الثلاثاء، 01 أبريل 2025

12:21 ص

توقعات بالتثبيت.. الفيدرالي الأمريكي يحسم مصير الفائدة اليوم

رئيس الفيدرالى الأمريكي، جيروم باول

رئيس الفيدرالى الأمريكي، جيروم باول

يعقد الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) اليوم ثاني اجتماعاته خلال العام الحالي، وسط توقعات بأن تواصل المخاوف المتعلقة بتأثيرات السياسات التجارية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقليص هامش المرونة المتاح أمام صناع السياسة النقدية.

قال الخبير المصرفي أستاذ الاستثمار والتمويل، الدكتور فهد جاهين، إن الاحتياطي الفيدرالي بدأ دورة التيسير النقدي في 2024، ولن يتراجع عن هذا الاتجاه إلا أنه قد يبطئ الوتيرة قليلًا وسط ما تفرضه التداعيات المحتملة للتوترات التجارية التي أشعلتها إدارة ترامب. 

الفيدرالي ليس في عجلة من أمره

خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة اعتبارًا من سبتمبر 2024 وحتى ديسمبر الماضي بواقع 3 مرات بإجمالي 100 نقطة أساس، معلنًا نهاية دورة التشديد النقدي التي أطلقها في مارس 2022، وخلال اجتماع يناير الماضي أقدم على تثبيت أسعار الفائدة عند 4.25% و4.50%. 

وأوضح فهد جاهين في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن الاحتياطي الفيدرالي ربما بحاجة لوقت أطول لاستكشاف مدى التأثير المحتمل لسياسات ترامب وسط تصاعد حدة التوترات التجارية والجيوسياسية، لذا قد يقدم على تثبيت أسعار الفائدة مساء اليوم، وربما يستأنف دورة الخفض في يونيو المقبل. 

وأظهر استطلاع أجرته وكالة بلومبرج، أن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي سيتجه لتثبيت الفائدة، في ضوء حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية لترامب، في ظل إصرار الأخير على استهداف كبار الشركاء التجاريين لأمريكا (كندا والمكسيك والصين) برسوم جمركية جديدة والرد الانتقامي من هذه الدول، الأمر الذي يهدد الاقتصاد الأمريكي بارتفاع مخاطر التضخم والبطالة وتباطؤ معدلات النمو.

يعزز هذه التوقعات، تصريحات سابقة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أكد فيها أن تكلفة التريث حيال خفض الفائدة منخفضة، لذا فإن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره، مقابل حاجته للتعامل مع مخاطر الضبابية الاقتصادية من خلال الإبقاء على السياسة النقدية التقييدية لفترة أطول، لا سيما أن التضخم لم يصل بعد إلى مستهدفه البالغ 2%.

الفيدرالي في موقف صعب

وأضاف جاهين أن الفيدرالي في وضع صعب، فبينما تفرض سياسات ترامب الحاجة لمزيد من الحذر فيما يتعلق بخفض الفائدة لاسيما وأن معدلات التضخم لا تبدي تباطؤًا محلوظًا فهي شبه مستقرة خلال الفترة الراهنة، نرى من جهة أخرى أن الاقتصاد الأمريكي في حاجة إلى التحفيز عبر استئناف خفض الفائدة. 

وخلال يناير الماضي تباطأ التضخم الأمريكي إلى 2.6% من 2.8% في ديسمبر 2024، فيما استمر معدل البطالة عند 4.1%، ومن جانبها توقعت مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" أن يتحلى صناع السياسة النقدية في أكبر اقتصاد بالعالم بالحذر طوال النصف الأول من 2025 على أن يتم استئناف دورة خفض الفائدة في النصف الثاني. 

وقال كبير خبراء الاقتصاد في "بي إم أو كابيتال ماركتس" سكوت أندرسون، في تصريح لوكالة بلومبرج، إن الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب إذ لا يزال التضخم الأساسي أعلى من مستهدفه فيما تشير التوقعات لمزيد من الضغوط التضخمية في ظل حالة عدم اليقين بشأن حجم التأثير المحتمل سياسة الرسوم الجمركية. 

وتوقع محللو "دوتشيه بنك" أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي اليوم على الفائدة دون تغيير للمرة الثانية على التوالي، واتفق معهم محللو بنك "باركليز" في مذكرة حديثة مرجحين أن يقدم الفيدرالي على خفض الفائدة خلال 2025 بواقع مرتين فقط كما أعلن نهاية ديسمبر 2024، على أن يكون أول خفض في يونيو المقبل بمقجار 0.25% يتبعه خفض مماثل في سبتمبر المقبل.

وتشير أداة "فيدووتش"، التي تعكس نبض الأسواق الأمريكية، إلى احتمال بنسبة 99% لتثبيت الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم، مع احتمال ضعيف جدًا بنسبة 1% فقط لخفضها بمقدار 0.25%.

search