكرى أليمة.. ولم ينس المُحب من فقد ولا مرارة تلك الفترة، ولم تتوقف دموع الثكالى والأرامل على ذويهم الذين ابتلعهم البحر، واختطفهم الموت من على متن السلام إلى غياهب الظلام. 

رابط مختصر
The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:24 AM
    الفجْر
  • 06:51 AM
    الشروق
  • 12:43 PM
    الظُّهْر
  • 04:05 PM
    العَصر
  • 06:35 PM
    المَغرب
  • 07:52 PM
    العِشاء
search