"العدوانية اللطيفة".. لماذا يشعر البعض برغبة في "أكل" الأطفال؟

طفل صغير -صورة تعبيرية
إيمان رزق
“طفل لذيذ.. عايز آكله”.. هي جملة قد تتردد كثيرا على لسان بعض الأشخاص عندما يرون أطفالا، فتتسلل إليهم رغبة قوية في تقبيلهم أو قضم أصابعهم أو قرص خدودهم، وذلك من فرط الإعجاب والتعلق بالطفل، هذه الظاهرة تعرف علميًا بـ”متلازمة العدوانية اللطيفة” أو “العنف اللطيف”، وباللغة الإنجليزية تُسمى ”cute aggression".
وعلى الرغم من أن هذه التصرفات قد تبدو غريبة أو غير منطقية، إلا أنها تمثل نوعًا من الاستجابة النفسية لمشاعر الحب الشديد والإعجاب، وليست نية حقيقية في إيذاء الطفل، وتشير عالمة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، كاثرين ستافروبولوس إلى أن 70% إلى 75% من الناس يشعرون بهذه الرغبة وتزيد بين النساء.
ما هي متلازمة العداونية اللطيفة؟
متلازمة العدوانية اللطيفة، هي ظاهرة نفسية تتعلق بردة فعل غير معتادة تجاه الكائنات اللطيفة، مثل الأطفال أو الحيوانات الصغيرة، قد يشعر البعض برغبة شديدة في قضم أو قرص خدود أو حتى “أكل” الطفل تعبيرًا عن إعجابهم الشديد، على الرغم من عدم وجود نية حقيقية للإيذاء، وهو ما يعرف علميا بالعنف اللطيف ويبدو متناقضا مع المشاعر الإيجابية التي يسببها الطفل.
متلازمة العدوانية اللطيفة
والمشاعر العدوانية اللطيفة تنشأ كرد فعل تجاه مشاعر الحب الشديد والإعجاب التي يشعر بها الشخص عند رؤية طفل صغير أو حيوان أليف أو أي شيء يعتبر لطيفا، ولكنها تبدو غير متوافقة مع سلوكيات الحب والحنان التي تكون متوقعة في هذه الحالات، إلا أن العلماء فسروها أنها كآلية لتخفيف حدة العواطف الإيجابية الشديدة.
أعراض متلازمة العدوانية اللطيفة
وكشف استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي، أعراض متلازمة العدوانية اللطيفة، لـ"تليجراف مصر" وجاءت كما يلي:
- الرغبة في التصرف العدواني، فعندما يرى الشخص طفلا صغيرا، قد يشعر برغبة مفاجئة في قضم أصابع الطفل أو قرص خده، رغم أنه لا يوجد أي نية فعلية لإيذائه.
- يرافق الشعور بالرغبة في العدوان شعور قوي بالحب والإعجاب تجاه الطفل.
- يلاحظ عندما يتحدث عن كيفية “أكل” أو “قضم” الطفل بشكل مبالغ فيه، رغم أنه لا يفكر في إيذائه.
- التناقض العاطفي حيث تكون المشاعر الإيجابية (الحب والإعجاب) مصحوبة برغبة في التصرف بطريقة غير منطقية أو متطرفة.
أسباب متلازمة العدوانية اللطيفة
العلماء توصلوا لعدة أسباب لمتلازمة العدوانية اللطيفة، أبرزها أنها قد تكون آلية للتعامل مع شدة المشاعر العاطفية، فعندما يواجه الشخص مشاعر حب شديدة، قد يؤدي ذلك إلى حالة من الإفراط العاطفي، ويظهر العنف اللطيف كآلية لتنظيم هذه المشاعر وإعادة توازنها.
وفي دراسة أجريت في عام 2015 أظهرت أن متلازمة العدوانية اللطيفة قد تكون مرتبطة بنشاط في مناطق الدماغ التي تتحكم في المكافأة والإثارة، مثل النواة المتكئة، إذ أن هذه المشاعر الزائدة قد تثير الاستجابة العصبية نفسها التي تحدث عندما يشعر الشخص بالمتعة الشديدة.
علاج متلازمة العدوان اللطيف
ولعلاج هذه الحالة، يمكن إتباع بعض الأساليب، التي أوضحها، استشاري الصحة النفسية وهي:
- الوعي الذاتي، وتكون من خلال التعرف على المواقف التي تشعر فيها بالغضب أو الإحباط وعدم التمكن من التعبير عنها بشكل مباشر.
- تعلم التعبير عن المشاعر، فيجب تعلم كيفية التعبير عن مشاعرك بطريقة صحية ومن دون الإساءة إلى الآخرين.
- التمارين التنفسية، حيث أنها تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يجعل من الأسهل التعامل مع المشاعر بشكل أكثر هدوءا.
- التدريب على الحدود الصحية، حيث يجب أن يتعلم الأشخاص وضع حدود واضحة مع الآخرين وتعلم كيفية قول “لا” عندما يكون مناسب، دون الشعور بالذنب.
- الاستشارة النفسية، ففي بعض الحالات، قد تكون الاستشارة النفسية أو العلاج المعرفي السلوكي مفيدة في مساعدة الشخص على فهم جذور مشاعره والتحكم في ردود فعله.

أخبار ذات صلة
"كليلة ودمنة".. التراث الأدبي الذي شكّل وجدان بطل "الغاوي"
21 مارس 2025 08:41 ص
على طريقة "غلاب" في مسسل فهد البطل.. 6 أبراج تميل للانتقام
21 مارس 2025 08:12 ص
علامات التحرش الجنسي على الأطفال.. متى يجب القلق؟
21 مارس 2025 06:13 ص
متى عيد الأم 2025؟.. وأجمل عبارات التهنئة
21 مارس 2025 05:39 ص
المياه المعبأة بها سم قاتل.. تحذيرات من الإصابة بالسرطان
21 مارس 2025 05:09 ص
أفضل أدعيه العشر الأواخر من رمضان 2025
21 مارس 2025 03:14 ص
"إلى من منحتني حياتها".. أجمل رسائل عيد الأم 2025
21 مارس 2025 01:25 ص
طرق تحميل أغاني عيد الأم القديمة والجديدة
21 مارس 2025 12:58 ص
أكثر الكلمات انتشاراً