الجمعة، 21 مارس 2025

08:55 م

تثبيت الفائدة يسيطر على المشهد العالمي.. هل تترقب البنوك المركزية أزمة قادمة؟

أسعار الفائدة العالمية

أسعار الفائدة العالمية

اتجهت البنوك المركزية الكبرى حول العالم إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري، في خطوة تعكس حالة الترقب الحذر التي تسيطر على الأسواق المالية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية واضطرابات الاقتصاد العالمي.

وقال خبير أسواق المال أحمد معطي، إن قرار البنوك المركزية بالإبقاء على أسعار الفائدة يعود إلى عدة عوامل رئيسية، رغم استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ورسوم ترامب الجمركية، إضافة إلى تصاعد التوترات في أوكرانيا وغزة.

وأضاف معطي، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن البنوك المركزية تراقب المشهد الاقتصادي بدقة، إذ أن رفع الفائدة قد يؤدي إلى ضغوط على معدلات النمو ويزيد من تقلبات الأسواق، بينما قد يؤدي خفضها إلى تفاقم التضخم، خاصة مع استمرار اضطرابات سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الطاقة.

وأشار إلى أن الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا اختارا التريث لمراقبة تطورات الاقتصاد العالمي، في محاولة لتحقيق التوازن بين الاستقرار المالي وكبح التضخم.

الفيدرالي الأمريكي يثبت الفائدة وسط مخاوف النمو

قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأربعاء الماضي، الإبقاء على أسعار الفائدة المرجعية دون تغيير، ضمن نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى الذي استمر منذ ديسمبر، وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي المتباطئ.

وعلى خطى الفيدرالي، ثبتت البنوك المركزية الخليجية، مثل مصرف الإمارات المركزي ومصرف قطر المركزي، أسعار الفائدة، نظرًا لارتباط السياسة النقدية الخليجية بالقرارات الأمريكية.

بنك إنجلترا يحافظ على سعر الفائدة عند 4.5%

أبقى بنك إنجلترا المركزي على سعر الفائدة عند 4.5% خلال اجتماعه الثاني لعام 2025، وسط مخاوف من عودة التضخم للارتفاع بعد فترة من التراجع.

وكان البنك المركزي البريطاني قد خفض أسعار الفائدة عدة مرات خلال عام 2024، إلا أن البيانات الاقتصادية الأخيرة دفعته إلى الإبقاء عليها عند مستوياتها الحالية لحماية الاقتصاد من موجة تضخم جديدة.

وفي اليابان، قررت لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي، بقيادة المحافظ كازو أويدا، الإبقاء على سعر الفائدة عند 0.5% بعد انتهاء اجتماع استمر يومين، في ظل سياسة نقدية متحفظة.

تجدد التوترات الجيوسياسية يضغط على الأسواق

عادت التوترات الجيوسياسية إلى الواجهة بعد إعلان إسرائيل استئناف القتال في غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير المصرفي محمد بدرة، أن قرار البنوك المركزية العالمية بتثبيت أسعار الفائدة يرتبط أكثر بالسياسات النقدية طويلة الأجل، وليس مجرد استجابة فورية للأحداث الجيوسياسية.

وأضاف لـ"تليجراف مصر"، أن الحرب الروسية الأوكرانية وتجدد الصراع في غزة أثرا على الأسواق المالية وأسعار الطاقة والسلع الأساسية، لكنه شدد على أن البنوك المركزية تتخذ قراراتها بناءً على معدلات التضخم والنمو الاقتصادي بالدرجة الأولى.

الفيدرالي الأمريكي: التباطؤ في خفض الفائدة بسبب التضخم

أرجع رئيس الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، تباطؤ وتيرة خفض الفائدة خلال عام 2025 إلى توقعات بارتفاع التضخم خلال الفترة المقبلة.

وأكد باول، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع شهد تقليص سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، أن السياسة النقدية سيتم التعامل معها بحذر أكبر عند اتخاذ أي قرارات مستقبلية بشأن أسعار الفائدة.

البنك المركزي المصري يثبت أسعار الفائدة للمرة السابعة

واصل البنك المركزي المصري تثبيت أسعار الفائدة للمرة السابعة على التوالي خلال اجتماعه الأول لعام 2025، ليحافظ على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة عند 27.25% و28.25%، فيما استقر سعر العملية الرئيسية عند 27.75%، كما أبقى على سعر الائتمان والخصم دون تغيير.

search