الثلاثاء، 18 مارس 2025

12:00 م

ما حكم تشبيه النساء بالحلوى المكشوفة؟.. علي جمعة يجيب من القرآن والسنة

علي جمعة

علي جمعة

أجاب مفتي الديار المصرية الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، علي جمعة، عن سؤال طرحته عليه فتاة بشأن مدى جواز تشبيه النساء بالحلوى المكشوفة، جاء نص السؤال كالتالي: “هل حرام أن هناك من يشبّه النساء بالحلوى المكشوفة، رغم أن الله كرّم المرأة؟”.

 

كل من خالف القرآن مخطئ

ورد جمعة على السؤال بقوله: كل من خالف القرآن مخطئ، فهناك ثقافات وأعراف تخالف كتاب الله، وتتنافى مع الوجهة التي علمنا الله إياها، ورغم ذلك، توجد مجتمعات ذكورية تجعل المرأة في منزلة أدنى، على الرغم من أن النبي ﷺ قال: "النساء شقائق الرجال"، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ".

وأوضح جمعة خلال برنامج “نور الدين والدنيا”، هذه الدرجة ليست درجة تفاضل بين الجنسين، ولا تعني تمييزًا نوعيًا بين الرجل والمرأة، وإنما هي درجة إدارية تتعلق بتنظيم شؤون الأسرة، حيث كُلِّف الرجل شرعًا بالإنفاق، والسعي، والعناية، والرعاية، والحماية، ولأن هذه المهام تقتضي تعاملًا مباشرًا مع العالم الخارجي، فقد كان الرجل أقرب إلى الاتصال بالخارج من المرأة، ولكن ذلك لا يعني أنه أفضل منها في القيمة أو المكانة.

كرّم الإنسان عمومًا

وتابع : هذه المسألة إدارية وليست تمييزًا قائمًا على النوع، فالله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان عمومًا، سواء كان رجلًا أو امرأة، حين قال في كتابه العزيز: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، ولم يقل إنه كرّم الذكور من بني آدم دون الإناث، ولم يسكت عنهن، بل شمل التكريم الجميع. فالتكريم الإلهي للإنسان هو تكريم شامل للرجل والمرأة على حد سواء.

وأضاف بطبيعة الحال، عندما يسود الغموض في المفاهيم، وتغلب العادات والتقاليد على التعاليم الصحيحة، فإن بعض الرجال قد يستغلون قوتهم الجسدية - التي منحها الله لهم لأداء وظائف محددة - في ظلم المرأة وقهرها.

وواصل: هذا ظلم بيّن يُحاسب عليه الرجل أمام الله سبحانه وتعالى، لأنه يخالف تعاليم الشرع الحنيف، فالشرع هو الميزان العادل الذي يجب أن نبحث عن مفتاحه، لنتمكن من التعامل مع الحياة وفق رؤية متوازنة وعادلة، تحقق في نهايتها الخير والسعادة في الدنيا، وتنال بها الأجر والثواب في الآخرة.

search