السبت، 23 نوفمبر 2024

01:25 ص

طفلة دمياط وعامل الخردة.. أنهى حياتها واستباح جثتها وشارك البحث عنها

الطفلة حنين الضحية

الطفلة حنين الضحية

عزت جمعة

A A

على عتبة البيت الذي اعتادت على اللعب فيه، مع بنات صغيرات في مثل سنها، وقفت “حنين”، ابنة الثمان سنوات. ضاحكة كانت، مبهجة، مقبلة على الحياة. في يدها كيس شيبسي، يقع فتات بسيط منه على ثوبها النظيف، فتمسحها بكفها، وتدخل. وهي لا تعلم أنها لن تخرج منه كما دخلت. فعلى الباب، كان هناك ذئب يرصدها، وفي ذهنه، سيناريو لا علاقة له باللعب.

جريمة صادمة، اكتشفتها قرية كفور الغاب، التابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط، بعد 3 أيام من اختفاء طفلة، والبحث عنها دون جدوى.

البداية كانت ببلاغ عن اختفاء طفلة، أسرتها وذووها، وكل القرية، تبحث عنها، لتشارك الشرطة في البحث، والتحري، وتوظيف التكنولوجيا في فك غموض هذا الغياب.

الطفلة لم تتعود الابتعاد عن البيت، لها عدد محدود من الرفاق تلعب معهم، ولا تزور إلا أصدقاءها في البيت المجاور، فإلى أين ذهبت؟

استعانت الشرطة بكاميرات المراقبة المتاحة في الشارع، وتستعيد تسجيلات يوم الاختفاء، ليكون مشهد الطفلة أمام بيت جيرانها، هو آخر ظهور لها. كانت تقف على العتبة، قضمت قطعة من كيس الشيبسي بيدها، نفضت ما تساقط من فتاته على ثوبها، ودلفت إلى الداخل، ثم لم تخرج.

بدأت الشرطة تضيّق نطاق البحث، وتركز التحقيق مع سكان المنزل، وكل من احتفظت الكاميرا بمشاهد دخولهم إلى البيت في ذلك اليوم. ثم استعانت بكلاب بوليسية مدربة للتفتيش.

الكلاب البوليسية، ترى بأنفها ما لا يراه البشر بعيونهم، نشبت أظافرها في أرضية غرفة مهجورة في الدور الأول من البيت، وهي تلهث بحماس. بعد دقائق، كان الحفر قد بدأ، وظهرت معالم “جثة" طفلة تحت التراب، ملفوفة في “شوال”، وعلى وجهها الألم والرعب معا.

توصلت الشرطة إلى حل لغز الاختفاء، لتجد نفسها أمام لغز أكثر غموضا: من قتلها؟ ولماذا؟ وبدأت سلسلة أخرى من البحث والتحري والتحقيقات.

الكل يبكي: الأسرة والجيران والأصدقاء. الكل يبدو عليه الألم على مصير الطفل المبهجة، ويندبها، ويعبر عن فجيعته فيها.. من الفاعل إذن؟ ظلت الشرطة تبحث.

كل أهل المنزل، ومن دخلوه، وأسرة الطفلة، تم التحقيق معهم، لتضيق الشرطة نطاق الشكوك في شاب يبلغ من العمر 30 عاما. عجز عن التذكر: أين كان في ذلك اليوم؟ وماذا فعل بالتحديد؟ ومن رآه؟ لينهار في النهاية، ويدلي باعتراف تفصيليّ بجريمته.

حكى “معتز”، أنه كان يقف خارجا من البيت عندما قابل حنين داخلة، اعتاد عليها تلعب مع بنات شقيقاته، وكثيرا ما تزورهم. لكنه هذا المرة رآها “عروسة”، ولعبت برأسه خيالات شريرة، فأخبرها أن صاحباتها في غرفة داخلية بالدور الأرضي الفارغ.

دخلت حنين إلى حيث أشار لها جارها الذي تصدقه، فهو خال صديقاتها، لتجده خلفها، يحاول الاقتراب منها، ويلامس جسدها، خافت، وارتبكت، وحاولت الابتعاد، لكنه حجزها بذراعه، وحاول التحرش بها بشكل أكثر فجاجة. صرخت، لتكون صرختها آخر ما تفعله، وتشعر به.

أطبق الشاب يده على فم الطفلة، وكتم أنفاسها، حتى فاضت روحها. ثم لم يتوقف، فما يزال خياله يجسدها له كعروسة فاتنة، طفلة الثمان سنوات، ليهجم على جثتها، ويغتصبها، ثم يلفها في “شوال” قذر، ويحفر في نفس المكان، ويدفنها.

بعد ساعات، كانت أسرة الطفل تسأل جيرانها عنها، وتسأل أهل الشارع، وتوسّع دائرة البحث تدريجيا، بينما معتز نفسه يشارك معهم، ويظهر لهم الاهتمام والقلق، والجدية في البحث.

أمام النيابة، أدلى معتز باعتراف تفصيليّ، لتأمر باصطحابه وإعادة تمثيل كل ما حكاه، والتأكد من السيناريو عمليًّا.

كان مدير أمن دمياط تلقى إخطاراً بإلقاء القبض على شاب يدعى “معتز. ب”، 30 عاما، عامل خردة، ومقيم بقرية كفور الغاب التابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط لاتهامه بقتل الطفلة حنين  8 سنوات عقب اختطافها. ليوجه بإحالته إلى النيابة، لاستكمال إجراءات التحقيق، والتعامل معه وفق القانون.

search